16 قتيلا في هجومين طائفي وإرهابي بباكستان

زرداري حذر من «تقسيم» البلاد.. وآلاف أحيوا ذكرى اغتيال زوجته

TT

قُتل 16 شخصا على الأقل في هجومين، أحدهما طائفي والثاني إرهابي بباكستان أمس. وفيما حذر الرئيس آصف علي زرداري من «تقسيم» بلاده وإضعاف مؤسساتها، أحيا الآلاف أمس الذكرى السنوية الثانية لمقتل زوجته رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو.

وفجر انتحاري نفسه أمام مسجد شيعي في أثناء إحياء ذكرى عاشوراء أمس في مظفر آباد، عاصمة كشمير الباكستانية، مما أدى إلى عدة قتلى وجرحى. وحاول الانتحاري اجتياز الشريط الذي وضعته الشرطة لمنطقة الاحتفاء بعاشوراء، لكن بعد منعه من العبور من قِبل الحراس، فجر نفسه مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح نحو 12 آخرين. وكانت القوات الأمنية قد وُضعت أمس في حالة استنفار تخوفا من وقوع أعمال عنف طائفية، وخصوصا اعتداءات على ملايين الشيعة المحتشدين لإحياء ذكرى عاشوراء. وفي الوقت نفسه ألقى الرئيس زرداري خطابا أمس في مدينة نوديرو الجنوبية (موطن زوجته رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير) قال فيه إن هناك مجموعات تحاول تقسيم باكستان ومؤسساتها وتعهد بالعمل من أجل حماية الديمقراطية في البلاد. وأشار زرداري إلى العراق وأفغانستان بالاسم، وقال أمام جموع من الحاضرين: «إننا نعلم ما يحدث عندما تضعف المؤسسات». ودون ذكر أي أسماء اتهم الرئيس زرداري قوات مناوئة له بمحاولة زعزعة استقرار باكستان. في هذه الأثناء، قادت الحكومة أمس الآلاف من مؤيديها لإحياء الذكرى السنوية الثانية لمقتل بي نظير بوتو. وتجمع آلاف الباكستانيين حول الضريح في قرية غاري خودا بخش الجنوبية، لكنهم شعروا بالاستياء بعدما منعتهم قوات الأمن من دخول المجمع. وكانت بي نظير بوتو قُتلت في 27 ديسمبر (كانون الأول) عام 2007 بالرصاص في هجوم انتحاري بعد خطاب في تجمع انتخابي في روالبندي قرب العاصمة إسلام آباد. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المئات من رجال الشرطة وعناصر القوات الخاصة أغلقوا أبواب الضريح ومنعوا الدخول إليه، لكنهم سمحوا لمسؤولي الحكومة والشخصيات المهمة بدخوله. وقال ذو الفقار تونيو الضابط الكبير في الشرطة: «كثفنا الإجراءات الأمنية لحماية الناس من أي حدث طارئ». وأضاف أن إجراءات أمنية مشددة فُرضت لحماية الرئيس آصف علي زرداري أرمل بوتو، ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني اللذين وضعا أكاليل من الورود على ضريح بي نظير بوتو، وأديا صلاة على روحها مع عدد من أعضاء الحكومة.

لكن المشاركين العاديين في المراسم عبّروا عن استيائهم من حكومة زرداري التي تراجعت شعبيتها. وقالت رحيمان بيبي (65 عاما) إن «الحكام جعلوا بي نظير زعيمة الأغنياء، ولم تعد زعيمة الفقراء كما كانت في حياتها. جئنا لزيارة قبر الزعيمة لكنهم لم يسمحوا لغير الأغنياء بالدخول، لا للفقراء مثلنا». أما غلام شابير (55 عاما) الذي رفع علم الحزب وصورة كبيرة لبوتو فقال: «إن حكومة حزبنا تمنعنا من زيارة قبرها مما يدل على أنهم خائفون على حياتهم». وكان زرداري وأبناؤه الثلاثة قد زاروا قبر بي نظير بوتو في وقت متأخر أول من أمس. وكان مئات الآلاف من الباكستانيين تدفقوا لزيارة ضريحها في الذكرى الأولى لوفاتها العام الماضي، خلافا لآلاف عدة هذه السنة.

وفي تطور أمني آخر، شن متشددون هجوما إرهابيا استهدف منزل مسؤول حكومي في منطقة كورام على الحدود الأفغانية أمس مما أسفر عن مقتله وخمسة آخرين. ووقع الهجوم في منطقة كورام السفلى وقتل فيه سارفراز خان المسؤول في الحكومة المحلية هو وابنه. وقال مسؤولون إن الهجوم الذي وقع قبيل الفجر على منزل خان ليس له صلة بالعنف الطائفي، مضيفين أن الهجوم ربما جاء ردا على الحملة العسكرية الدائرة على متشددي طالبان بالمنطقة. وقال خالد ممتاز كوندي المسؤول في الحكومة المحلية لـ«رويترز»: «زرعت متفجرات قرب سور المنزل، وانفجرت في ساعة مبكرة من الصباح، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. الأمر ليس له صلة بشهر المحرم، وربما كان رد فعل على العمل العسكري».

جاء هذا بعد مقتل 13 شخصا وإصابة 3 آخرين بجروح، عندما أطلقت طائرة أميركية دون طيار مساء أول من أمس صواريخ على المنطقة القبلية في شمال غرب باكستان على هدف يشتبه أنه يعود إلى متمردي طالبان، حسبما أفاد مصدر أمني. وسقطت الصواريخ على منزل في قرية سيدجي في وزيرستان الشمالية على الحدود الأفغانية. ولاحقا، أعلن مصدر -رفض الكشف عن هويته- في هيئة الاستخبارات في ميرانشاه كبرى مدن الإقليم التي تبعد سبعة كيلومترات عن سيدجي أن «عناصر طالبان انتشلوا جثثا أخرى من تحت الأنقاض. وحسب معلوماتنا فقد قُتل 13 ناشطا وأصيب ثلاثة بجروح». وتابع: «قُتل أحد القادة المحليين يُدعى عبد الرحمن». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المساجد في ميرانشاه أعلنت مقتل عبد الرحمن.