إيران وتركيا وإسرائيل.. والسياسة المتغيرة

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرؤوف الريدي «إسرائيل والصهيونية بين السنّة والشيعة» المنشور بتاريخ 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: منذ إنشاء إسرائيل وهي تسعى إلى دق أسافين الفرقة بين العالم العربي وتركيا وإيران المسلمتين، فكسبت تركيا إلى جانبها نتيجة الضغط الأميركي والأوروبي على قادتها العسكريين الذين كان الحكم الحقيقي بيدهم، إلى أن جاء أردوغان للحكم وحجم دور العسكرتاريا وأخذ يحول اتجاه تركيا بتعقل نحو عرب الشرق بعد رؤية المذابح التي تعرض لها أهل غزة، كما أنه بدأ في تحسين علاقة بلاده مع إيران المسلمة بعد أن كانت حليفا رئيسيا لإسرائيل أيام حكم الشاه. هذان البلدان الكبيران أعلنا غضبهما على إسرائيل وحلفائها، الأمر الذي أفقدها صوابها فأخذت تهدد إيران بتدمير مفاعلاتها النووية، كما صرح نتنياهو بأن تركيا لا تصلح وسيطا بين بلاده وسورية. هنا يأتي دور الدول العربية في تكريس الخلاف بين تركيا وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وتعزيز التعاون معهما. السياسة متغيرة وقد تسعى كل من إيران وتركيا إلى إعادة دورهما التاريخي ولكن عرب اليوم هم غير عرب الأمس وإمكانياتهم الاقتصادية والبشرية غالبا ما تفوق إمكانيات الدولتين. إن الدعوة الإسرائيلية لإعادة نعرة السنة والشيعة يجب وأدها لأن تفشيها سيجلب الدمار للمنطقة كلها. خضر إبراهيم حرز الله - مصر [email protected]