شافيز يصف أحمدي نجاد بـ«المصارع» في الحرب ضد الإمبريالية

الرئيس الإيراني يحصل على الدعم المنشود لملفه النووي في أميركا اللاتينية

TT

استقبل رئيس فنزويلا هوغو شافيز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كاراكاس «كصديق وأخ» بمراسم عسكرية كاملة. وأعلن شافيز اليساري وأحمدي نجاد المحافظ اللذان يتفقان في عدائهما للحكومة الأميركية، عن رغبتهما في توسيع العلاقات الاقتصادية المشتركة.

والبلدان من الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ووقع الزعيمان على 70 اتفاقا لتعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة والزراعة.

ووصف شافيز أحمدي نجاد بأنه «مصارع في الحرب ضد الإمبريالية» وتعد هذه الزيارة هي الرابعة لأحمدي نجاد إلى فنزويلا. وأعرب شافيز عن دعمه للبرنامج النووي الإيراني الذي تعارضه واشنطن بقوة. ونظمت المعارضة السياسية في فنزويلا مسيرة ضد أحمدي نجاد واصفة إياه بأنه «ديكتاتور».

لكن بخلاف التظاهرات المعارضة، حصل الرئيس الإيراني الخاضع لضغوط القوى الكبرى للموافقة على عرضها بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، على الدعم الذي كان يبحث عنه لسياسته النووية خلال جولة في أميركا الجنوبية التي اختتمها في فنزويلا.

وقال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز حليف إيران الأكبر في أميركا الجنوبية «إنني واثق من أن إيران ليست بصدد صنع القنبلة الذرية»، وذلك بعدما صرح مرارا في الماضي بأن من حق طهران تطوير برنامج نووي مدني. ويتهم الغرب إيران بالسعي لحيازة السلاح الذري تحت ستار برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ايان كيلي أعلن قبيل اللقاء بين شافيز وأحمدي نجاد أن واشنطن تنتظر من جميع البلدان التي تقيم اتصالا مباشرا مع إيران أن تنقل لها «مخاوف الأسرة الدولية». ورد الرئيس الإيراني «إن المخاوف الكبرى في العالم ناتجة عن انتهاكات حقوق الإنسان من جانب الولايات المتحدة».

وكانت البرازيل وبوليفيا أكدتا لأحمدي نجاد في مطلع الأسبوع اعترافهما بحق طهران في امتلاك الطاقة النووية لأهداف سلمية في ظل احترام الاتفاقات الدولية.

غير أن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا دعا أحمدي نجاد الاثنين إلى «مواصلة الاتصالات» مع الدول الكبرى من أجل التوصل إلى «حل عادل» لهذا الملف، وذلك بعدما تلقى في اليوم السابق رسالة من باراك أوباما ذكره فيها الرئيس الأميركي بموقفه بشأن الملف النووي الإيراني.

وللمرة الأولى منذ أربع سنوات، أعدت مجموعة الدول الست المعنية بالمفاوضات مع إيران، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا) وألمانيا، مشروع قرار يدين إيران قد يطرح على حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الـ35 للتصويت عليه الخميس أو الجمعة.

وتأخذ مجموعة الست على طهران إخفاءها بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب قم جنوب غرب طهران.

ولا تزال المجموعة تنتظر ردا واضحا ودقيقا من إيران على عرض التسوية الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) وينص على تولي دولة ثالثة تخصيب اليورانيوم الإيراني لمفاعل الأبحاث في طهران.

وشكلت جولة أحمدي نجاد في أميركا اللاتينية التي استمرت ثلاثة أيام مناسبة لتعزيز التعاون مع دول المنطقة.

ووقع الرئيس الإيراني الذي رافقه وفد ضخم ضم 130 شخصا و150 رئيس شركة، ثلاثة اتفاقات تعاون تجاري ودبلوماسي وثقافي في البرازيل، ووثيقتين في بوليفيا و12 وثيقة في فنزويلا في عدد من القطاعات كالزراعة والبناء والكهرباء.

وقال الرئيس الفنزويلي «كل ما نوقعه اليوم.. إنما هو مؤشر على عالم جديد والتعاون جنوب جنوب وعلى عالم متعدد الأقطاب»، معلنا تحريك 129 مشروع تعاون بين البلدين.