لعب موقع «تويتر» الإلكتروني دورا كبيرا هذا العام في نشر الأخبار، وتصدر المواقع الإلكترونية الأكثر تأثيرا في الحياة العامة، بل ووجدت فيه الشخصيات العامة وسيلة للتواصل مع الجماهير، وأيضا للفت الأنظار لهم. مثل الممثل الأميركي آشتون كوتشر، والممثل البريطاني ستيفن فراي، الذي يتبعهما نحو مليون شخص على الموقع. كما قامت بعض الشخصيات السياسية باستغلال الاهتمام الذي يلاقيه الموقع والمتابعة الدائمة له، خصوصا من قبل الشباب، بإنشاء صفحات خاصة بهم مثل: باراك أوباما، وغوردن براون رئيس الوزراء البريطاني، والملكة رانيا ملكة الأردن.
ومؤخرا أصدر فريق من الباحثين التابعين للموقع قائمة بأهم الموضوعات التي تداولها الموقع. وقام الفريق بتقسيم الموضوعات إلى عناصر فرعية مثل أهم الأخبار، والأشخاص، والأفلام، والعروض التلفزيونية، والرياضة، وأخبار التكنولوجيا.
وبالنسبة للأشخاص فقد احتل المغني الأميركي الراحل مايكل جاكسون المركز الأول في قائمة الأشخاص الذين تداول مستخدمو الموقع أخبارهم، تلته في المركز الثاني المغنية البريطانية سوزان بويل التي صعدت إلى النجومية بسرعة الصاروخ بعد مشاركتها في برنامج المسابقات الغنائي «بريتان غوت تالانت».
وبالنسبة لقائمة الأحداث، جاءت أحداث إيران على قمة القائمة كأكثر حدث سياسي تمت مناقشته على «تويتر»، وبالطبع حظي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وحفل تنصيبه بمكان على القائمة.
وفي قائمة البرامج التلفزيونية كان هناك برنامج المسابقات الغنائي الأميركي «أميركان أيدول» ومسلسل «لوست».
ولكن فريق الباحثين يشير إلى أن الانتخابات الإيرانية كانت أكثر العناصر ظهورا في مختلف التصنيفات، بل وظهرت بمختلف الأسماء في المركز الأول والرابع والخامس على القائمة. وكان «تويتر» وسيلة فعالة نقل من خلاله الإيرانيون الأوضاع التي سادت البلاد بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد، وموجة الاحتجاجات التي سادت المدن الإيرانية، وأعمال القمع التي واجهها المتظاهرون، وتحول «تويتر» بعدها إلى مصدر أخبار للعالم بعد أن قامت الحكومة الإيرانية بالتعتيم على الأخبار وفرض القيود على الصحافيين الأجانب في إيران.
على القائمة أيضا يأتي مرض إنفلونزا الخنازير باعتباره من أكثر الموضوعات التي تم تداولها ومناقشتها. وجاءت حرب غزة في المركز الثالث، حيث شغلت أخبار الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في بداية العام مساحة كبيرة من الرسائل الإلكترونية والمناقشات على الموقع. وجاء حفل تنصيب أوباما في المركز العاشر على القائمة.
أما بالنسبة لقائمة الأشخاص فكان المركز الأول للمغني مايكل جاكسون الذي تصدرت أخبار وفاته في شهر يونيو (حزيران) الماضي وسائل الإعلام لأسابيع متواصلة، وخصوصا بسبب الظروف الغامضة التي أحاطت بوفاته واحتمال وجود شبهة جنائية. وتلته سوزان بويل المغنية البريطانية التي تحولت من امرأة مغمورة تعيش وحيدة مع قطتها في إحدى المدن البريطاني إلى مغنية شهيرة في أقل من عام، وتحول أول ألبوم غنائي لها إلى أكثر الألبومات مبيعا في العالم في الأسبوع الأول لصدوره، بل وأصبح أكثر الألبومات طلبا حتى قبل صدوره بحسب طلبات الشراء على موقع «أمازون».
وضمت القائمة المغني كريس براون الذي تمت محاكمته بسبب اعتدائه بالضرب على المغنية البريطانية ريانا. وجاء لاعب الغولف العالمي تايغر وودز في المركز الثامن بعد ذيوع أخبار عن إقامته علاقات غرامية متعددة وانهيار سمعته وتخلي شركات الإعلانات عنه، واحتمال قيام زوجته برفع قضية للطلاق منه تحصل بموجبها على نصف ثروته الضخمة.
بالنسبة لأكثر الأفلام مناقشة على «تويتر» جاء فيلم «هاري بوتر والأمير خليط الدم» في المركز الأول. الفيلم الذي تصدر قائمة أكثر الأفلام إيرادا للعام ضمن مجموعة أفلام «هاري بوتر»، التي تحقق نجاحا ساحقا مع كل فيلم جديد وأصبح أبطالها الصغار من أغنى المشاهير في العالم.
أما المركز الثاني فاحتله فيلم «نيو موون» وهو من أكثر الأفلام جذبا للشباب على مستوى العالم ويمزج ما بين الرومانسية والخيال في عالم مصاصي الدماء. وجاء الفيلم البريطاني «المليونير المتشرد» للمخرج داني بويل في الموقع التاسع. والفيلم من أكثر الأفلام إثارة للاهتمام، وصاحبته حملة إعلامية هائلة استمرت بعد حصوله على عدد كبير من جوائز الأوسكار، خصوصا بعد صدور عدد من التقارير الإعلامية حول الأوضاع السيئة التي يعيشها أبطال الفيلم الأطفال في الهند.
وفي قائمة البرامج التلفزيونية جاء برنامج المسابقات الغنائي «أميركان أيدول» في المركز الأول، وفي المركز الرابع البرنامج الكوميدي «ساترداي نايت لايف». وفي المركز السادس الدراما الطبية «غريز أناتومي»، التي أثارت الكثير من المناقشات عبر وسائل الإعلام، وبين المشاهدين بعد انتهاء الجزء الخامس منه بمفاجأة صدمت متابعي المسلسل وقيام أحد الممثلين الرئيسيين في المسلسل بالانسحاب منه. واحتل مسلسل «لوست» المركز العاشر، ويدور حول تحطم طائرة على إحدى الجزر ونجاة بعض الركاب.
ويقول أدهور تشاودوري من موقع «تويتر» على البلوغ الخاص به حول القائمة: «في عام 2009 ساعدتنا قائمة أهم الموضوعات على (تويتر)، على فهم ما يدور حولنا في العالم وأثبتت لنا أيضا أن الناس يمكن أن يجمع بينهم الاهتمام بموضوع ما. فعلى سبيل المثال فإن كلمة (إيران) ظهرت كأهم الموضوعات التي تناقلها مستخدمو الموقع».
غير أن تشاودوري يعود ليؤكد أن القائمة قد لا تمثل كل الأحداث المهمة في العالم، ولكنها بالتأكيد «تشير إلى الموضوعات التي شكلت الاهتمام العالمي في 2009، وهو ما يشير إلى حقيقة واحدة وهي أن (تويتر) لعب دورا مهما في الحياة العامة في بريطانيا هذا العالم».