الصومال: نجاة قائد الجيش الصومالي من محاولة اغتيال ومقتل 3 من حراسه.. واشتباكات في مقديشو

الاتحاد الأفريقي يمدد مهمة قوة السلام ويطلب الدعم.. وحركة الشباب تحتجز عشرات الرجال حليقي اللحى

TT

نجا الجنرال محمد جيلي كاهية، قائد الجيش الصومالي من محاولة اغتياله في جنوب العاصمة، مقديشو، إثر تعرض موكبه لانفجار لغم أرضي يتم التحكم فيه عن بعد في منطقة ساي بيانو، في جنوب مقديشو. وانفجر اللغم في إحدى السيارات المرافقة مما أدى إلى مقتل 3 من حراسه وإصابة 7 جنود آخرين بجروح، ولم يصب قائد الجيش الصومالي بأذى.

وقد تبنت حركة الشباب المجاهدين المعارضة هذا التفجير، وقال متحدث باسم الشباب «إن التفجير كان ردا على الهجوم الذي تخطط له القوات الحكومية لشنه على مواقع المجاهدين»، كما أنه جزء من سلسة هجمات تهدف إلى القضاء على القادة العسكريين الحكوميين. وأضاف: «إن الهجوم أفشل خططا حكومية كان هدفها الاعتداء على مواقع المجاهدين، ولكن بحول الله تم تدمير تلك الخطط». وكان الرئيس الصومالي، شريف شيخ أحمد، قد عين الجنرال كاهية، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة، قائدا للجيش الصومالي، الشهر الماضي، وقيادة العمليات الحربية ضد فصائل المعارضة، وتحديدا حركة الشباب، التي تسيطر على معظم جنوب البلاد. ويعد هذا الهجوم الذي استهدف قائد الجيش صفعة أخرى على وجه الحكومة الصومالية التي توعدت بطرد المقاتلين الإسلاميين المعارضين من العاصمة أولا، ثم من باقي المناطق الجنوبية. وقد شنت حركة الشباب سلسلة من العمليات لتصفية قيادات في الجيش والشرطة والمخابرات ونواب ووزراء في الحكومة الصومالية. واتهمت الحكومة حركة الشباب بأنها كانت وراء العملية الانتحارية التي قتل فيها ثلاثة وزراء في الحكومة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

على الصعيد الميداني لقي 15 مدنيا، على الأقل، مصرعهم وأصيب نحو 40 في اشتباكات جديدة اندلعت في العاصمة الصومالية، مقديشو، بين القوات الحكومية المدعومة من قوات حفظ السلام الأفريقية، ومقاتلين تابعين للفصائل الإسلامية المعارضة. ووقعت هذه الاشتباكات التي تخللها القصف المدفعي في الأحياء الشمالية للعاصمة مقديشو، واندلعت، مساء أمس، بعدما هاجم المقاتلون الإسلاميون بقذائف الهاون مواقع للقوات الحكومية، كما شن المسلحون في الوقت نفسه هجوما بقذائف الهاون على القصر الرئاسي، وبعدها قصفت القوات الحكومية والأفريقية بالمدفعية الثقيلة الأحياء التي تعتبرها معاقل المقاتلين الإسلاميين.

وكانت أكثر المناطق تضررا لهذه الاشتباكات الأخيرة أحياء: ياقشيد، وبونطيري، وعبد العزيز، وشبس، وكاران، التي تقع في الشمال الشرقي للعاصمة، وهي المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الإسلاميون، وأدى القصف المدفعي إلى سقوط هذا العدد الكبير من المدنيين. وجاءت هذه الاشتباكات التي وصفت بالأعنف منذ عدة أسابيع في الوقت الذي كانت مقديشو تشهد تحركات للقوات الحكومية التي كانت تحتشد في الخطوط الأمامية للقتال استعدادا لمعركة حاسمة وخوض جولة جديدة من الحرب مع بداية العام الجديد لبسط سيطرتها على أحياء العاصمة، وكانت الحكومة تتحدث عن وضع خطة لمواجهة المسلحين والسيطرة على مقديشو، فيما تستعد الفصائل المعارضة هي الأخرى لصد أي هجوم حكومي مفاجئ.

من جهة ثانية اعتقلت الشرطة التابعة لحركة الشباب عشرات الرجال في مدينة كيسمايو، لأنهم حلقوا لحاهم، حسب ما أفاد مسؤولون أمس. وأضاف المسؤولون أن هؤلاء الرجال، ومعظمهم من الطلاب في العشرينات، اعتقلوا خلال عملية مداهمة، مساء أول من أمس، لانتهاكهم مرسوما أصدرته إدارة حركة الشباب في ديسمبر تآمر فيه كل الرجال على إطلاق لحاهم. وصرح قائد الشرطة المحلية، الشيخ أبو حورية عبد الرحمن، للصحافيين أن «وحداتنا المكلفة تطبيق الممارسات الدينية الجيدة اعتقلت عشرات الرجال لحلقهم لحاهم، وهو ما تحظره الدولة الإسلامية الإقليمية». وأضاف: «سيبقون في السجن لمدة ثلاثة أيام عقابا لهم على انتهاكهم الثقافة الإسلامية، وسيتم الإفراج عنهم بعد ذلك». وكيسمايو الميناء الصومالي الجنوبي الرئيسي، الذي تسيطر عليه حركة الشباب منذ 2008، التي أعلن زعيمها العام الماضي ولاءه إلى زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. وصرح أحد سكان كيسمايو لوكالة الصحافة الفرنسية أن «جميع من في البلدة يطلقون لحاهم حاليا، وإذا حلقت لحيتك تذهب إلى السجن». وأضاف: «أحد أصدقائي من بين 6 أشخاص اعتقلوا في مقهى أمس. وكان بعضهم قد شذب لحيته، بينما كان آخرون حليقين».

إلى ذلك، قرر الاتحاد الأفريقي، أمس، تمديد مهمة قوة السلام التابعة له في الصومال مرة أخرى لمدة ستة أشهر، لكنه أبدى رغبته في الحصول على مزيد من الدعم من جانب المجتمع الدولي. وقال رمضان العمامرة، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، في مؤتمر صحافي: «خلال تبادل وجهات النظر تم الإجماع على دعم تجديد تفويض قوة السلام الأفريقية في الصومال، وكذلك على المحادثات بشأن تعزيز مهمتها».