أوروبا تُريد إلغاء مونديال الأندية.. متى نُفكر مِثلهم؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لم أستغرب أبدا تلك التوصيات التي رفعها مجلس الأندية الأوروبية إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أخيرا والتي تضمنت مطالبات بإلغاء مشاركة بطل القارة البيضاء في بطولة كأس العالم للأندية بحجة أنها تعرقل مسيرة الاستحقاقات المحلية والقارية في أوروبا، كما أنها فشلت حتى الآن في دعوة الجماهير لمبارياتها فضلا عن توقيتها السيئ وهو في رأيي الشخصي السبب الأبرز والمقنع في المطالبات الأوروبية الرسمية.

المجلس الأوروبي ضمّن مطالباته الرسمية بموافقة 129 ناديا أوروبيا من أصل 157 ناديا وهو ما يشكل بحسب تصريحات نشرتها صحف أوروبية ضربة في صميم طموحات الاتحاد الدولي لكرة القدم.

يا سادة يا كرام علينا أن ندرك أن فيفا فشل في إيجاد آلية معينة يضمن فيها نجاح هذه البطولة على الصعيد الفني والتنظيمي والزمني وإذا كان واجب فيفا تطوير القارات الضعيفة من خلال الاحتكاك واكتساب الخبرات حينما تشارك في بطولات كهذه، فعليه أن يزيد من عدد مبارياتها بدلا من إراحة الفريق الأوروبي حتى نصف نهائي البطولة وحصر الفريق الآسيوي والأفريقي في مباراة واحدة، ومن ثم يواصل الفريق أيا كان منهما اللعب مع فريق آخر.

قبل سنوات انتقدت حالة الفرح الهستيرية التي أصابت مسؤولي وإعلام نادي الاتحاد السعودي حينما حقق فريقهم المرتبة الرابعة من بين 6 أندية في العالم، وأتذكر أن الانتقاد كان يدور حول كيف يفرح الاتحاديون بإنجاز فقط لأنهم تفوقوا فيه على فريق أفريقي، ثم خرجوا من البطولة بعد خسارة من فريق برازيلي وكوستاريكي كما يحدث لكل فريق آسيوي وأفريقي يشارك في هذه البطولة.

بالنسبة لي لن يكون لهذه البطولة مكانة وقيمة وفائدة لكلا القارتين الآسيوية والأفريقية إلا عندما تلعب أكثر من 3 أو 4 مباريات على الأقل أمام فرق عالمية حينها ستكون أنديتنا الآسيوية قد اكتسبت المزيد من الخبرات وعركت نفسها أمام كبار أندية العالم أما ما يحدث حاليا، فرأيي يقول إنها مجرد بطولة يدر من خلالها فيفا مئات ملايين الدولارات على حساب الأداء الفني والفائدة المعنوية ووقت تلك الأندية المعنية ببطولات محلية وقارية أخرى.

حينما أرى مطالبات الأوروبيين بإلغاء هذه البطولة العالمية وليس الإقليمية وإجماعهم على ذلك بسبب أنها تربك مسيرة بطولاتهم، أجد نفسي تحتار وتستغرب من وضعنا الخليجي، فبطولات عربية وخليجية باتت تقتل مسابقاتنا المحلية من كثرة الإيقاف والتأجيل والتقديم وسط هرولة غير مسؤولة من الأندية والاتحادات الخليجية للمشاركة في بطولات لا فائدة منها على الصعيد الفني ولا المعنوي.

بزعمي أننا سنحتاج سنوات وسنوات وسنوات حتى نصل إلى كيف يفكر الأوروبيون بإرساء الاستقرار على الروزنامة المحلية الخاصة ببطولاتهم حتى ترتقي أنديتهم إلى المستوى الذي يطمحون إليه كما أننا بحاجة لعدد تلك السنوات حتى يقتنع مسؤولو كرتنا الخليجية أن إقامة بطولاتهم الخليجية والعربية بهدف التآخي والمودة وزيادة أواصر العلاقات ولى بشعاراتهم البالية التي لم تقدم لنا ما نحتاجه من طموحات على الصعيد العالمي والقاري.

[email protected]