انتخابات عامة لا تثير كثيرا اهتمام المواطنين في أوزبكستان

توقع فوز حلفاء كريموف.. والتصويت الإجباري يرفع نسبة المشاركة

TT

شهدت أوزبكستان أمس انتخابات تشريعية لم تجد اهتماما كبيرا وسط المواطنين. لكن رغم عدم مبالاة السكان بالاقتراع فإن النتائج الأولية أشارت إلى نسبة مشاركة مرتفعة، الأمر الذي ربطه مراقبون محليون بإرغام الناس على التصويت في الأحياء والشركات.

ودعي 17 مليون ناخب لاختيار 150 نائبا من بين 506 متسابقين، أكدت الغالبية الكبيرة منهم خلال الحملة الانتخابية دعمها لسياسة الحكومة. وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع بعد عشر ساعات من بدئه نحو 80%، حسبما ذكر متحدث باسم اللجنة الانتخابية المركزية. وكانت السلطات قد وجهت إلى الناخبين رسائل نصية لدعوتهم إلى الاقتراع.

وفيما تفتقد البلاد إلى أحزاب معارضة على اعتبار أن معظم الناشطين المؤيدين للديمقراطية يقبعون في السجون أو موجودون في المنفى بالخارج، فإن اقتراع أمس سيسفر، تلقائيا، عن فوز حلفاء الرئيس إسلام كريموف الذي يحكم البلاد منذ 20 عاما.

ونقلت وكالة «رويترز» عن رجل في العاصمة طشقند قوله قبل فتح مراكز الاقتراع أمس «ليست هناك جدوى، إنها بلا معنى». وقال شاب آخر إن «الناس هنا لا يهتمون بشكل جدي. إنها ليست انتخابات».

وتنافس في انتخابات أمس مرشحون من أربعة أحزاب لشغل 150 مقعدا في الغرفة السفلى بالبرلمان. وتحصل حركة أوزبكستان البيئية التي تركز فقط على القضايا البيئة على 15 مقعدا في المجلس بشكل تلقائي. وفي محاولة لإضفاء نوع شكلي من التنافس في الانتخابات تبادلت الأحزاب الأربعة الانتقادات بشكل أساسي بشأن السياسة الاجتماعية، في الوقت الذي أشادت فيه بإنجازات الرئيس كريموف.

واكتفت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بإرسال بعثة صغيرة للمراقبة، معتبرة أن الناخبين «لا يملكون خيارا حقيقيا بين المرشحين المتنافسين». وتتهم منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان نظام كريموف بإسكات أي شكل من أشكال النقد ضد نظامه، بينما تنفي أوزبكستان ذلك، لكن الدولة دافعت عن الانتخابات بوصفها ديمقراطية. وقال الرئيس كريموف في خطاب له إن «هذه الانتخابات تشكل اختبارا مهما لنا جميعا لتأكيد مبادئ حرية التعبير والاختيار في حياتنا». وذكر لمراسلين أجانب بعدما أدلى بصوته «كل ما فعلناه في هذه الفترة وخصوصا منذ 2000، أعطى دفعا جديدا. يجب ألا يعتقد أحد أنني أحاول إظهار شيء لا وجود له. أعترف بأن لبرلماننا سلطة ضعيفة جدا على السلطة التنفيذية، وأعتقد أن هذا الوضع يجب أن يتغير».

وكان رئيس اللجنة المركزية للانتخابات قال للصحافيين عشية الانتخابات إن «الانتخابات تجري في مناخ فعال وصحي على نحو متزايد من المنافسة الاجتماعية والسياسية بين الأحزاب».

وتأتي هذه الانتخابات بينما تحاول الولايات المتحدة تعزيز علاقاتها مع أوزبكستان حليفتها في آسيا الوسطى، بسبب خطوط النقل الرئيسية المرتبطة بالنزاع في أفغانستان. وتدهورت العلاقات بين طشقند وموسكو في الآونة الأخيرة بعد قرار روسيا تعزيز وجودها العسكري في قرغيزستان الجمهورية السوفياتية السابقة أيضا في آسيا الوسطى الذي ترى طشقند أن من شأنه أن يتسبب في عسكرة المنطقة. وتسعى روسيا لإقامة قاعدة في مدينة أوش القرغيزستانية القريبة من الحدود بين أوزبكستان وقرغيزستان.