حزب مغربي يستغرب خروج كي مون عن الحياد المطلوب في رسالة وجهها إلى زعيم «البوليساريو»

موريتانيون معتقلون سابقون بسجون الجبهة يطالبون بتشكيل محكمة دولية للتحقيق في ما أصابهم

TT

عبر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي (معارضة برلمانية) عن استغرابه إزاء «سابقة ومضمون الرسالة التي بعث بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى رئيس الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر، وخروجه عن «الحياد المطلوب في مؤسسة الأمانة العامة».

وأعرب المكتب الوطني للحزب، في بيان صدر عقب اجتماعه أمس، وناقش فيه تطورات القضية الوطنية (قضية الصحراء)، عن استغرابه لتدخل كي مون «السافر في شؤون دولة عضو بالأمم المتحدة، وذات سيادة، وفي ملف معروض على سلطتها القضائية المتوافرة لوحدها على صفة محاكمة أشخاص ثبت أثناء التحقيق تخابرهم مع سلطات دولة أجنبية».

وكان كي مون جدد التأكيد في رسالته على أهمية ترقية واحترام حقوق الإنسان في الصحراء، مطالبا طرفي النزاع بالامتثال لتوصية مجلس الأمن الصادرة في أبريل (نيسان) الماضي.

وقال كي مون مخاطبا عبد العزيز: «أشكركم على المراسلة التي وجهتموها إلى حيث أثرتم الانتباه إلى التطورات الأخيرة المتعلقة بالصحراء الغربية».

وذكر المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن المغرب «ليس مسؤولا عن تعثر المفاوضات، ولم يقم طيلة مسار تعامله مع الأمم المتحدة إلا بتسهيل مهمتها، بتكفله ببعثة (مينورسو)، واحترامه لقرار وقف إطلاق النار ولحدود المنطقة العازلة، واستجابته لدعوات مجلس الأمن بتقديم مقترحات بديلة أمام مأزق مخطط التسوية، بطرحه على طاولة المفاوضات لمقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبرته قرارات مجلس الأمن جديا وذا مصداقية».

وأكد الحزب أن المغرب «لا يسمح لأي كان بإعطائه دروسا في حماية الحقوق والحريات، وهو الذي كرس العشرية الماضية وبجرأة نادرة لقراءة ماضيه والمصالحة معه، وفتح فضاءات الحريات، وإقرار المساواة بين الرجل والمرأة، والاعتراف بالمكون الأمازيغي لغة وثقافة وهوية».

وعبر الحزب أيضا عن الأسف «للهجمة الممنهجة التي شنتها مؤخرا بعض الأحزاب السياسية الإسبانية ضد بلادنا، وفي موضوع يعتبر بالنسبة للمغاربة محط إجماع وطني، واعتماد تلك الأحزاب سياسة الكيل بمكيالين مع قضايا مماثلة»، مذكرا في هذا الصدد بترحيب الطبقة السياسية الإسبانية بقرار ترحيل 34 عضوا من منظمة «إيتا» الباسكية الانفصالية، ونكرانها، في الوقت نفسه، على السلطات المغربية اتخاذ الإجراء نفسه ضد صوت مساند للانفصال ومجاهر بأطروحته، ومخل بالنظام العام، ومتبرم من جنسيته المغربية.

وعلى صعيد ذي صلة، قدمت مجموعة من الموريتانيين كانوا معتقلين بسجون جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر) بنواكشوط، شهادات عن معاناتهم جراء الاعتقال والممارسات غير الإنسانية التي تعرضوا لها على أيدي عناصر «البوليساريو»، مطالبين بتشكيل محكمة دولية مستقلة «للتحقيق في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها إلى العدالة».

وأجمع سيدي أحمد عبدي أشليشل، ومحمد فال القاضي، وأما بنبه خالص، ومحمد المختار ولد عليون، خلال لقاء صحافي نظمته أول من أمس جمعية «ذاكرة وعدالة»، على أن ما تعرضوا له من تعذيب وتنكيل في السجون ومعتقلات البوليساريو يفوق التصور، ويتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية.

وشدد الأربعة على القول إن جبهة البوليساريو اتخذت من الموريتانيين المعتقلين لديها كبش فداء من أجل التغطية على مشاكلها الداخلية، ومارست في حقهم أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي حتى فقد الكثير منهم حياتهم تحت السياط.