خيم شبح إنفلونزا الخنازير على أجواء موسم الحج في المغرب منذ بداية انطلاقته في الأشهر الأولى من هذا العام، خاصة مع إجراء القرعة للحجاج التي ترافقت مع مخاوف من إلغاء الموسم بكامله، ولكن التطمينات والهدوء عادا مرة أخرى إلى نفوس الحجاج بعد أن أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أنها عازمة على المضي قدما في الترتيبات المتعلقة بتوجه الحجاج إلى الأراضي المقدسة في أحسن الظروف، ووضعت الاحتياطات اللازمة التي تتيح أداء الفريضة في ظروف ملائمة، وكذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة السعودية أنها لا تشترط تطعيم الحجاج ضد إنفلونزا الخنازير إلا في حالة توفر الأمصال وتجربتها إكلينيكياً والاكتفاء فقط بتناول الحاج لجميع التلقيحات، وأهمها المضادة للفيروسات الموسمية. كما أن عودة المعتمرين المغاربة من موسم العمرة في رمضان بدون تسجيل حالات إصابة بينهم، شجع الحجاج على المضي قدما في استكمال إجراءات الحج. وبادرت وزارة السياحة المغربية بإجراء سلسلة إجراءات إدارية، تتعلق بتنظيم عمل وكالات الأسفار المسؤولة عن تفويج الحجاج، وذلك بتطبيق قانون ما يعرف بالمادة (31) المتعلق بتنظيم وكالات الأسفار والقاضي باحترام شروط الالتزام، أي كافة بنود العقد بينها وبين الحجاج.
ووضعت لذلك ضوابط صارمة، مما أدى إلى تقليص كبير في عدد وكالات الأسفار المسموح لها بتفويج الحجاج هذا العام، بالإضافة إلى إلزام الحجاج هذا العام بالسفر بجوازات سفر عادية بدلا من وثيقة الحج التي كان معمولا بها خلال السنوات الماضية.
وقد باشرت بالفعل وزارة الأوقاف والعمالات (المحافظات) في إرسال جوازات حجاج كل إقليم إلى السفارة السعودية في الرباط، للحصول على تأشيرة الحج، والتي يتم الحصول عليها كالمعتاد حسب الإجراءات المتبعة.
أما فيما يتعلق بالجانب الصحي، فقد قامت وزارة الصحة بإجراءات لافتة هدا العام سواء بالنسبة لحجم بعثتها الصحية التي فاق عددها أكثر من 170 اختصاصيا طبيا، أضيف إليهم مختصون في مجال أمراض الأوبئة، أو بالنسبة إلى الإجراءات الوقائية للحجاج. كما قامت السلطات الصحية بشراكة مع معهد باستور ووزارة السياحة، بإرشادات صحية إضافية خاصة بالحج وسط المرشدين الدينيين المصاحبين للحجيج، ووكالات الأسفار.
ويتضمن البرنامج الصحي والوقائي للحجاج، تطعيمهم بثلاث جرعات رئيسية من اللقاحات الإجبارية المضادة لإنفلونزا الخنازير والزكام العادي والحمى الشوكية، وستكون البعثة المغربية الطبية مزودة هذا الموسم، بأدوية إضافية خاصة التي لها علاقة بالأوبئة، بالإضافة إلى الأدوية العادية، كالمضادات الحيوية، ومسكنات الآلام والحمى والفيتامينات وأخرى خاصة بارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى توفر الفريق الطبي على معدات طبية حديثة مجهزة بالكمامات والقفازات.