الحوثيون في مصيدة «الدرس القاسي»

قذائف عشوائية للمتمردين تقتل 4 سيدات من عائلة واحدة * تضامن خليجي وإسلامي مع السعودية ضد اعتداء الحوثيين

حطام سيارة فوق أحد المنازل بعد أن سقطت عليها قذائف على الشريط الحدودي («الشرق الأوسط»)
TT

وسط تضارب في المعلومات حول الوضع أمس بعد اعتداء الحوثيين على دوريات حدودية أول من أمس، تضامنت دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة العالم الإسلامي مع السعودية، مؤكدة وقوفها إلى جانبها في الحفاظ على أمنها، وبدا أن الحوثيين، الذين وصف لـ«الشرق الأوسط» سفير اليمن لدى الرياض اعتداءهم بأنه هروب إلى الإمام، وقعوا في مصيدة درس قاس مع إعلان السعودية أنها ستردع المتسللين, وتصاعد الموقف ضدهم عربيا وإسلاميا. وترافق ذلك مع ما نقلته وكالتا الصحافة الفرنسية ورويترز أمس عن مصادر سعودية بأن طائرات حربية تورنادو وإف 15 قصفت مواقع الحوثيين الذين زعموا أول من أمس أنهم استولوا على جبل دخان. ولم يصدر بيان رسمي سعودي بعمليات القصف هذه.

وأفادت مصادر طبية محلية لـ«الشرق الأوسط» أن القذائف العشوائية التي أطلقتها عناصر التمرد قتلت 4 سيدات من عائلة واحدة، وأصابت آخرين بجروح. ونقلت جميع الحالات إلى مستشفى صامطة العام، فيما تم تحويل حالتين إلى مستشفى الملك فهد العام. وأوضحت مصادر طبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن المتوفيات هن زوجتان لرجل واحد وابنتاه.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن القوات السعودية قصفت مواقع الحوثيين بكثافة منذ التاسعة من صباح أول من أمس (الأربعاء)، واستخدمت الطيران في عمليات القصف، واستمرت العمليات العسكرية حتى مساء أمس، حيث قصف الحوثيون قرى حدودية عشوائياً باستخدام قذائف «آر بي جي»، ولا تزال الأوضاع متوترة في منطقة الأحداث. وذكر الشيخ عبد الله هزازي شيخ قبائل الهزازي (أكبر قبائل الحرث) في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعا تم عقده عصر يوم أمس بين محافظ الحرث وممثلين للجهات الأمنية والعسكرية لتنظيم العمليات وبحث آخر التطورات. وأفاد موفدا «الشرق الأوسط» في منطقة الأحداث، أن الهدوء بدا سيد الموقف مع حلول الظلام، وسط تأكيدات مصادر متطابقة تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، بقيام الجيش السعودي بإلقاء قنابل مضيئة على منطقة جبل الدخان لرصد أي محاولات لتسلل عناصر التمرد الحوثية.

فيما سمع خلال فترة المساء، أزيز طائرات سلاح الجو السعودي تحلق فوق منطقة جبل الدخان.