مخاوف من انهيار محادثات المناخ.. وأميركا تحذر من «اتفاق فارغ»

كلينتون: مستعدون للإسهام بـ 100 مليار دولار لمكافحة الاحتباس

TT

فيما حذر قادة دول من انهيار مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ، اعتبرت الولايات المتحدة، في اليوم قبل الأخير من المؤتمر المنعقد في كوبنهاغن، أن التوصل إلى اتفاق «فارغ» المضمون يعد أسوأ من عدم التوصل إلى اتفاق.

فقد ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أن «العودة باتفاق فارغ هو أسوأ بكثير من العودة دون أي اتفاق». وأضاف، أن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لإبرام اتفاق، لكن يجب أن تقدم الصين تنازلات من أجل تلبية مطلب الولايات المتحدة بالشفافية.

كذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إثر وصولها، أمس، إلى العاصمة الدنماركية، إن الولايات المتحدة «ستسهم» في مساعدة إجمالية بقيمة 100 مليار دولار سنويا حتى 2020 لمكافحة الاحتباس الحراري، في إطار اتفاق يشمل الاقتصاديات الكبرى. وقالت أمام الصحافيين: «في إطار اتفاق تتعهد فيه كل الاقتصاديات الرئيسية بأعمال ملموسة للحد من انبعاث غازات الدفيئة، وتقدم كل الشفافية الضرورية حول تطبيقها، فإن الولايات المتحدة على استعداد للإسهام مع غيرها من الدول لجمع مائة مليار دولار سنويا من الآن وحتى 2020» لمكافحة الاحتباس الحراري. وهذا المبلغ هو الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي أيضا ضروريا لتلبية حاجات تكيف الدول النامية مع تداعيات التغير المناخي وتخفيف انبعاثاتها.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في كوبنهاغن، أمس: «ينبغي تسريع مسار هذا المؤتمر، وإلا فإننا نسير مباشرة نحو الكارثة». وشدد قائلا: «بقي أقل من 24 ساعة، إذا ظللنا على هذا النحو، فسنحصد الفشل. لسنا هنا في ندوة حول الاحتباس الحراري، نحن هنا لاتخاذ قرارات». ولتسريع الأمور، طلب ساركوزي تنظيم اجتماع بعد عشاء الليلة الماضية لرؤساء الدول لدى ملكة الدنمارك بهدف «التباحث بشكل جدي»، و«إيجاد نص تسوية» لمكافحة الاحتباس الحراري. أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقالت، أمس، في برلين إن «الأخبار التي تردنا من كوبنهاغن ليست سارة»، معربة عن أملها في أن يؤدي وصول الرؤساء إلى حلحلة الأمور.

من ناحيته، حذر رئيس الوزراء الأسترالي، كيفن راد، من «فوز في الشكل لا المضمون»، مشيرا إلى أن المفاوضات تتقدم «بخطى السلحفاة»، ولكنه لفت إلى أن «هذه طبيعة هذا النوع من المفاوضات، فإما أن تصطدموا بالحائط، وإما أن تحققوا اختراقا في اللحظة الأخيرة». أما مضيفة المؤتمر الدنمارك، فأكدت، أمس، على لسان أحد مفاوضيها أنها «لم تستسلم، بل تقاتل بكل قواها للخروج من المأزق».

أما رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، فذكر مجددا، عشية اليوم الأخير من المؤتمر، أن بلاده لا يمكنها القبول باتفاق لمكافحة الاحترار يمنع ملايين الأشخاص من الخروج من بؤرة الفقر. وقال: «التغير المناخي لا يمكن أن يعالج عن طريق إبقاء الدول النامية في الفقر». كذلك شدد رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو، على «تصميم» و«صدق» بلاده في مكافحة الاحتباس الحراري. والصين التي تعتبر أول ملوث في العالم، لم تحدد أهدافا ملزمة لخفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة في بروتوكول كيوتو، ولكنها تعهدت بخفض حصتها الكربونية بنسبة 40 إلى 45% بحلول 2020 مقارنة بما كانت عليه في 2005.

وقال الخبير البيئي الفرنسي، جان جوزيل، نائب رئيس مجموعة الخبراء الدولية حول المناخ، إنه «ليست هذه هي المفاوضات التي نحلم بها من وجهة نظر علمية. نحن بعيدون عن الأرقام»، الواجب إقرارها من قبل الدول الغنية في ما يخص تعهداتها بخفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بحلول 2020.

وبدا مندوبو الدول الـ193 المشاركة في مؤتمر كوبنهاغن عاجزين عن التوصل إلى اتفاق يحد من ارتفاع حرارة سطح الأرض بدرجتين مئويتين، وذلك بسبب تراوح المفاوضات في مكانها منذ أيام. ويشارك في المؤتمر الذي انطلق في السابع من الشهر الحالي ويختتم اليوم، 120 رئيس حكومة ودولة.