متى تكون استثماراتنا في الرياضة أكثر إيجابية؟!

هيا الغامدي

TT

الحديث عن الاستثمار في الرياضة كإيجاز مسألة صعبة للغاية، لتناميه وديناميكيته وقابليته للتطوير المستمر ضمن القدرة الإبداعية الذهنية الشرائية، ولا تتوقف المسألة عند ذلك بل هي وثيقة الصلة في عالم (البزنس) أكثر، ولعل أكثر الأمور كلاسيكية بالرياضة كاستثمار تبني موهبة الشباب وتسخيرها ذهنيا بدنيا، اجتماعيا، نفسيا، مهنيا (احترافيا)!

وعندما نتحدث عن التجربة الاستثمارية محليا فليس أدل من (النقلة النوعية) للاستثمار الناجح من خلال رعاية الشركات الخاصة أخيرا لدورينا وفرقنا المحلية، رأينا العوائد الإيجابية من وراء ذلك، فدخول زين كراع رسمي للدوري حقق جدواه «كأفضلية عربية» والقفزة المميزة بالترتيب العام بين الدوريات العالمية! ذلك لم يكن ليتحقق من فراغ لولا تبني الفكر وتسخير المادة بالاستثمار والرعاية والقادم برأيي (أجمل) لتجربة لا تزال قيد التطوير والدراسات!

على مستوى رعاية الأندية رأينا كيف أن الاستثمار كان عنصرا حيويا بضخ الأموال وبالتالي تعميق تجربتها كحضور وتألق! فالاستثمار بداخل أروقة النادي الواحد يمكن أن يكون ذا أثر إيجابي متى ما وجدت الاستشارة التخصصية، فأنديتنا بحاجة (لخبير اقتصادي) لفتح روافد وقنوات استثمارية جديدة! صحيح أن هناك من يحاول ولكن (كمهنية وتخصص) ذلك لا يزال قيد الاجتهاد فقط! فلماذا لا تستعين أنديتنا بمن يعمق تجربتها أكثر بالشكل الذي تضخ معه الأموال باستمرار لخزينة النادي!

فنيا أحيانا يكون اتجاه النادي في الاستثمار بهذا الجانب صحيا وإيجابيا باستقطاب أسماء بارزة وذات وزن (متعوب عليها) ماديا وانتقائيا وبالتالي تحقق العائد المتوقع منها!! وللأسف البعض الآخر يقع بمطب التسرع والعشوائية! لنلاحظ (نتاج) أندية دوري زين هذا الموسم، الفرق الثلاثة الأولى هي من أجاد بهذا النوع من الاستثمار! أتساءل ما جدوى استثماراتنا أيا كانت إذا لم تنقلنا لمستويات نتائج أفضل وأكبر؟! غير أن من يتعلم من تجارب الماضي وسلبياته قلة، بدليل الأخطاء المتكررة موسميا وانحسار بقاء الأضواء مركزَة على ثلاثي المقدمة!

باعتقادي أن أكثر أنواع الاستثمار الرياضي ذكاءً بالتجربة وترسيخا للحضور الفعالية والانتشار كتعميق بذهن ووجدان المتابع الرياضي والحصول على ثقته وإرضاء ذائقته (النقل التلفزيوني) الذي بدأ أخيرا يتخذ منحنى المعقولية و(الاتزان) بالأرقام ليخرج بالتجربة من حيز النظرة المادية بالسابق إلى الاستهلاكية! فالمبالغة بالشيء تفقده معناه! وشراء الحقوق الحصرية للمباريات أصبح أمرا اعتياديا بعالم الأعمال، غير أن المسألة (تختلف) إذا ما قرن ذلك بصبغة المعقولية تطبيقا لآليات ومتطلبات الاستثمار و(التعبئة) التركيز وبالذات حينما نقارن ما لدينا بما لدى الآخرين من تجارب (نموذج إيجابي)، يجب أن نستوعب بأن ما يعنينا ليس (التقليد) بقدر (الكيفية/والناتج)، وإذا كنا نتباكى على إغلاق قنوات الأندية فهل تساءلنا ما الذي حققته تلك القنوات من عوائد استثمارية تشجعها على الاستمرارية والبقاء؟! المسألة برمتها لم تعد قيد العواطف والشكليات بقدر ما أصبحت تعنى بالجدوى من الاستثمار وإيجابية العوائد كتطبيق لأسس ومتطلبات الاحتراف! ليتنا نستفيد من التجربة الأوروبية بهذا الجانب ومن ثم ندعم الفكرة لتحقق المطلوب والمراد!

[email protected]