جنبلاط ينتظر شيئا «واضحا ودقيقا» من سورية لتحديد موقفه من زيارتها

يستكمل مصالحاته مع حزب الله اليوم وعون غدا

TT

يستكمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مسلسل المصالحات الذي بدأه قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة بلقاء في بلدة الشويفات مع قيادات من حزب الله بهدف «ترسيخ» المصالحة بين الشويفات والضاحية الجنوبية لبيروت بعد المواجهات العنيفة التي حصلت في المنطقة في 11 مايو (أيار) 2008 بين الطرفين. وبعد محطة الشويفات، يزور جنبلاط غدا رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في دارة الأخير في الرابية (شرق بيروت) بعد لقاء المصالحة الذي جمعهما في القصر الجمهوري أواخر العام الماضي، أما زيارة سورية فهي تنتظر «شيئا واضحا ودقيقا» من دمشق ليبني جنبلاط موقفه عليه، كما أكد الأخير أمس. وقال جنبلاط: «لم يصلني شيء واضح ودقيق من سورية، وعندما يصلني شيء واضح ودقيق عندها سأجيب في الوقت المناسب والمكان المناسب والظروف المناسبة لي وللقيادة السوريّة». واصفا المصالحة في الشويفات اليوم بأنها «نقطة تحول كبيرة». وقال: «أين كنا منذ عام أو أكثر وأين أصبحنا؟»، ولفت إلى أن «الأمور تتطور في اتجاه الوصول إلى مصالحات، وغدا نقطة تحول كبيرة في منطقة الشويفات التي كانت أيام الاحتلال الإسرائيلي معبرا للرجال والمقاومين في مواجهة إسرائيل»، وأردف: «من الجبل إلى الشويفات وبيروت كنا منطقة واحدة وسنبقى».

وأعلن النائب طلال أرسلان أن القيادة السورية كلفته نقل رسالتين إلى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الأولى هي شكر الأسد على تعزيته بوفاة مجد، والثانية هي التأكيد لوليد جنبلاط أن كل ما تتناوله وسائل الإعلام عن أن سورية غير مستعدة لاستقباله، لا تعبر عن الموقف السوري الرسمي، ونقلت الرسالة الأخيرة خلال حضور جنبلاط للتعزية بوفاة الأمير فيصل أرسلان. وأكد أرسلان، الذي يرتبط بعلاقة جيدة مع القيادة السورية، أن «الأسد وقيادته لن يطلبا شيئا من جنبلاط»، لافتا إلى أنه «صحيح أن وليد بك تناول الأسد شخصيا والشعب السوري إلا أن جنبلاط يحدد بذاته مستقبل علاقته بسورية»، نافيا وجود رسائل أخرى أراد السوريون بعثها إلى جنبلاط.

وقال أرسلان: «إن مصلحة المعارضة تقتضي أن يزور جنبلاط سورية»، لافتا إلى أن «أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يعلم بتفاصيل ما يجري بيني وبين جنبلاط وما نتباحثه ونحن نرشف فنجان قهوة».

واعتبر عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب، الذي يمثل الحزب في المصالحة اليوم، أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يضع فريق (14 آذار) في ضفة ورئيس الحكومة سعد الحريري في ضفة أخرى، مشيرا إلى أنه استغنى عن خياراتها وهو بموضعه في العلاقة مع سورية لا يناقض علاقته مع الحريري ومع حزب الله، ورأى أن جنبلاط أدرك بعد التجربة أن الرهان على أميركا خاسر والذهاب بعكس الاتجاهات الأساسية في المنطقة لن يؤدي إلى أي شيء، موضحا أن زيارة جنبلاط دمشق مسألة وقت وليست أكثر. وحول زيارة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع إلى سورية أشار أبو زينب إلى أنها ليست بقاموس البحث السياسي ويجب على البعض أن يتواضع.

ورأى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أن «الخيار العسكري مدمر لنا جميعا، وبالتالي لا مجال إلا لحصول الحوار وهذا ما حصل بعد مرحلة 7 أيار»، مشيرا إلى أن «المصالحة غدا (اليوم) في الشويفات ستكون مؤشرا على زوال رواسب 7 أيار، وستكون هناك مشاركة لأهالي الشهداء في المصالحة». وشدد على أن «حركة المصالحات والمسار السياسي الداخلي للحزب لا علاقة له بزيارة دمشق». وأكد الريس أنه «ليس هناك من شروط لزيارة دمشق وعندما تصبح الظروف ملائمة للحزب وللقيادة السورية ستحصل هذه الزيارة، كما أن لا شيء سريا يحصل في هذا الموضوع، وأي زيارة لمسؤول في الحزب التقدمي ستحصل في العلن». وعن اللقاء مع النائب ميشال عون الاثنين، أشار الريس إلى أن «هذه الزيارة هي لاستكمال اللقاء الأول الذي حصل في بعبدا برعاية الرئيس ميشال سليمان، وهي لتكريس المناخ الإيجابي على المستوى الداخلي». وأردف: «نحن منفتحون على استكمال النقاش في المواضيع ذات الصلة بيننا وبين التيار الوطني الحر».

إلى ذلك رأى النائب أحمد فتفت عضو كتلة المستقبل التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري أن هناك «مساعي كبيرة ورسائل يبعثها وليد جنبلاط بشكل مباشر أو غير مباشر إلى سورية»، وقال: «وليد جنبلاط زعيم طائفة وهو زعيم كبير، أما هل ما يفعله هو صحيح أم لا؟ فإن التاريخ سيحكم عليه، أما نحن فمن موقعنا كحلفاء كنا نتوقع وننتظر أي شيء آخر». وتابع: «وليد جنبلاط أعلن خروجه من (14 آذار)، أما نحن فما زلنا في (14 آذار)، مما يعني عدم التقاء المواقف في بعض الأحيان، ولكن هذا لا ينفي أن وليد جنبلاط كان من رواد ثورة الأرز والتاريخ سيحكم على مواقف السياسيين».