الصين تشدد موقفها ضد إيران بعد زيارة دنيس روس لبكين

قال للصينيين إن إسرائيل تنظر إلى البرنامج الإيراني النووي باعتباره «قضية وجود»

TT

قبل أسبوعين من زيارة الرئيس باراك أوباما للصين، سافر مسؤولان بارزان بالبيت الأبيض إلى بكين في «مهمة خاصة»؛ لكي يحاولا إقناع الصين بالضغط على إيران كي تتخلى عن ما يزعم أنه برنامج للتسلح النووي. وإذا لم تساعد بكين الولايات المتحدة في هذه القضية فسوف تكون العواقب وخيمة؛ هذا ما أكده المسؤولان؛ ـ دينيس روس، وجيفري بادر، وهما من كبار المسؤولين بمجلس الأمن القومي ـ للصينيين.

كما أنهما أخبرا الصينيين بأن إسرائيل تنظر إلى برنامج إيران النووي باعتباره «قضية وجود وأن الدول التي لديها قضايا تمثل قضايا وجود لن تصغي إلى الدول الأخرى»، وذلك وفقا لمسؤولين بارزين بالإدارة. وبالتالي فإن العواقب واضحة: حيث يمكن أن تقصف إسرائيل إيران مما يؤدي إلى كارثة في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى ما قد ينجم عن ذلك من مشكلات تتعلق بالبترول الذي تحتاج إليه الصين لتمويل قوتها الاقتصادية الهائلة؛ ذلك هو ما قاله أحد المسؤولين الذي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته.

وفي وقت سابق خلال الأسبوع الحالي، حصل البيت الأبيض على الإجابة، فقد أخبرت الصين الولايات المتحدة بأنها سوف تدعم إصدار خطاب شديد اللهجة ينتقد الجمهورية الإسلامية نظرا لاستهزائها بقرارات الأمم المتحدة من خلال بناء مصنع سري لتخصيب اليورانيوم. ويعد التصريح الذي حصلت الـ«واشنطن بوست» على نسخة منه جزءا من مسودة قرار سوف يتم إصداره خلال أيام بموافقة الدول الخمس والثلاثين الذين يشكلون الهيئة التي تدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن ذلك ليس سوى إجراء رمزي، فإنه سيكون أول تصريح منذ عام 2006 تؤيده كل من الصين وروسيا، كما يعد ذلك التصريح تغييرا في موقف الصين التي كانت طوال الوقت تمتنع عن انتقاد سياسات إيران النووية. وتأتي قضية كيفية تعامل الصين مع قضية برنامج إيران النووي كاختبار مبكر لما وصفه أوباما بأنه علاقة «سوف تغير مسار القرن الحادي والعشرين». وأخذا في الاعتبار أن ذلك القرار يدعمه حتى حلفاء إيران السابقون، أعلن الدبلوماسيون الأوروبيون الأربعاء أنهم يتوقعون أن يمر ذلك القرار ـ الذي يطلق على بناء طهران لمصنع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض على مقربة من قم «خرقا لالتزاماتها» بموجب لوائح الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ بسهولة. وإذا ما تم إقرار ذلك القرار بالفعل، سوف تتم إحالته إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي سوف يتخذ قرارا بشأن فرض عقوبات أكثر قوة ضد الجمهورية الإسلامية.

إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الصيني هي يافي إن الصين تبحث «من حيث المبدأ» تأييد قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطالب إيران بأن تجمد على الفور موقعا لتخصيب اليورانيوم أخفته لأعوام. وقال هي لـ«رويترز» إن القرار الذي سيصوت عليه مجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة في وقت لاحق هذا الأسبوع يهدف إلى إعطاء إشارة لإيران لكي تستجيب إلى المقترح الخاص بالنزاع النووي. وأضاف «نأمل أن تستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال إشارة تفيد بأن على إيران أن تستجيب لاقتراح الوكالة في أقرب وقت ممكن. ونأمل في الوقت نفسه أن يتسنى حل هذه القضية من خلال المشاورات». وسئل بشأن ما إذا كانت الصين ستؤيد القرار المقترح فقال «نحن نبحث هذا من حيث المبدأ». وتوقع دبلوماسيون أن يحظى القرار بموافقة الأغلبية في التصويت الذي سيجري في فيينا فيما سيكون أول إجراء تتخذه الوكالة ضد إيران منذ ما يقرب من أربعة أعوام.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»