مصادر يمنية لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر لندن سيناقش 5 ملفات شائكة

عدن: مقتل ضابط وجنديين بعد مقتل شاب على يد الشرطة

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر يمنية مطلعة أن مؤتمر لندن حول اليمن والمقرر عقده أواخر الشهر الجاري، سيناقش عدة ملفات يمنية مهمة ومتسارعة، وقالت المصادر إن أبرز تلك الملفات هي: ملف الإرهاب وتنامي نشاط تنظيم القاعدة في اليمن، ملف «الحراك الجنوبي» المتنامي والمطالب بـ «فك الارتباط» بين شمال البلاد وجنوبها، ملف الحرب في شمال الشمال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، إضافة إلى ملف الأزمة السياسية بين الحكومة اليمنية والمعارضة، وملف الاقتصاد المتداعي وتعثير التنمية.

وقالت تلك المصادر إن بريطانيا والولايات المتحدة والدول الخليجية المجاورة لليمن الذي يسعى للانضمام إلى تكتلها «مجلس التعاون الخليجي»، وغيرها من الدول، لن تناقش بعض المشكلات التي يعاني منها اليمن، دون المشكلات الأخرى، في إشارة إلى أن المؤتمر لن تنحصر أعماله في مناقشة الإرهاب في اليمن، فقط، بغض النظر عن القضايا المشار إليها سلفا، إضافة إلى محاولة إيجاد حلول شبه جذرية لتلك المشكلات المتعاظمة والتي أثارت قلق المجتمع الدولي، وبالأخص التدخل الإيراني في شؤون اليمن، بدعم المتمردين الحوثيين، والتأكيد، في المؤتمر، على ضرورة الحوار المباشر مع كافة الأطراف اليمنية.

وأعطى الاتصال الهاتفي الذي دار بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ورئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، مساء الثلاثاء الماضي، والذي بحث الترتيبات لمؤتمر لندن حول اليمن، الضوء الأخضر لوزارتي الخارجية في البلدين للتحرك المباشر للترتيب لعقد المؤتمر في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي في لندن، للوقوف أمام تطورات الوضع في اليمن، وخاصة ما يتعلق بالإرهاب وتنامي نشاط تنظيم القاعدة في البلاد.

وقالت مصادر يمنية رسمية إن وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي ونظيره البريطاني، ديفيد ميليباند، كلفا «بمتابعة التنسيق وبحث الآليات التي سيتم بموجبها إنجاح عقد المؤتمر والخروج بالنتائج المأمولة منه كتجسيد لموقف المجتمع الدولي إزاء التحديات التي تواجه اليمن»، وفي حين أكدت صنعاء أن اليمن سيشارك في المؤتمر بوفد «كبير ورفيع المستوى»، فقد أكدت صحيفة «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع والمقربة من الرئاسة اليمنية، أنه من المتوقع أن يعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي واليابان وكندا والأمين العام للأمم المتحدة وعدد آخر من الدول.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، دعا، قبل عدة أيام، إلى عقد مؤتمر دولي حول اليمن في لندن، وذلك لمناقشة الوضع المتأزم في اليمن، وبالتنسيق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورحبت اليمن بتلك الدعوة وأكدت على ضرورة أن يناقش المؤتمر ملف الإرهاب إلى جانب ملف التنمية في اليمن، وذلك بعد ثلاث سنوات على عقد مؤتمر لندن للمانحين والذي خرجت منه اليمن بمليارات الدولارات من الدول المانحة، غير أن المراقبين لا يعتقدون أن اليمن يمكن أن يحظى بدعم مالي دولي دون نتائج «على أرض الواقع».

على صعيد آخر، قتل مسلحون مجهولون، أمس، ضابط أمن وجنديين في هجوم مسلح على مركز للشرطة في مديرية البريقة بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، وعلمت «الشرق الأوسط» أن رجال الأمن القتلى الثلاثة هم، الضابط علي صالح حوات والجنديان محمد عبد السلام ومازن أبو بكر، في حين أصيب ثلاثة جنود آخرين في الهجوم المسلح.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم جاء بعد أن قتل شاب يدعى يونس باحبيب، أثناء عودته إلى منزله عند الثانية صباحا، أمس، بعد أن أوقفته دورية شرطة تابعة لمركز الشرطة وفي الأخير قتل على يد رجالها، دون أن تعرف الأسباب، وعقب الحادث بساعات ثار سكان البريقة التي تضم مصافي عدن للنفط وهاجموا المركز بأسلحتهم، مما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى، وأرجعت المصادر الحادث إلى نشاط أنصار «الحراك الجنوبي» وقمع السلطات الأمنية لهم.