القربي: اليمن سيرفض أي قرارات لمؤتمر لندن تمس سيادته.. والزنداني لا يعبر عن الموقف الرسمي

مصادر يمنية لـ «الشرق الأوسط»: «القاعدة» استحدثت 3 معسكرات في محافظة شبوة مؤخرا

وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في المؤتمر الصحافي الذي عقد في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية، مساء أمس، أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وأعلن مصدر أمني أن الأشخاص الأربعة جرى اعتقالهم في محافظة شبوة بجنوب البلاد بعد محاصرة المنزل الذي كانوا يتحصنون فيه لعدة ساعات، وقال المصدر إنه ضبطت مع المشتبه بهم كمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في حين كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن تنظيم القاعدة استحدث مؤخرا ثلاثة معسكرات تدريب في شبوة بجنوب البلاد.

وأعلن اليمن، أمس، عزمه على المضي في مكافحة الإرهاب، وكشف الدكتور أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمني عن أن حكومته تجري مفاوضات مع خاطفي ستة رهائن غربيين من أجل الإفراج عنهم، وقال إنهم يوجدون في محافظة صعدة، رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال القربي في مؤتمر صحافي عقد أمس بمبنى وزارة الخارجية في صنعاء، إن اليمن سيرفض أية قرارات ستصدر عن مؤتمر لندن وتمس سيادة اليمن، وتجنب الحديث عن الملفات التي ستطرح في مؤتمر لندن المقرر انعقاده أواخر الشهر الحالي، إلى جانب ملفي الإرهاب والتنمية، وقال إن ملف التمرد الحوثي في صعدة شأن داخلي، في إشارة إلى أنه لن يناقش في المؤتمر.

وحول الدعوة التي أطلقها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مؤخرا للحوار مع تنظيم القاعدة والحوثيين، أكد أن تلك الدعوة تهدف إلى محاولة التأثير على الشباب اليمني كي لا ينخرط في تنظيم القاعدة وكذلك التأثير على أسرهم، وجدد الوزير اليمني رفض بلاده وجود أية قوات أجنبية على أراضيها، وقال ردا على أسئلة الصحافيين إن الأميركيين وصلوا إلى قناعة بعدم جدوى إرسال قوات إلى اليمن وأن الحل يكمن في الاعتماد على القوات اليمنية في مواجهة تنظيم القاعدة داخل اليمن.

وأبدى القربي قلقا من وجود أية اتصالات بين تنظيمات أصولية متشددة في الصومال وبين تنظيم القاعدة، وعلق على إعلان حركة الشباب المجاهدين الصومالية المتشددة عن أنها سترسل مقاتلين لمناصرة من سمتهم «إخوانهم في اليمن»، بالقول إن الحكومة أخذت تلك التصريحات بجدية وستتخذ بشأنها «الإجراءات المناسبة».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة والقضايا التي سيناقشها مع الإدارة الأميركية، أكد أن ملف الإرهاب والتعاون الأمني والعسكري سيتصدر جدول مباحثاته في واشنطن، إضافة إلى بحث قضايا ذات صلة بالدعم الأميركي لليمن ومجالات التعاون الاقتصادي. في الوقت الذي رفض فيه القربي الرد على أسئلة تتعلق بالقضايا الأمنية، أكد أن اليمن يواجه، حاليا، إشكالية في حربه ضد الإرهاب، وفي الأمور المتعلقة بتعريف الإرهاب، وجاء هذا التعليق ردا على سؤال يتعلق بالداعية اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني والأفكار التي يحملها ورفضه إدانة أسامة بن لادن. وأضاف القربي أن ما يطرحه الزنداني لا يعني أنه يعبر عن الموقف الرسمي، وقال إن اليمن يدعو ومنذ وقت مبكر إلى عقد مؤتمر دولي لمناقشة تعريف الإرهاب ومن هو الإرهابي.

في محافظة شبوة اليمنية الجنوبية، كشفت مصادر يمنية مطلعة عن أن تنظيم القاعدة استحدث خلال الفترة الماضية ثلاثة معسكرات في جبال الكور بالمحافظة، وذلك لأول مرة منذ حادثة اعتقال أبو الحسن المحضار، زعيم «جيش عدن - أبين» الإسلامي المحظور، الذي اعتقل أواخر عام 1998م، عقب اختطافه وجماعته سياحا أجانب في محافظة أبين بجنوب اليمن، والذي أعدم بعد إدانته، وأغلقت تلك المعسكرات، في ضوء اتفاق مع السلطات لوقف أنشطة «القاعدة» وإغلاق معسكراتها في المنطقة، مقابل «الحصول على وظائف، وانتهت المشكلة».

وقالت تلك المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت إعادة فتح تلك المعسكرات التدريبية في جبال الكور التي تربط بين محافظتي شبوة والجوف ومحافظة البيضاء من خلال التسلل إلى محافظة مأرب عبر الجبال.

وأضافت أن نشاط هذه الجماعات يمتد عبر تلك المناطق، مشيرة إلى أن الضربة الأولى التي قيل إنها استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في منطقة المعجلة بمحافظة أبين «كانت خطأ»، أما الضربة الثانية التي استهدفت منطقة رفض في محافظة شبوة «فكانت موفقه فعلا، لأن الموقع، كان يوجد فيه عناصر»، و«كانت صحيحة».

وذكرت المصادر الخاصة أن المنطقة التي استهدفت في محافظة شبوة، أغلقت عقب القصف من قبل العناصر التي كانت تتمركز هناك، وأن المطلوب محمد أحمد الكلوي ومعه اثنان من قبيلة آل دغار وآخر من آل عبد الله من منطقة رفض، الذين قتلوا في عملية شبوة، سلمت جثثهم إلى السلطات اليمنية، وقالت المصادر إن الكلوي هو الذي كان ظهر على شاشات الفضائيات قبل أكثر من أسبوعين يهدد باستهداف أميركا.

كما كشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أنه وقبل يومين من عملية رفض التي نفذت في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2009م، شوهدت طائرات ترمي أكياسا بيضاء، وأن تلك «الطائرات حددت المربع الذي كانوا يستهدفونه الذي توجد فيه عناصر تنظيم القاعدة»، وأنه قبل الضربة بيومين أيضا، وبحسب شهود عيان فإن «طائرات من دون طيار شوهدت في المنطقة وهي تطلق أشعة خضراء، وهذا يعني أنها كانت تصور»، مشيرين إلى أنه وقبل الضربة بيوم واحد قامت طائرة «ميغ» بقصف أحد الجبال وأن هذا «لا بد من أن يجعل تنظيم القاعدة يدرك أن هناك ضربة موسعة موشكة تستهدفه. هل هم أغبياء إلى هذه الدرجة ؟».

وعن حجم وجود تنظيم القاعدة في محافظة شبوة، تقول المصادر، إنه موجود ليس من اليوم، وأضافت أن «الناس في المنطقة يعرفون مكان هذه الجماعات»، وأنهم عادوا قبل ثلاثة أشهر إلى تلك المعسكرات في محافظة شبوة، وهي: «معسكر في مديرية حطيط، وآخر في مديرية الصعيد، والثالث في مديرية حبان» وهي، بحسب المعلومات، معسكرات «معروفة أنها لتنظيم القاعدة»، وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن عناصر «القاعدة» في شبوة قاموا في الآونة الأخيرة بـ«استقطاب كثير من الشباب» وأنهم «يدفعون لهم مبالغ مالية بعملات أجنبية»، ولديهم «سيارات جديدة»، مشددة على أن منطقة جبال الكور، بين محافظتي شبوة وأبين، «منطقة وعرة ويصعب الصعود إليها».