الصحة تعلق آمالا على استجابة مواطنيها للقاح إنفلونزا الخنازير في اللحظة الأخيرة

مع اقتراب الحملة من نهايتها.. وكيل وزارة الصحة: قمنا بحملة تثقيفية والذي لا يريد أن يغير رأيه ماذا يمكننا أن نعمل له

TT

فيما يشبه سباق التحمل بين وزارة الصحة والمواطن، أطلقت وزارة الصحة حملة تحصين للطلاب والمواطنين ووفرت 7 ملايين جرعة من اللقاح، لم تسفر عن دفع المواطنين للاستجابة لها، على الرغم من الهلع بشأن المرض العابر للحدود. وأسفرت الحملة عن ثمار متواضعة في حين كان القائمون عليها يتوقعون أنها ستؤتي ثمارا أوفر بنهاية الأسبوع الخامس.

وفيما لا تزال الحملة تراهن على تغير رأي المواطن حتى آخر لحظة من الحملة لأخذ اللقاح، لم يفصح القائمون عليها عن الخطة البديلة لـ7 ملايين جرعة، وهل ستستمر الحملة بعد أسبوعها الخامس أم لا. وكانت وزارة الصحة السعودية قد أطلقت في 18 ديسمبر (كانون الأول) من العام المنصرم، حملة واسعة للتطعيم ضد إنفلونزا الخنازير لتحصين الأطفال وطلاب المدارس والمواطنين ضد الوباء العالمي، حيث تم توفير قرابة 7 ملايين جرعة من اللقاح، إلا أن تواضع الإقبال وعزوف كثير من المواطنين عن الموافقة على تطعيم أبنائهم في المدارس، ساهم في الحد من فعالية حملة التطعيم التي قرر لها 5 أسابيع لتحصين قرابة 5 ملايين طالب وطالبة ضد المرض، مما استدعى وزارة الصحة إلى إطلاق حملة إعلانية تثقيفية بدأت مع مطلع الأسبوع الثاني من الحملة، موجهة للآباء لتغيير رأيهم حول مأمونية اللقاح.

أمام ذلك، يقول الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي لـ«الشرق الأوسط» ما زالت الحملة مستمرة وما زلنا نعمل بقوة لتسجيل نتائج أفضل، وما زلنا نأمل أن يغير المواطن رأيه ويأخذ اللقاح. وكانت الوزارة قد أعلنت مطلع الشهر الحالي أن عدد الوفيات في السعودية بسبب المرض قد بلغ 124 حالة معظمهم من الأطفال والشباب والنساء الحوامل منذ اكتشاف أول حالة إصابة مطلع يونيو (حزيران) 2009.

وشدد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي، على أن الوزارة تتعامل بكل شفافية حول المرض، ومهمتها توفير اللقاح الذي يضمن سلامة وصحة المواطن بكل يسر وسهولة، مشيرا إلى الإحصائيات التي أعلنتها وزارة الصحة مطلع الأسبوع الماضي، حيث أعلنت أن عدد حالات الإصابة مخبريا بمرض إنفلونزا الخنازير ((H1N1 A في السعودية بلغ 15.5 ألف حالة، فيما وصل عدد حالات المرض المشخصة سريريا والمشتبه فيها إلى 74.75 ألف حالة.

إلا أن الحملة واجهت صعوبة شديدة في تقبل أخذ اللقاح؛ حيث قال الدكتور ميمش: «وفرنا اللقاح وقمنا بحملة تثقيفية والذي لا يريد أن يغير رأيه ماذا يمكننا أن نعمل له». وكما بينت الإحصائيات التي أعلنت عنها الوزارة عن تطعيم 60 ألف شخص في السعودية بلقاح إنفلونزا الخنازير منذ بداية الحملة التي تستهدف قرابة 5 ملايين طالب وطالبة، مؤكدة أنه لم تسجل أي مضاعفات ذات خطورة عالية على جميع من تم تطعيمهم، فيما أوضح الدكتور زياد ميمش أن الاستمرار في الحملة رهن بالنتائج التي سيتوصل لها فريق الحملة نهاية الأسبوع الخامس.

وقال ميمش إن الحملة في الفترة الحالية تعمل وبقوة بحسب تعبيره، مبينا أن توجيهات ستصدر من وزارة الصحة وكذلك من اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية سترسم ملامح المرحلة المقبلة بعد نهاية الأسبوع الخامس من الحملة، ستحدد كيفية التعامل مع الوضع في حال لم تسجل نتائج أعلى في التحصين ضد المرض. وأوضح ميمش أن الوضع مستقر في الفترة الحالية في إشارة إلى استقرار تسجيل الحالات المرضية مما لا يشير إلى وجود موجة ثالثة من المرض قد تنتشر بين السكان في السعودية، حيث كان هناك تخوف لدى مسؤولي الصحة السعوديين من وصول موجة ثالثة من الوباء قد تكون أشد من الموجتين الأولى والثانية من المرض مما سيرفع عدد المصابين وعدد الوفيات في البلاد، وهو ما استدعى إطلاق الحملة.