هدايا شركات قطاع الاتصالات في الحج ظاهرها الخدمة وباطنها الدعاية

سعت لتوفير مظلات شمسية وأقنعة وحقائب صغيرة وأشرطة أئمة الحرمين

TT

تحت نطاق ما يسمى بالخدمة الاجتماعية في علم التسويق انطلقت شركات قطاع الاتصالات في السعودية لاستثمار فرصة موسم الحج في تقديم خدمات اجتماعية مختلفة للحجيج لتحقيق عوائد ترويجية. هذه الخدمات جاءت على شكل تقديم بعض المستلزمات التي لا يستغني عنها الحاج في تنقلاته. وتشمل هذه المستلزمات الكمامات الواقية والمظلات الشمسية والحقائب اليدوية الصغيرة والتسجيلات الصوتية لأئمة الحرمين.

وساعدت الأمطار التي هطلت على المشاعر المقدسة بغزارة مع بداية أيام الحج وحالة الحذر التي تسود حجاج بيت الله من انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير في زيادة معدل توزيع المظلات الشمسية والكمامات وغيرها من الهدايا التي تستهدف بها شركات الاتصالات حضورا لها في مشهد الحج. ويحرص الحجيج على اقتنائها لما توفره من حلول لاحتياجاتهم خلال التنقل بين المشاعر. وفي حين ينظر البعض إلى هذه الهدايا على أنها ذات دور ترويجي بحت، وتعتبر بالنسبة لهم استغلالا لمناسبة دينية في أغراض تجارية، يرى آخرون أن هذا العمل الخدمي والترويجي في الوقت ذاته هو من باب «ومنافع للناس» وأحد أدوار شركات القطاع الخاص في تقديم الخدمة الاجتماعية ذات المردود الدعائي. ويؤكد محمد الفرج مدير الشؤون الإعلامية بشركة الاتصالات السعودية لـ «الشرق الأوسط» أن شركته استهدفت توزيع الكمامات الواقية على الحجيج بصورة أكبر هذا العام انطلاقا من حرص الناس على اقتنائها في ظل الحذر من إنفلونزا الخنازير وذلك ضمن سلسلة هدايا تشمل سجادات الصلاة والمظلات والحقائب الصحية.

وحول الدور الترويجي الذي قد تلعبه هذه الهدايا يؤكد الفرج أن هدايا الحجيج التي تقدمها شركته هي من باب خدمة المجتمع وحسن الضيافة لضيوف الرحمن وتسجيل حضور ضمن مشهد عظيم يحرص الجميع على التواجد فيه. وأشار إلى أن الدور الترويجي لهذه الهدايا يكمن فيما يمكن أن تقدمه على المدى الطويل من ذكرى طيبة تجعل المستفيد ينظر للشركة بإيجابية، مبينا أن الحاج يعيش تجربة شاملة في الحج وإذا خرج منها بحالة رضا فمن المؤكد أنه يتذكر كل التفاصيل التي عايشها في حجه ومن ضمنها ما تقدمه الشركات من هدايا. وحول الفرصة الترويجية التي يشكلها الحج لشركات قطاع الاتصالات والربحية المنتظرة، يرى حمود الغبيني نائب الرئيس للعلاقات والاتصال في شركة «موبايلي» في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن شركته ومن واقع خبرة في موسم الحج تمتد إلى خمس سنوات وجدت أن الربحية في الاستثمار في تقديم الهدايا والمستلزمات للحجيج غير موجودة.

وأبان أن التوجه نحو تقديم خدمة شاملة ومتكاملة للحجاج في المشاعر المقدسة فيما يتعلق بشبكة الاتصال وشرائح الهاتف المحمول وخدمات الإنترنت هو الاستثمار الحقيقي للشركات في مناسبة مثل مناسبة الحج، مؤكدا أن ما تقدمه الشركات في هذا الباب هو مجرد «خدمة اجتماعية». وتشكل الخدمة الاجتماعية في قاموس الشركات عاملا مهما في اجتذاب العملاء عن طريق الاهتمام بهم والتواجد في محيط احتياجاتهم، وهو ما يفسره محمد الفرج بأنها خدمات سيظهر مردودها الدعائي على المدى التطويل في ترسيخ صورة حسنة عن الشركة، أما هدفها الحالي وخلال أيام الحج فهو خدمة الحجيج على حد قوله.