شركة سباكة تلجأ للمحكمة العليا من أجل الاستمرار في إصلاح مواسير المشاهير

صاحبها أصبح مليونيرا بخدماته لهذه الفئة الاجتماعية وحقق مكانة اجتماعية مرموقة

تقدر ثروة مولين بأكثر من 15 مليون جنيه إسترليني (22 مليون دولار تقريبا) وتقدر أرباحه بمليوني جنيه سنويا
TT

حتى تتأهل لإصلاح مواسير مطابخ وحمامات المشاهير لا تحتاج أن تكون سمكريا جيدا فقط، أي أن تعرف في أصول إصلاح الأنابيب ولحمها والسيطرة عليها عندما تتسرب منها المياه، يجب أن تنتمي إلى فئتهم وتكون مشهورا مثلهم. أحد هؤلاء السماكرة المشاهير هو شارلي مولين، الذي أسس شركة «بيملكو بلامينغ» بوسط لندن المتخصصة في أعمال السباكة وإصلاحها المواسير عام 1979 وتخصص في تقديم هذه النوع من الخدمات للمشاهير من ممثلين وفنانين وأصحاب الملايين ممن يسكنون في العاصمة البريطانية لندن أمثال الممثلين هيو غرانت وكيرا نايتلي ودانيال غريغ وهيلين ميرين ومغني البوب ليام غليغار ومقدم البرامج التلفزيونية جوناثان روس وايريك كلابتون والعديد من نجوم كرة القدم من نادي تشيلسي الشهير في غرب لندن. هذا النوع من الخدمات درّ عليه أموالا طائلة، وبهذا فقد انضم هو الآخر إلى هذا النادي الصغير من أصحاب الملايين. حصوله على هذا النوع من العمل ودخوله إلى بيوت المشاهير، اعتمد في الأساس على توصيات شفوية خاصة، حسب قول شارلي مولين في إحدى المقابلات عن كيفية وصوله إلى بيت هذه الفئة الاجتماعية، مضيفا أنه أصبح هناك ثقة متبادلة بينهم، وأنه لا ينقذهم فقط في حالات الطوارئ وإنما يحفظ أسرارهم، إذ أنه يعرف عنهم الكثير من خلال بيوتهم التي يتجول داخلها بحرية، وهذا يعتبر حلم الباباراتزي الذين يلاحقون المشاهير من أجل التقاط صورة لهم في الشارع.

هذه الخدمات وما يترتب عليها من شهرة ومعرفة وامتيازات مالية جعلت هذه الوظيفة يسيل لها اللعاب ليس بين العاملين فيها فقط. وكان ممن استهوتهم الفكرة ستيف كروسر الذي عمل مذيعا في هيئة البث الأسترالي ورئيسا تنفيذيا في القناة العاشرة ورئيسا لشركة الإنترنت «انوايرد» وكان من أوائل الرواد الذي روجوا لفكرة الاشتراكات في القنوات التلفزيونية، قبل أن ينتقل للعمل في لندن عام 2007. وأسس ستيف كروسر شركة «سيرفيس كور» لمنافسة شركة «بيملكو بلامينغ».

إلا أن احتكار شارلي مولين لهذه الخدمة جعل من الصعب على كروسر اختراق السوق، ولهذا فقد التجأ إلى «التجسس الصناعي»، كما قال مولين في تصريحات لصحيفة «إيفنينغ ستاندارد»، بعد أن بدأ بمقاضاة شركة «سيرفيس كور» مطالبا إياها بدفع مليون جنيه إسترليني (1.5 مليون دولار) تعويضا بسبب أعمالها غير الشرعية والتجسس والتنصت على تليفونات العاملين لدى «بيملكو بلامينغ».

وأصبحت شركة «سيرفيس كور» مطالبة أمام المحكمة أن تثبت أنها لم تسرق أي ملفات خاصة استخدمتها من أجل اختطاف الزبائن من شركة «بيملكو بلامينغ». قائمة الزبائن طويلة وتتضمن كثيرا من الممثلين والمشاهير والأثرياء.

مايكل وينر البريطاني مخرج أفلام من إنتاج هوليوود، منها ثلاثية «ديث ويش»، وهو أحد زبائن «بيملكو بلامينغ»، كتب عمودا في صحيفة «صانداي تايمز» يقول فيه إنه قرر عدم استخدام الشركة بعد اليوم.

مولين، 57 عاما، الذي أصبح من المشاهير لاحتكاكه بهم وكونه أصبح مليونيرا، ظهر مؤخرا في برنامج تبثه القناة الرابعة تحت اسم «المليونير السري». مولين لم ينه دراسته الثانوية وترك المدرسة وهو في سن الـ15 للعمل كمتدرب في أعمال السمكرة، وأسس شركته في السبعينات بعد أن أتقن المهنة، وتقدر ثروته الآن بأكثر من 15 مليون جنيه إسترليني (22 مليون دولار تقريبا)، وتقدر أرباحه بمليوني جنيه سنويا.

تحتوي شركته على عدد من السيارات وتضم 120 عاملا يرتدون زيا رسميا فاخرا موحدا ويعملون في العاصمة على مدار 24 ساعة. وقالت «بيملكو بلامينغ» إن «سيرفيس كور» تحاول دائما «اختطاف» زبائنها منذ أن تأسست عام 2007 في مكاتب ليست بعيدة عن مكاتبها في منطقة بيملكو، كما أنها تمكنت من استمالة 14 موظفا كانوا يعملون لديها سابقا. وفي ادعائها أمام المحكمة العليا، الذي قدمته شركة المحاماة «ميشون دي ريا»، اتهمت الشركة «سيرفس كور» بمحاولة إقناع موظفيها ترك «بيملكو بلامينغ» والعمل لديها. وأمرت المحكمة أن يحجز على أجهزة الكومبيوتر التابعة لـ«سيرفس كور» من أجل فحص المعلومات التي تحتويها. وقال مولين: «لن أتهاون مع أي محاولة لسلبي ثمار عملي الذي امتد على مدار أكثر من 30 عاما. لقد قررت مقاضاة الشركة لأنني أعتبر أن عملهم غير أخلاقي وغير قانوني». أما شركة «سيرفس كور» فقد امتنعت عن التعليق على الموضوع.