الاتحاد والنصر.. قمة عاصفة يؤججها طموح نحو الصدارة والبقاء بين الكبار

الخبير الفني علي كميخ يتوقع مواجهة مفتوحة في المباراة المؤجلة من الجولة 8 لدوري زين

TT

يحل فريق النصر الكروي الأول مساء اليوم الأحد ضيفا على نظيره الاتحاد على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، في مباراة مؤجلة من الجولة الثامنة من دوري زين السعودي للمحترفين، ويتوقع أن تحظى المباراة بحضور جماهيري كبير لما تحمله من إثارة وتنافس وندية بين الطرفين.. المدرب الوطني علي كميخ في قراءة فنية لـ«الشرق الأوسط» تناول خطوط الفريقين، وطريقة اللعب المتوقعة في هذا اللقاء، والأقرب للفوز في مواجهة الليلة.

* الاتحاد × النصر

* أخذ أداء الفريقين في الارتفاع تدريجيا في الجولات الماضية، وقدما مستويات جيدة جدا من خلال الأداء الفردي والجماعي، ولمسنا تطورا في المستوى الفني من خلال عطاء اللاعبين، والتكتيك من خلال المدربين، فالاتحاد بعد أن عاد من خسارته للقب آسيا كان مستواه متذبذبا، إلا أن الفريق عاد للمنافسة في دوري زين من خلال الثبات على التشكيلة وعودة بعض العناصر الغائبة إلى مستواها، إضافة إلى الأداء الجيد في الشق الدفاعي والهجومي على الرغم من افتقاده للشرميطي، فخلال المباريات الأخيرة كان الاتحاد يميل للشق الهجومي على حساب الشق الدفاعي، إضافة لقوة العمود الفقري للفريق الممثل في مبروك زايد والمنتشري وحديد وكريري ومحمد نور وأبو شقير وأبو شروان، ويفتقد الفريق لرأس الحربة التقليدي، وذلك منذ غياب نايف هزازي للإصابة، بالرغم من وجود لاعب الخبرة طلال المشعل الذي يقدم نفسه بشكل جيد، بشكل عام يمتلك الفريق الروح القتالية واللياقة العالية، ودائما ما يقدم على أرضه أداء عاليا على الصعيدين التكتيكي والفني.

في المقابل، النصر خلال الأربع جولات الماضية شهد تفوقا فنيا على أعلى مستوى روحا وتكتيكا، وأصبح لديه انضباط تكتيكي في الأدوار الدفاعية، وهو أمر مفرح لأنصاره، كونه ما ينقص النصر في فترات سابقة، إضافة لروح اللاعبين التي أصبحت شعارا وسلاحا على أرض الميدان، كذلك عودة بعض اللاعبين لمستواهم وتوهجهم، ويأتي في مقدمتهم المهاجم سعد الحارثي، أيضا العمود الفقري للفريق بدأ الآن يظهر بشكل أفضل بتواجد راضي والقرني وغالب والحارثي والسهلاوي، إضافة لعبد الغني كصانع ألعاب، والفريق لديه فلسفة في إقفال دفاع المنطقة وتفعيل الكرات المرتدة واللعب على الأطراف من خلال تميز صاحب الحلول الفردية في الفريق الأرجنتيني فيغاروا الذي يتحرك في الجهتين اليمنى واليسرى بمستوى واحد، ويساعد في بناء الهجمة وصناعتها بشكل واضح تماما من خلال قدراته الفردية، أيضا وجود السهلاوي كقناص يملك مؤهلات خاصة جدا، واستطاع أن يقدم نفسه بشكل جيد، واستطاع الوصول لمرمى الخصوم من خلال التمركز الجيد والروح القتالية، إضافة لتواجد لاعب بحجم الحارثي الذي يشارك في صناعة اللعب أو تخفيف الضغط على السهلاوي، بشكل عام يتميز النصر بثقة اللاعبين في أنفسهم والروح العالية المتميزة والمرتبطة بالانضباط التكتيكي، وإذا ما حافظ النصر على هذا الانضباط فسيستمر الفريق في أداء واجباته الدفاعية والهجومية بالرغم من أنه سيلعب على أرض الاتحاد الباحث عن الصدارة ، أيضا النصر يبحث عن مركز مؤهل للبطولة الآسيوية.

المباراة لها وزن فني معتمد على ثلاث ركائز أساسية، أولا: اللاعبين أصحاب الحلول الفردية في الفريقين نور وأبو شروان وحديد في الاتحاد، والسهلاوي والحارثي وعبد الغني وفيغاروا في النصر، وثانيا: الأخطاء التي غالبا ما تكون في الخطوط الخلفية وهذا ما يعاني منه الفريقان هذا الموسم من خلال تكرار الأخطاء ذاتها، وثالثا الاستعجال في اللعب، فدائما الفريقان يستعجلان البحث عن تسجيل الأهداف، وهذا ينعكس سلبا عليهم.

طريقة لعب الاتحاد ستكون 4/5/1، وهي طريقة واضحة للأرجنتيني كالديرون ومثالية للفريق، ويتم الزج عند الحاجة بمهاجم ثان كعبد العزيز الصبياني أو سلطان النمري، في المقابل كان داسيلفا يميل لطريقة 4/5/1، إلا أنه في المباريات الأخيرة نهج طريقة 4/4/2 التي أعطت الفريق ميزة هجومية كانت غائبة طوال المباريات السابقة فهو يزج برأسي حربة، مع تواجد فيغاروا على الطرف الأيمن والمبارك على الطرف الأيسر، وفي تصوري أنها الطريقة المثالية للفريق، وسيكون سيناريو المباراة المتوقع اللعب المفتوح مع تواجد النزعة الهجومية، فالكرة لن تكون كرة «تدوير»، بمعنى أنه لن يكون هناك بطء في بناء الهجمة.

ومن الصعب التوقع لمباراة بهذا الحجم، ولكن دائما في مجريات المباريات الكبيرة يحضر لاعبون ويغيب آخرون، فإذا ما حضر نجوم الاتحاد ستكون صعبة على النصر والعكس صحيح، ولكن طموحات الاتحاديين هي تقليص الفارق النقطي حتى يستطيعوا اللحاق بركب الصدارة بأمل تعثر منافسيهم، بينما يبحث النصر عن المركز الرابع أو ربما الثالث، وبتصوري أن المباراة ستكون صعبة على النصر.