تايلاند ترحل 4 آلاف من إثنية الهمونغ إلى لاوس

رغم التحذيرات من تعرضهم لسوء معاملة

TT

بدأت تايلاند أمس تعبئة قواتها المسلحة استعدادا لترحيل نحو 4 آلاف شخص من إثنية الهمونغ اللاجئين في مخيمات بعضهم منذ أكثر من ثلاثين سنة، صباح اليوم، إلى لاوس. وتصر تايلاند على ترحيلهم رغم المناشدات الدولية بالعدول عن هذه الخطوة خشية تعرضهم إلى سوء معاملة.

وتمت تعبئة القوات المسلحة حول مخيم هواي نام خاو في إقليم بتشابون (شمال شرق) لترحيل الهمونغ الذين يؤكدون أنهم سيتعرضون لسوء معاملة في لاوس، في حافلات وشاحنات صباح اليوم. وقال سوناي فاسوك، الخبير في شؤون تايلاند في منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية نقلا عن الجنرال ثانونغساك ابيراكيوثين المكلف بالمنطقة الشمالية للبلاد، إن «الجيش قد يبدأ تطهير المخيم في أي لحظة. سمعت أنباء عن مسؤولين محليين يعتقدون أن الهمونغ سيقاومون محاولة إبعادهم. وهذا قد يفضي إلى تدهور الوضع».

وانضم قسم من الهمونغ، الإثنية التي تشكل أقلية في جنوب شرقي آسيا، إلى الأميركيين ضد الشيوعيين خلال حرب فيتنام التي انتهت في 1975. وهرب كثيرون منهم منذ ذلك الحين من نظام فينتيان الذي ينفي بشكل منهجي أي شكل من أشكال الاضطهاد.

وتؤكد بانكوك من جهتها أن هؤلاء الهمونغ هم جميعا من المهاجرين غير الشرعيين، فيما تعتبر الأسرة الدولية أن بعضهم، على الأرجح بضع مئات، قد يطلبون وضع اللاجئين الذي يحميهم من أي عملية ترحيل. وأمس، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الولايات المتحدة مستعدة لإيجاد «حل إنساني ومسؤول» مع «الرغبة في التأكيد على أن تتاح لجميع الذين يستحقون حماية، سواء كانوا بالمئات أو أكثر، الفرصة للإقامة في بلد آخر». وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة إريك شوارتز الذي زار أخيرا بانكوك «لم ننجح في إقناع السلطات بالتفكير في هذا السبيل». ورفضت الحكومة التايلاندية تأكيد موعد الترحيل، لكنها كررت رغبتها في تطبيق اتفاق موقع في لاوس وينص على وجوب ترحيل جميع الهمونغ قبل 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

ورفضت السلطات التايلاندية السماح لعدة منظمات إنسانية بالدخول إلى المخيم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن توموو هوزومي، ممثل صندوق اليونيسيف، في تايلاند، قوله إنه رفض «السماح لهم بدخول المخيم لكنهم لا يزالون ينتظرون». والمنظمة الوحيدة المخولة العمل في المخيم الذي يقبع فيه اللاجئون، لم تتمكن من الدخول إليه أمس. وقد اضطر فريق من المكتب الكاثوليكي للمساعدة الطارئة واللاجئين للتوقف على بعد 12 كلم من المخيم في قرية خيك نوي.

وتزايدت الدعوات في الأيام الأخيرة لإلغاء عملية الترحيل. ودعت الولايات المتحدة والمفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بانكوك خصوصا للعدول عن تنفيذها. وقد وصفها دبلوماسي غربي أمس بأنها «انتهاك خطير للمعايير الدولية لحقوق الإنسان».