العراق: طلبة يتداولون إشاعات بنسف جامعاتهم.. وإجراءات أمنية قرب أمانة بغداد

TT

اعتادت دعاء (20 عاما) أن تخرج هذه الفترة من منزلها محملة بعشرات الأدعية بأن تعود سالمة، بعدما عرفت والدتها أن الجامعة التي تنتسب إليها دعاء مهددة بالتفجير، حسبما أشيع بين الطلبة بعد تفجيرات الثلاثاء الماضي التي راح ضحيتها العشرات من العراقيين بين قتيل وجريح.

وتقول دعاء، الابنة الوحيدة لوالدتها بعد وفاة أبيها في سن مبكرة، إنها تدخل إلى الجامعة التكنولوجية، وسط بغداد، يوميا بشكل مسرع جدا خوفا من أن تكون هناك سيارة مفخخة بالقرب من بوابة الجامعة أو مرآبها القريب.

وتؤكد دعاء أن «جميع الطلبة متخوفون من التفجير الذي أشيع أنه سيستهدف الجامعات في المرحلة المقبلة، لكن الطلبة مصرون على الاستمرار بالدوام الرسمي».

وتقول دعاء إن الحرس الخاص بالجامعة، الذين أضيفت إليه عناصر جديدة بعد التهديدات الأخيرة، منعوا أمس دخول السيارات إلى مرآب الجامعة، بما فيها سيارات الأساتذة، وأطلقت عبر مكبرات الصوت تحذيرات تدعو الطلبة إلى توخي الحذر من أي شخص قد يدخل الجامعة وهو غير منتم لها، كما حذرت من التجمعات والوقوف أمام بوابة الجامعة.

كما أكد طلبة في جامعات المأمون الأهلية والمستنصرية وبغداد لـ«الشرق الأوسط» أن «حياتهم مهددة هذه الفترة بسبب التفجيرات التي أشيع أنها ستنفذ في جامعاتهم».

من جانبه، طالب الدكتور فلاح الأسدي، الأستاذ في جامعة بغداد ورئيس الجامعة المستنصرية سابقا، بأن «تتخذ الأجهزة الأمنية إجراءات وقائية لأن وأد العمليات الإرهابية في مهدها أفضل بكثير من متابعتها عند انطلاقها لتنفيذ أهدافها».

وقال الأسدي لـ«الشرق الأوسط» إن حماية الجامعات العراقية تقليدية جدا، تتمثل بنقاط تفتيش، وهو أمر وصفه بـ«الفاشل»، وقال إن «المطلوب في هذه الفترة هو معلومات استخباراتية للوصول إلى الخلايا التي تخطط للإرهاب قبل وقوع الأحداث».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن قيادة عمليات بغداد لجأت لخطة أمنية استثنائية بدأت ليلة الجمعة الماضية وتستمر لفترة غير معلومة تحسبا لأي طارئ، خاصة بعد التغييرات الأخيرة التي طالت قياداتها، وأيضا تلقي بعض الدوائر الحكومية تهديدات مباشرة وغير مباشرة للاستهداف.

وشهدت ليلة السبت انتشارا مكثفا لدوريات الدفاع والداخلية خاصة قرب الأبنية الحكومية وتحديدا أمانة بغداد، فيما تواجدت مركبات عسكرية عراقية نوع (هامر) في كل تقاطع وسط العاصمة. وقال أحد عناصر الدوريات لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك معلومات باستهداف أمانة بغداد».

من جانبه، أكد مصدر مطلع أن أمانة بغداد تلقت مؤخرا أكثر من تهديد بالاستهداف من جهات مجهولة، ولهذا كثفت قيادة عمليات بغداد من تواجد دورياتها بالقرب من مقر الأمانة الذي يقع في مكان مجلس محافظة بغداد نفسه، الذي سبق أن استهدف في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ما يعرف بتفجيرات الأحد الدامي. وقال المصدر إن «الإجراءات الأمنية تشمل كذلك أبنية الدوائر الحكومية وبخاصة المكشوفة منها أو القريبة من الشوارع الواقعة عليها، مخافة تعرضها لهجمات كالتي تعرضت لها مؤخرا أبنية وزارات كثيرة، منها الخارجية والمالية ومقر بديل للأخيرة، ومجلس المحافظة ومحافظة بغداد ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى العراقي».

غير أن عبد الكريم الطربوش، مدير اللجنة الأمنية للحكومة المحلية للعاصمة بغداد، قلل من مصداقية التهديدات التي تلقتها بعض الدوائر الحكومية مؤخرا. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «انتشار القوات الأمنية في العاصمة وقرب الدوائر هو أمر روتيني، ومن غير المعقول أن نوجه جميع عناصرنا الأمنية لحماية الأبنية الحكومية وترك بقية الأماكن».