تطلعات نسائية إلى تأنيث منصب «نائب الرئيس» في غرفة الشرقية

بعد تولي أول سعودية هذا المنصب في جدة

تأنيث أحد الكراسي القيادية في الغرفة التجارية فتح الباب أمام النساء للفوز بمنصب نائب الرئيس («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن تعيين سيدتين في مجلس إدارة غرفة المنطقة الشرقية، مساء أول من أمس، قد فتح الباب أمام سيدات الأعمال لتعزيز هذا التعيين، والتطلع إلى تأنيث منصب «نائب الرئيس»، كما حدث مؤخرا في تجربة جدة التي وصلت فيها الدكتورة لمى السليمان إلى منصب نائب رئيس الغرفة التجارية هناك.

ويأتي ذلك مع آخر مراحل تشكيل المجلس الجديد، وهي المرحلة الأصعب، التي سيتم حسمها في اجتماع يضم أعضاء مجلس إدارة الغرفة، من المنتظر عقده مطلع الأسبوع المقبل، لانتخاب الرئيس ونائبيه.

واستشهدت سيدات أعمال الشرقية اللاتي تحدثن لـ«الشرق الأوسط»، بتجربة جدة الأخيرة، في وصول الدكتورة لمى السليمان إلى منصب نائب رئيس غرفة جدة، بعد انتخابها خلال اجتماع مجلس غرفة جدة الذي أجري في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو ما تم اعتباره حينها أعلى منصب تصل إليه المرأة على مستوى الغرف التجارية الصناعية في السعودية.

وترى سيدة الأعمال، هيفاء الرميح، نائب رئيس لجنة سيدات أعمال الشرقية، أن تعيين الوزارة سيدتين دفعة واحدة، ولأول مرة، أمر يزيد من التفاؤل بتمكين المرأة وإشراكها في صنع القرار، معتبرة أن وصول إحدى السيدتين المعينتين إلى منصب «نائب الرئيس» هو أيضا أمر من الوارد جدا تحقيقه.

وأضافت الرميح لـ«الشرق الأوسط»: «فوز المرأة في الوصول إلى مجلس إدارة الغرفة سيسهم، في حد ذاته، في تغيير النظرة السائدة عن المرأة، وسيفتح لها آفاقا أوسع»، في حين رأت سيدة الأعمال فوزية الكري، التي رشحت نفسها في الانتخابات ولم يحالفها الحظ، أن وصول المرأة إلى المناصب الرئاسية داخل الغرفة مسألة أشبه بالمستحيلة، بقولها: «لا أعتقد أن هناك أملا في ذلك».

إلا أن الكري اعتبرت في حديثها، أن المرأة جديرة بالمنافسة على منصب رئيس الغرفة لا كرسي النائب فقط، معبرة عن انحيازها لإحدى السيدتين اللتين عينهما وزير التجارة مؤخرا، والتي تعتقد أنها جديرة بالوصول إلى هذا المنصب. وتابعت بأن الكراسي الرئاسية من شأنها إعطاء صلاحيات أكبر للمرأة وتمكينها من دعم سيدات أعمال المنطقة بصورة أكثر فعالية.

وأعربت هناء الزهير، العضو الجديد لمجلس إدارة الغرفة، عن تفاؤلها بإمكانية وصولها أو زميلتها، سيدة الأعمال سميرة الصويغ، إلى منصب «نائب الرئيس»، معتبرة ذلك أمرا يتوافق مع اتساع رقعة المشاركة النسائية المشهودة في البلاد مؤخرا، مبدية ارتياحها المسبق للنتائج التي سيخرج إليها انتخاب المواقع الرئاسية في مجلس الإدارة الجديد، بالنظر إلى أن ما تحقق بالأمس القريب من وصول المرأة «التاريخي» إلى مجلس غرفة الشرقية.

يأتي ذلك في حين تتطلع أعين الأوساط الاقتصادية في المنطقة الشرقية إلى تسمية رئيس غرفة الشرقية، ونائبيه، إلى جانب ممثل الغرفة، والمقرر إعلانها في اجتماع الأعضاء التشاوري للمجلس الجديد مساء يوم الأحد المقبل، على أن تعقد لجان الغرفة خلال الفترة المقبلة اجتماعات لاختيار رؤسائها، بما يتوافق مع التعديل الجديد على نظام الغرف.

وتقابل مساحة التفاؤل والانشراح، من الجانب النسائي، حالة من القلق العام في أروقة رجال الأعمال، الذين يعمل بعضهم على تكوين تحالفات تمهد لهم الوصول إلى كرسي «الرئاسة»، حيث كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المنافسة بلغت أشدها بين 3 أعضاء من المجلس الجديد، أحدهم رئيس سابق، واثنان هم من الذين حققوا اكتساحا كبيرا في عدد الأصوات الانتخابية.

من جهة ثانية، دعا منتدى سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية أمس منسوبات المنتدى، والمقدر عددهن بنحو 45 سيدة أعمال، إلى لقاء سيعقد ظهر اليوم الثلاثاء في مقر المنتدى بمدينة الخبر، الذي يأتي للاحتفاء بقرار تعيين سميرة الصويغ، لكونها إحدى عضوات المنتدى، ووفقا للدعوة فستقدم الصويغ خلال اللقاء عرضا لأبرز ملامح خطة عملها المقبلة في الغرفة التجارية.

فيما تعتزم بعض سيدات أعمال المنطقة المبادرة للاحتفال بتعيين هناء الزهير وسميرة الصويغ، في احتفال على شرف فوزهن، سيقام بعد أيام، تفاعلا مع القرار الذي أجمعن على كونه سيفتح آفاقا جديدة للمرأة، فبعدما كانت مطالب سيدات الشرقية تقتصر على وصول امرأة واحدة إلى عضوية المجلس، ارتفع العدد لاثنتين، وهو ما يجعلهن يترقبن الاحتفال على طريقة «الفرحة.. فرحتين».