الإسرائيليون يؤيدون السلام ويتمسكون بنتنياهو الرافض له.. ويقفون مع موقفه السلبي في صفقة شاليط

انطلاقا من ثقتهم برئيس الوزراء

TT

دل استطلاع رأي جديد نشرته جامعة تل أبيب، على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يزال يتمتع بشعبية عالية. ومع أن هذا الجمهور يؤيد عملية السلام ومستعد لدفع ثمن السلام، فإنه يقف وراء نتنياهو، الذي يعرقل مسيرة السلام. وبلغ هذا التأييد أوجه في التغيير الذي طرأ على مواقف الجمهور من قضية صفقة الجندي الأسير جلعاد شاليط. فقبل شهر واحد فقط، قال 73% ممن تم استطلاع آرائهم، إنهم يؤيدون صفقة تبادل أسرى يتحرر فيها الجندي الأسير حتى لو كان الثمن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الخطرين. ولكن، في الاستطلاع الجديد، قال 53% إنهم يؤيدون موقف نتنياهو، الذي يرفض بعض مطالب حماس لإطلاق سراح تسعة من كبار الأسرى.

ورأى 72% من الجمهور الإسرائيلي أن طريقة نتنياهو في إدارة عملية السلام ناجحة جدا وأنها ستؤدي إلى التوقيع على اتفاقية سلام في غضون السنوات القريبة القادمة. وبناء عليه، فإن 54% رأوا أن المفاوضات ستستأنف في القريب العاجل. وقال 57% إنهم لا يتوقعون نشوب حرب في سنة 2010، على عكس التوقعات السياسية والعسكرية في الشارع الإسرائيلي وفي قيادة الجيش، التي تجري تدريبات على حرب شاملة.

وتعتبر هذه النتيجة لافتة للنظر، حيث إنه في استطلاعات سابقة قال 60% - 70% من الجمهور الإسرائيلي إنهم يؤيدون المسيرة السلمية، ولكن 64% من الإسرائيليين، أعربوا عن قناعتهم بأن المفاوضات السلمية لن تكون مجدية.

وجاءت هذه النتائج بشكل أساسي بسبب قناعة الإسرائيليين بأن نتنياهو يدير سياسة صحيحة في المجالين الأمني والسياسي (54%)، حسب هذا الاستطلاع. وكما كتب المحرر السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، فإن «نتنياهو مخادع وخداعه سينكشف في القريب، في المجالين السياسي والأمني عند بداية الانتخابات القادمة. وأكاذيبه ستنفجر في وجهه».

ويشير المحرر كسبيت إلى ما يراه ويقوله العديد من المحيطين بنتنياهو في المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، فيقولون إن نتنياهو يوهم العالم بأنه جاد في التوصل إلى عملية سلام وأن من يقف عقبة أمام استئناف المفاوضات، هو الرئيس الفلسطيني. ولكن بعد هنيهة ستنجح الجهود الأميركية والغربية والعربية في إقناع الرئيس عباس بالحضور إلى طاولة المفاوضات، وسيتم هذا في غضون الأشهر القادمة، قبيل انتهاء مدة التجميد الجزئي المؤقت للبناء الاستيطاني، التي حددتها حكومة نتنياهو بعشرة أشهر. وعندها ستنكشف الحقيقة. فإذا سار نتنياهو في المسيرة السلمية، يكون قد خدع رفاقه في اليمين، الذين قال لهم فقط في الأسبوع الماضي إنه لم يتنازل عن أي من مبادئه. وإذا تراجع عن هذه المسيرة خوفا من رفاقه، واستأنف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، فإنه سينكشف كمخادع أمام الإدارة الأميركية والعالم كله.