بارزاني يؤكد «متانة» العلاقة مع طالباني.. والالتزام بالتحالف بين الحزبين الكرديين

ردا على تقارير تحدثت عن تقارب رئيس الإقليم بحركة المعارضة.. وقيادي في «الاتحاد» لـ «الشرق الأوسط»: لسنا قلقين

TT

أكد مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، متانة العلاقات مع الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، واستمرار العمل بالاتفاق الاستراتيجي الذي أبرمه الحزبان.

وجاءت تصريحات بارزاني في الوقت الذي أخذت فيه وسائل إعلام كردية بالتحدث أخيرا عن تدهور العلاقات بين الزعيمين الكرديين بارزاني وطالباني، وعن تقارب بين الأول والسياسي الكردي نوشيروان مصطفى النائب السابق لطالباني والذي قاد لاحقا حركة المعارضة في الإقليم. وأصدر بارزاني بيانا صحافيا ردا على الأنباء التي تحدثت عن وجود تقارب بينه وبين حركة التغيير التي يقودها نوشيروان مصطفى، أكد فيه حسن العلاقات مع الاتحاد الوطني الكردستاني وطالباني.

وقال بارزاني في البيان «ألاحظ منذ فترة أن عددا من وسائل الإعلام تثير الشكوك في تقاريرها وكتاباتها عن العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامته) والاتحاد الوطني الكردستاني والاتفاق الاستراتيجي بينهما، أو عن العلاقات بيني وبين السيد جلال طالباني»، وأضاف «أؤكد هنا أن العلاقات بين البارتي (الحزب الديمقراطي) والاتحاد في حالة جيدة جدا، وأن الجانبين ملتزمان بكل نقاط الاتفاق الاستراتيجي، كما أن العلاقة الشخصية بيني وبين السيد جلال طالباني علاقة أخوية وقوية وتصب في مصلحة وفائدة إقليم كردستان». وكان الحزبان قد أبرما اتفاقا استراتيجيا تقاسما فيه المناصب والصلاحيات في الإقليم.

وقال بارزاني «أدعو وسائل الإعلام تلك، أن تكون في مستوى المسؤولية التاريخية، وأن لا تفتعل الشرخ والهوة بين المكونات السياسية في إقليم كردستان، لأن ذلك لا يخدم مصلحة الإقليم، وبدلا عن هذا فلتنشغل في أمور إبداعية وتقديم المقترحات البناءة إلى القوى والأطراف السياسية وحكومة إقليم كردستان، وبما يخدم مصلحة الإقليم العليا وجماهيره».

وشهدت الآونة الأخيرة حربا إعلامية بين طالباني ونائبه السابق نوشيروان مصطفى، وتدخل بارزاني لتهدئة الأزمة بين الطرفين داعيا إلى وقف السجالات الإعلامية. ويشكل نوشيروان مصطفى ثقلا في محافظة السليمانية، معقل الرئيس العراقي، إثر حصوله على 25 مقعدا في برلمان إقليم كردستان من أصل 111 مقعدا. وقال فريد أسسرد، عضو في اللجنة القيادية للاتحاد الوطني، حول المخاوف التي قد تشعر بها قيادة حزب طالباني من تقارب بارزاني ونوشيروان مصطفى، إن «أي تقارب بين بارزاني وحركة التغيير يندرج في إطار العلاقات الحزبية بين حزبين سياسيين، إلى جانب أن بارزاني باعتباره رئيسا لإقليم كردستان من حقه أن يلتقي بمواطني الإقليم وقواه السياسية، لأنه يمثل الشعب الكردستاني».

وأضاف أسسرد، الذي يدير مؤسسة للبحوث والدراسات الاستراتيجية في السليمانية، أنه «قبل فترة نشرت بعض الصحف المحلية خبرا عن لقاء أجري بين رئيس الإقليم وأحد القيادات العسكرية ضمن قائمة التغيير، وذكرت أن الحركة حصلت على دعم من بارزاني»، وأضاف قائلا «ولكن حزب بارزاني رد على هذه الأنباء الصحافية باعتبارها أمرا عاديا، لأن رئيس الإقليم من حقه أن يلتقي بأي جهة سياسية أو بأي مواطن في الإقليم، ونحن بدورنا نعتبر ذلك اللقاء أمرا عاديا، لأننا على ثقة مؤكدة بأن بارزاني لن يفرط بعلاقاته وتحالفه الاستراتيجي العميق مع الاتحاد الوطني بعلاقة مع أطراف سياسية معادية له». وتابع القيادي: «بارزاني كرئيس للإقليم وللحزب أيضا من حقه الالتقاء بممثلي الحركات السياسية في كردستان، وحركة التغيير بدورها حركة سياسية وقانونية ولها تمثيل داخل البرلمان الكردستاني، عليه، فإن أي لقاء بين بارزاني وقادة الحركة يعتبر أمرا طبيعيا».

وأشار القيادي الكردي أن «الاتحاد الوطني لا يشعر بالقلق من وجود أي تقارب بين بارزاني وحزبه وبين حركة التغيير، كما تتكهن بذلك وسائل الإعلام المحلية، لأن العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين الاتحاد والديمقراطي أقوى وأعمق من أن تتأثر بذلك، فلدينا مصالح كثيرة، ولدينا تحالفات مصيرية انتخابية وسياسية، ولدينا قواسم مشتركة تشمل العملية السياسية في العراق، وتحالفاتنا مع القوى العراقية السياسية، ولذلك نعتقد بأن السيد بارزاني وحزبه ليسوا على استعداد للمس بهذا التحالف أو التضحية به لأجل الآخرين»، غير أنه أضاف «مع كل ذلك، فإن الاتحاد الوطني لا يستطيع التدخل في رسم ملامح علاقات الحزب الديمقراطي بالأحزاب الأخرى، فهو حر في تحديد علاقاته الحزبية مع الآخرين»، واستطرد قائلا «كما أن أي علاقة للسيد بارزاني وحزبه لن تؤثر على التحالف الانتخابي بيننا، فهذا التحالف أصبح أمره محسوما، قد تكون هناك منافسة داخل القائمة الكردستانية، أو ضمن العملية الانتخابية، ولكن نتائج الانتخابات هي التي تحدد نوع التحالفات السياسية القادمة».

وثمن القيادي الكردي جهود بارزاني في تهدئة الموقف، وقال إن «الحملات الإعلامية المتبادلة بين الاتحاد والحركة كانت تنذر بوقوع مصادمات غير محمودة، خصوصا أننا رأينا أثناء الحملة الانتخابية السابقة للبرلمان الكردستاني حدة المواجهات وانتقالها إلى الشارع الكردي، وخشية من تكرار هذه المواجهات، خصوصا أن الحملة القادمة للانتخابات التشريعية العراقية ستكون أشد وطأة، ولذلك فإن تدخل السيد بارزاني لتهدئة الموقف كان تدخلا مقبولا ومنتظرا منه كرئيس للإقليم، ونحن نثمن هذا الموقف منه، حيث إنه نجح فعلا في وقف المواجهات الإعلامية».