السلطات الفلبينية تعتقل طالبا سعوديا سافر لتعلم الطيران

دخل أماكن غير مرخص بدخولها حينما ذهب لاستقبال والده القادم من السعودية

TT

في الوقت الذي كان يقترب فيه الطالب السعودي هاني بخاري، من تحقيق حلمه الذي راوده منذ الصغر، بالالتحاق بإحدى مدارس تعلم الطيران، لم يعلم أن «بدلة الكابتن» التي ارتداها حينما ذهب لاستقبال والده في أحد المطارات الفلبينية، ستبدد حلمه في الدراسة، وذلك بعد أن استوقفته سلطات أمن المطار، وأودعته في السجن أمس، لدخوله إلى أماكن غير مرخص بدخولها، حيث ساهم ارتداؤه للبدلة في تسهيل دخوله إلى تلك الأماكن.

وطبقا لرواية محمد عبد الإله بخاري شقيق الطالب هاني الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن شقيقه تعرض للضرب على يد رجال أمن المطار، حيث أخضعوه لعمليات التفتيش الذاتي.

ويحكي محمد أن شقيقه هاني سافر إلى الفلبين لتعلم اللغة الإنجليزية ومن ثم الالتحاق بإحدى مدارس الطيران هناك، وحينما وجد المدرسة المناسبة، اتصل بوالده للقدوم إلى الفلبين لاستكمال إجراءات التسجيل والاطلاع على أنظمتها مسبقا، كون والده طيارا يعمل في الخطوط الجوية العربية السعودية وحريصا على أن يتعلم ابنه الطيران على أصوله.

ولكي يبرهن الطالب هاني لوالده حرصه على تعلم الطيران، ارتدى قبل ذهابه لاستقبال والده الاثنين الماضي بأحد مطارات الفلبين «بدلة الكابتن»، طبقا للرواية التي رواها لـ«الشرق الأوسط» شقيقه محمد الذي يعمل هو الآخر في الخطوط السعودية.

ويكمل محمد بخاري سرد فصول القصة، بقوله «طلب هاني من سيارة أجرة الذهاب به إلى المطار، وحين وصل تفاجأ أنه في الصالة الخاصة بمغادرة المسافرين، وحاول عبرها الوصول إلى الصالة الخاصة بالقدوم لاستقبال والده القادم من السعودية».

ويضيف بخاري «خلال محاولة شقيقي هاني الوصول إلى صالة قدوم المسافرين كان قد مر بأكثر من نقطة أمنية، وكان يبرز في كل مرة هويته التي تعكس أنه ابن طيار يعمل في الخطوط السعودية، حيث نتج عن ذلك دخوله لأماكن غير مرخصة. ولكنها غلطة الأمن الفلبيني الذي كان يفترض به التثبت من الهوية بالشكل الصحيح».

وأفاد محمد بخاري، أن سلطات أمن المطار حينما بدأت تشك في شقيقه هاني لكثرة الأسئلة التي كان يوجهها والتي تدل على سلامة موقفه، قاموا باعتقاله بطريقة عنيفة، ووجه البعض منهم ضربا قاسيا إلى شقيقه الذي يعاني بالأساس من تهتك في أعصاب اليد وشلل في اليد اليمنى نتيجة تعرضه لحادث سير.

وتابع: «لقد قام أمن المطار بإدخال شقيقي إلى غرفة وقاموا بنزع كافة ملابسه عنه، وتفتيشه، وتصويره أيضا، ونتيجة للإعياء الذي تعرض له فقد وعيه ونقل إلى المستشفى تحت حراسة مشددة».

ونقلت السلطات الفلبينية هاني، الذي اتهمته بدخول أماكن غير مرخص له بالدخول إليها، إلى سجن الترحيل، ولا يزال موقوفا فيه حتى ساعة إعداد هذا التقرير (مساء أمس الثلاثاء). وباشرت السفارة السعودية في مانيلا حادثة مواطنها هاني بخاري. ونفى محمد بخاري أن تكون السلطات الفلبينية قد وجهت تهمة الإرهاب لشقيقه.