باراك يفاوض خصومه على إحداث انشقاق في حزب العمل الإسرائيلي

بالتزامن مع جهود نتنياهو لشق «كديما»

TT

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الليلة قبل الماضية، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، يدير مفاوضات سرية مع خصومه الداخليين في حزب العمل، للاتفاق على الانقسام إلى حزبين. وأكدت هذه المصادر أن هذه الخطوة، تستهدف تعزيز التحالف بين باراك وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المستقبل. ولم تستبعد أن يكونا يخططان لخوض الانتخابات القادمة في لائحة انتخابية واحدة.

وتأتي هذه الخطوة متزامنة مع جهود نتنياهو لتمزيق حزب «كديما»، واحتمال ضم ستة أو سبعة نواب منه إلى تحالفهما. وضمان تشكيل كتلة برلمانية كبيرة تتحول في المستقبل إلى أكبر حزب في إسرائيل، تحت قيادة نتنياهو وباراك.

يذكر أن حزب العمل بقيادة باراك تلقى ضربة كبيرة في الانتخابات الأخيرة، حيث هبط من 19 إلى 13 نائبا. وفي الشهور الأولى للدورة الانتخابية، حصل شرخ كبير في هذا الحزب. وتمرد على باراك أربعة نواب، بينهم رئيس الحزب السابق، عمير بيرتس (وزير الدفاع في حرب لبنان الثانية، الذي اضطر إلى الاستقالة بسبب الإخفاقات في تلك الحرب)، والأمين العام للحزب، ايتان كابل، ووزيرة التعليم السابقة، يولي تمير، ووزير الداخلية السابق، أوفير بنيس. وانسحب من معسكر باراك نائبان آخران، هما دانئيل بن سيمون وشيلي يحيموفتش. وأصبح الحزب مترهلا. ولم يعد باراك يقوى على عقد جلسة عادية واحدة لكتلته البرلمانية. وكان القاسم المشترك بين كل هؤلاء النواب هو انتقاد باراك على فرديته وبعده عن مبادئ الحزب الاشتراكية. واتهامه بتدمير الحزب.

وفي الأسبوع الماضي، حقق باراك مكسبا مهما في هذه المعركة، إذ استقال من الكنيست أوفير بنيس، ودخلت مكانه نائبة جديدة، تعتبر من حلفاء باراك. وبقي من المتمردين ثلاثة، فراح باراك يفاوضهم على الانسلاخ من الحزب وتشكيل كتلة خاصة بهم. وهدفه من وراء ذلك هو ضمان وجود كتلة متماسكة من عشرة نواب، يأمل أن يضاف إليها نواب من «كديما»، في حالة نجاح الجهود بتمزقه. ويقدر نتنياهو وباراك أن ينسلخ عن «كديما» ستة نواب. فيضافون إلى 10 نواب لـ«العمل» و27 نائبا لـ«الليكود»، فتصبح كتلتهما 43 نائبا. وأثار هذا السيناريو مخاوف كبيرة داخل حزب الليكود وبقية أحزاب اليمين. فهناك من يتحسبون من أن يكون هدف نتنياهو هو المضي قدما في عملية السلام والقبول بمواقف باراك في هذا الموضوع. ويقولون إن نتنياهو يهدف إلى ضمان قاعدة برلمانية قوية تستند إلى اليسار، لكي يواجه أي تمرد عليه من معسكره الأصلي (أي اليمين). وراحوا يهددون برفض أي «قادم جديد» من أحزاب اليسار. وقال داني دنون، أحد نواب «الليكود» المقيمين في المستوطنات، المعروف بقيادته نشاط المستوطنين احتجاجا على قرار تجميد البناء الاستيطاني الجزئي، إن هناك رائحة كريهة في النشاطات الحزبية التي يقوم بها نتنياهو وباراك. وحزب الليكود لن يمر مر الكرام على أي محاولة للالتفاف على قواعد الحزب ومبادئه.

وقالت النائبة تسيبي حوتوفيلي، وهي مثل دنون تعارض تجميد الاستيطان، إن «الليكود» لن يستقبل أي خائن له ممن انسحبوا من الحزب قبل أربع سنوات وذهبوا مع أرييل شارون إلى حزب كديما. وقالت: «من يخن مرة، يخن كل مرة».