يوسيبوفيتش بعد فوزه بالرئاسة: سأجعل كرواتيا نجمة في سماء أوروبا

ثالث رئيس للجمهورية اليوغوسلافية السابقة يتعهد بمحاربة الجريمة والقضاء على الفساد

TT

فاز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إيفو يوسيبوفيتش، في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة الكرواتية التي جرت أول من أمس، وبذلك سيكون الرئيس الثالث لكرواتيا منذ استقلالها عام 1991، وحصل يوسيبوفيتش على 60.29% من الأصوات متقدما على منافسه، محافظ زغرب، ميلان بانديتش، الذي حصل على 39.71% فقط من الأصوات.

وقال يوسيبوفيتش (52 عاما)، عقب إعلان فوزه، إنه سيكون رئيسا لجميع الكروات بمختلف اتجاهاتهم السياسية ومشاربهم الثقافية، وأن انتصاره هو انتصار «لكرواتيا الأوروبية»، وتابع: «هذا الانتصار هو انتصار للجميع؛ لأن الكل يريد الأفضل لكرواتيا التي تكافئ من يعمل، وتعاقب من يمارس الجريمة، وتحافظ على الأمن، وترسي قواعد العدالة»، ولم ينس يوسيبوفيتش أنه عازف في أوركسترا فاستخدم ذلك في تعبيره السياسي، قائلا «كنا كفريق أوركسترا تدرب جيدا على معزوفاته السيمفونية، وسنظل كذلك خلال السنوات الخمس القادمة»، وتعهد بمحاربة الجريمة المنظمة، والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، وشكر جميع من شاركوا في الانتخابات سواء الذين صوتوا لصالحه أو لمنافسه، كما جدد التأكيد أنه لن يكون رئيسا يأتمر بأوامر الخارج، أو رئيسا لحزب أو طائفة مستفيدة من الأوضاع القائمة، وتعهد بأن يجعل كرواتيا «واحدة من النجوم في سماء أوروبا».

من جهته اعترف المرشح المستقل، ميلان بانديتش، بالهزيمة، وهنأ يوسيبوفيتش بالفوز، لكنه أعلن مواصلة معارضته ليوسيبوفيتش، وحمل بانديتش على الرئيس المنتهية ولايته، ستيبان ميسيتش، لوقوفه إلى جانب خصمه، وانتقد أيضا وسائل الإعلام التي وصفها بأنها «خاضت حملة قذرة ضده، شاركت فيها بعض مؤسسات الدولة»، ويعتبر الرئيس حارسا للدستور، ومسؤولا عن إعلان الحرب أو توقيع السلام، كما أن له سلطة اعتبارية على عمل الاستخبارات.

بدوره، قال الرئيس المنتهية ولايته، ستيبان ميسيتش، الذي دعم يوسيبوفيتش في الدورة الثانية: «انتصر الشخص الذي سيحارب الجريمة المنظمة والفساد، ويضمن الحقوق السياسية للجميع»، وتابع: «أمام يوسيبوفيتش عمل كبير، وفي مقدمة ذلك، تعزيز العلاقات مع دول الجوار، والإسراع في مسيرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والبحث عن أسواق جديدة للمصنوعات الكرواتية»، وسيتسلم الرئيس الجديد مهامه في 18 من الشهر الحالي.

أما رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها، يادرنكا كوسور، وزعيمة «التجمع الكرواتي الديمقراطي» الحاكم، الذي خرج مرشحه من الدورة الأولى للانتخابات، فظهرت عقب إعلان النتائج باللباس الأسود، وأعربت عن أملها في أن يدعم الرئيس المنتخب برنامج حكومتها، ولم تنس تهنئة يوسيبوفيتش، وقالت: «باسم الحكومة أهنئ إيفو يوسيبوفيتش، وآمل أن يبني جسورا بين الحكومة ورئاسة الدولة»، وكانت كوسور قد أكدت أن حزبها لن يدعم أيا من المرشحين في الدورة الثانية.

وقال محللون إنه يتعين على يوسيبوفيتش القيام «بمهمة تاريخية» تتلخص في إدخال البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، والقضاء على الفساد، ورأى المحلل السياسي برانكو مييتش أن «المهمة التاريخية لإيفو يوسيبوفيتش واضحة، وهي قيادة كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي».

وأضاف أن «بلدا وُلد من رحم حرب سيتمكن أخيرا من التحول إلى بلد سلام وبلد متحضر داخل أوروبا»، في إشارة إلى حرب الاستقلال التي استمرت من 1991 إلى 1995، أما رادوفان فوكادينوفيتش، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة زغرب، فقد رأى أن «انتخاب يوسيبوفيتش يشكل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين زغرب وبروكسل»، وأضاف أن «يوسيبوفيتس سيحاول أيضا تحويل كرواتيا إلى نموذج يحتذى به لدول المنطقة التي تتطلع إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».