معارك شوارع بين جنود حكوميين وحوثيين في صعدة القديمة

اجتماع للقيادات العسكرية الميدانية والأمنية لبحث إنهاء وجود المتمردين

TT

أكدت مصادر عسكرية يمنية سيطرة قوات الجيش والأمن على عدد من الأحياء والحارات في مدينة صعدة، في العملية العسكرية التي تشنها على الحوثيين والتي أطلق عليها «ضربة الرأس»، وتخوضها في حرب التحم فيها المتقاتلون بصورة مباشرة.

وقالت المصادر إن المقاتلين من قوات الجيش والأمن سيطروا على عدد من المنازل كان الحوثيون يتمترسون فيها كحارات التوت وشيبان وباب نجران والمنصور. وتأتي هذه المعارك والاشتباكات العنيفة مع الحوثيين في ما يعرف بعملية التطهير الأخيرة لمدينة صعدة القديمة، التي تقاتل في بعض أحيائها القوات الحكومية منذ سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، لتذكر بما شهدته أحياء صعدة القديمة من معارك وحرب شوارع قتل فيها العشرات من قوات الجيش والأمن والحوثيين.

وذكرت وزارة الدفاع عبر موقعها على شبكة الإنترنت أمس أن الكثير من الحوثيين قتلوا في هذه العملية، وأن القوات الحكومية تواصل علمياتها ضد المتمردين لتطهير ما تبقى من الحوثيين الذين ما زالوا متحصنين في منازل بمدينة صعدة القديمة.

وقالت مصادر محلية إن السلطات الأمنية والعسكرية دعت الحوثيين إلى إلقاء السلاح والاستسلام لقوات الجيش والأمن مستخدمة مكبرات الصوت لمناداة من بقي في هذه المنازل، فيما قالت مصادر محلية في صعدة إن أحياء صعدة القديمة شهدت اشتباكات عنيفة ومباشرة منذ أن بدأ الجيش والأمن عمليته العسكرية «ضربة الرأس» منذ أول من أمس.

وحاولت القوات الحكومية اقتحام المدينة من جميع الجهات بإسناد من قوات المدفعية، وخلفت هذه العملية عددا من القتلى والجرحى. وقدرت المصادر القتلى من الحوثيين بـ5 عناصر ومقتل جندي أمني من قوات الأمن، وأكدت المصادر اقتحام الوحدات العسكرية للأحياء في المدينة بمساندة من المواطنين الذين يؤيدون الدولة في الحرب على الحوثيين. لكن المصادر قالت إن الحوثيين لم يفقدوا جميع مواقعهم في المدينة، وإنه ما زال لهم وجود، وإنْ وُصف بأنه ضعيف قياسا بما كان عليه الوضع قبل عدة أسابيع، وتحديدا منذ العمليات التي شنها الجيش على المتمردين في الفترة الأخيرة من الحرب في صعدة القديمة. وذكرت المصادر أن قوات الجيش استحدثت فتحات من الاتجاهات الشرقية والغربية من المدينة، وهو ما أدى إلى انكشاف الواقع الميداني للمقاتلين الحوثيين لدى القوات الحكومية، وهو ما قد يمكّن قوات الجيش من هزيمة المتمردين إذا ما أصروا على استمرار المواجهات مع القوات المسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن أحياء شيبان وعليان وباب نجران كانت مسرحا للاشتباكات بين المسلحين الحوثيين والوحدات العسكرية والأمنية، وعلى خلفية هذه التطورات الجارية على الميدان العسكري في صعدة القديمة فقد التأمت القيادات العسكرية الميدانية والأمنية في محور صعدة لمناقشة التطورات الراهنة، حيث تسعى جاهدة في سبيل إنهاء وجود الحوثيين في صعدة القديمة. وكان الوكيل الأول لوزارة الداخلية اللواء محمد عبد الله القوسي قد أعلن عن عملية القوات المسلحة وقوات الأمن التي سماها «ضربة الرأس» باعتبارها المعركة الأخيرة لتطهير ما تبقى من أحياء هذه المدينة تحت سيطرة الحوثيين.

وقالت وزارة الدفاع إن قوات الجيش في محور صعدة دمرت 7 سيارات كانت تحمل أسلحة وذخائر ومؤنا قتالية وعناصر من الحوثيين في قرية خميس وطريق ضحيان العند والطلول والمقبات، ودمرت سيارات أخرى في درب الهجرة والقطاط وسبلة والمحاريب، كما لقي مسلحون حوثيون مصرعهم في هذه المناطق والمواقع القتالية وتم تدمير أوكار للمتمردين في مديريتي الصفراء ودماج، وتمكنت الضربات التي نفتها وحدات من قوات الجيش في هاتين المديريتين وفي منطقة العشرة وجبل الضلع وفشل مسلحون هاجموا مواقع للجيش في التصدي لها، من تحقيق اختراقات في التمثلة، وخسر المهاجمون أفرادا منهم. وأكدت المصادر تنفيذ وحدات هندسية خاصة بتطهير طريق الصفراء من الألغام التي زرعها المتمردون في هذا الطريق، وأرغمت القوات المسلحة مجاميع هاجموا مواقع للجيش في محور الملاحيظ على الانسحاب بعد أن حولوا التسلل في جبل الغرزة والخرائب ومفرق ذويب، وخسر الحوثيون أفرادا وعناصر في وادي الجراحية ورعد من محور الملاحيظ، فيما شيع جثامين 4 ضباط من قوات الجيش قتلوا في الحرب الدائرة في صعدة وحرف سفيان، حيث أقيمت عليهم الصلاة في مسجد الشهداء قبل أن توارى جثامينهم بمقبرة الشهداء بجنوب مدينة صنعاء القديمة.