السعودية: جدل حول احتمال استخدام «البكتريا المخلقة» في معالجة مياه «بحيرة المسك»

أمانة جدة: رفعنا نتائج الدراسة * حماية البيئة: لماذا نستخدمها ولدينا بكتريا طبيعية؟ * مستشار بيئي: غير مجدية الآن

جانب من بحيرة المسك التي باتت تهدد سكان جدة («الشرق الأوسط»)
TT

يدور في الأوساط الرسمية والبيئية في السعودية، جدل واسع، حول احتمالية استخدام «البكتريا المخلقة» في معالجة مياه بحيرة المسك في مدينة جدة، وسط مخاوف من اختلال التوازن البيئي نتيجة استخدام هذا النوع من البكتريا، خصوصا وهي مستوردة من الخارج.

وقبل نحو 6 أشهر، قام مسؤولون في أمانة جدة، بزيارة لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة، وقدموا لمسؤوليها عرضا تفصيليا حول استخدام البكتريا في معالجة مياه بحيرة الصرف الصحي، التي لا يزال وجودها مثار قلق لسكان الأحياء المحيطة بها.

وأنهت كل من أمانة جدة، بالتعاون مع جامعتي الملك عبد العزيز، والملك فهد للبترول والمعادن، قبل نحو شهرين، دراسة تفصيلية حول استخدام تقنية البكتريا في معالجة مياه الصرف الصحي، وذلك بتوجيه الرئيس العام للأرصاد والبيئة.

وأبلغ «الشرق الأوسط» المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل أمانة جدة، أنهم استغرقوا في دراسة المشروع قرابة 6 أشهر، وتم الرفع به أخيرا إلى رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، لإبداء الملاحظات عليها، قبل أن يتم تطبيقها على أرض الواقع.

وفيما قلل خبير بيئي من شأن استخدام طريقة البكتريا المخلقة في الوقت الحاضر، لأن منسوب المياه في البحيرة لا يزال مرتفعا، استغرب الدكتور سمير غازي وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة لشؤون التنمية المستدامة، من اللجوء إلى استخدام «بكتريا» مستوردة، في ظل وجد «بكتريا طبيعية».

وقال الدكتور غازي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن استخدام البكتريا المخلقة في المناطق المغلقة، ليس وراءه، أما أن تُستخدم في مكان كبحيرة المسك، فقد يكون هناك مشكلة.

ونبه وكيل الأرصاد وحماية البيئة من الأخطار البيئية المحتملة من استخدام طريقة معالجة مياه الصرف الصحي بواسطة «البكتريا المخلقة»، وخصوصا أن السعودية ودول الخليج، كانوا قد أقروا بالإجماع عدم اعتماد مثل هذه التقنية لمعالجة التلوث البترولي، تحسبا من الإضرار بـ«الثروة البترولية».

ولا تزال رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، في طور دراسة طريقة استخدام «البكتريا المخلقة» في معالجة مياه الصرف الصحي، وهو البحث الذي انتهى إليه خبراء أمانة جدة، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وأشار وكيل أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه في حال اعتماد رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، لمشروع «البكتريا»، سيبدأ جهاز الأمانة بالخطوة التجريبية للمشروع على نطاق ضيق واختبار المادة على الطبيعة، وفي حال نجاحها سيتم استخدامها في البحيرة.

بدوره، اعتبر عبد الرحمن الشهري المدير السابق لشؤون البيئة في شركة «أرامكو»، طريقة معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام البكتريا «سليمة، ولكنها غير مجدية»، مضيفا أنها «طريقة متقدمة ولا تطبق الآن، لأنه لا بد أن ينخفض منسوب المياه في البحيرة بشكل كبير».

وراهن المستشار البيئي على فشل تطبيق تجربة «البكتريا الخلاقة» في معالجة مياه بحيرة المسك. وقال إن المسؤولين عنها «لن يخرجوا بنتيجة حتى لو استمر تطبيقها لمدة 50 عاما».