فتح تستبق نتائج التحركات العربية وترفض المفاوضات من دون وقف للاستيطان

هاجمت القرضاوي وما سمته بـ«قواه الظلامية».. واتهمت حماس باستفزاز مصر

TT

أبدت حركة فتح تشددا في موضوع العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، ولم تنتظر الحركة نتائج التحركات العربية والدولية. وقالت اللجنة المركزية للحركة بعد اجتماع بحضور الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إن «وقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس هو المدخل الوحيد لاستئناف المفاوضات وفقا للالتزامات التي تنص عليها خطة خارطة الطريق».

وقطعت فتح الطريق على الداعين لاستئناف المفاوضات تحت مظلة الضمانات الأميركية، وأضافت «المركزية»، التي ثمنت التحركات العربية والدولية، أن «العودة للمفاوضات، ستكون وفق المرجعيات ومن النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر (كانون الأول) 2008» وأكدت المركزية دعمها لمواقف أبو مازن ومنظمة التحرير «المتمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة استنادا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى تحقيق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

ويبدو موقف فتح غير مفاجئ، خاصة أن الجانب الإسرائيلي لم يغير في مواقفه المعلنة شيئا، وفوق ذلك ترى فتح أنها اكتسبت كثيرا من المصداقية والجماهيرية بموقفها الرافض العودة إلى المفاوضات. واعتبرت فتح أن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في القدس، من استيطان مكثف ومصادرة أراض وهدم للمنازل وتهجير للمواطنين الفلسطينيين، هو «انتهاك سافر للقانون الدولي، وهو غير قانوني وغير شرعي وباطل».

وأدانت اللجنة حملة التحريض ضد أبو مازن والقيادة الفلسطينية، وساوت بين الحملة التي تشنها إسرائيل والتي يشنها الشيخ يوسف القرضاوي، وقالت إن «أهداف هذه الحملة، مكشوفة، سواء تلك التي تأتي من إسرائيل أو تلك التي تأتي من القرضاوي وقواه الظلامية. وإن هذه الحملة لن تنجح في كسر إرادة شعبنا وإرادة قيادته الوطنية المتمسكة بأهداف شعبها الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة». وكان عباس قد اتهم القرضاوي بأنه طالب برجمه في مكة بسبب موقفه من تقرير غولدستون. وقال في لقائه مع صحافيين قطريين الأسبوع الماضي: «خرج الشيخ القرضاوي، وقال إن الجرم الذي ارتكبه محمود عباس يستحق عليه الرجم في مكة.. ولكن يا أخي أنت رجل فقيه، والله سبحانه وتعالى يقول: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ...» إلى آخر الآية.. أي إنه يجب عليك أن تتأكد وتتحقق.. أما وقد تحقق، فلماذا لم يعد عن فتواه؟ خاصة أن الفتوى لا تزال قائمة.. يريد أن يرجمني الأخ في مكة». ورد القرضاوي في خطبة الجمعة الماضية، قائلا إنه ليس له عداوة مع عباس، ولكن «إذا ثبت أنه حرض الإسرائيليين على ضرب غزة، فإنه لا يستحق الإعدام فقط، بل يستحق الرجم، فهل ينكر أحد أن من يخون قومه ويدعو عدوه إلى ضرب قومه، لا يكفي الإعدام في حقه بل يجب أن يرجم، كما رجم العرب قبر أبي رغال، الذي دل أبرهة الحبشي على طريق مكة لهدم الكعبة الشريفة». وفي موضوع آخر، توقفت اللجنة المركزية عند ما وصفته «بالاستفزازات الخطيرة التي تقوم بها حركة حماس عند الحدود بقطاع غزة مع مصر»، وأدانت بشدة «الممارسات الخطيرة التي تقوم بها حماس ضد الأشقاء المصريين» وقالت إن «هذه الممارسات تلحق أفدح الأضرار بالمصالح الوطنية الفلسطينية وبالعلاقات الأخوية والاستراتيجية مع مصر». واتهمت فتح حماس بممارسة جرائم ضد قيادتها وكوادرها في القطاع، وآخرها «اختطافها عددا والتنكيل بهم بطريقة تتنافى مع تقاليد وأخلاقنا وديننا الحنيف».

واعتبرت فتح استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة جريمة حرب تمارس «سلطة الاحتلال الإسرائيلي من خلالها، أبشع صور العقاب الجماعي الذي يحرمه القانون الدولي». ودعت المجتمع الدولي لممارسة كل أشكال الضغط على الحكومة الإسرائيلية «بهدف وقف هذا الحصار وإنهاء معاناة شعبنا الصامد في القطاع.»