توتر بين السلفيين والجهاد في غزة

TT

شهد قطاع غزة توترا بين الجماعات السلفية وحركة الجهاد الإسلامي، لأول مرة، بعدما تركز هذا التوتر خلال الشهور السابقة مع حركة حماس، والسبب هو تبني قتلى الغارة الإسرائيلية الأخيرة مساء يوم الأحد الماضي.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التوتر نشب بعدما حاول العشرات من عناصر الجماعات السلفية الجهادية صباح أول من أمس السيطرة على مواكب تشييع النشطاء الـ3 الذين تبنت 2 منهم سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد.

وأضافت المصادر أن العشرات من مسلحي السلفية الجهادية، ظهروا فجأة وشاركوا في مواكب الضحايا، وتمكنوا من وضع الراية الخاصة بهم على جثمان أحدهم قبل نقله لمنزله مما أثار عناصر الجهاد الإسلامي الذين أزالوا الراية الأولى ولفوا الجثمان برايتهم، وهو ما خلق توترات غير مسبوقة كادت تتحول إلى اشتباك.

أما أشد هذه التوترات فوقعت في المساجد التي أديت فيها صلاة الجنازة، وتعمد السلفيون الحضور بشكل لافت إلى النصيرات وسط غزة في مسجد «الشهيد فتحي الشقاقي» الأمين العام للجهاد الذي اغتالته إسرائيل عام 1995، ووصل العشرات منهم بالزي الباكستاني واللحى الطويلة، وحاولوا السيطرة على خط سير الجنازة وطلبوا عدم رفع أي رايات أو تشغيل الإذاعة أثناء التشييع، الأمر الذي كاد يفجر أزمة كبيرة، وقال أحد عناصر «جلجلت» إحدى الجماعات السلفية في الجنازة «إن مسيرة الجهاد مستمرة رغم ظلم العدو والقريب». وزعم قيادي سلفي في غزة أن الناشطين الذين اغتالتهم إسرائيل جميعهم من عناصرها، ونعت التشكيلات العسكرية السلفية (جيش الأمة - جند أنصار الله - أنصار السنة) القتلى الثلاثة، وقالت إنهم اغتيلوا وهم يطلقون قذائف هاون على المواقع الحدودية الإسرائيلية.

وجاء هذا النعي بعدما تبنت سرايا القدس اثنين من الضحايا، وتبنت حماس الثالث، وقال أبو حمزة المقدسي، أحد القيادات السلفية، إن الجماعات لديها وثائق تشمل صور وفيديوهات وهم يطلقون قذائف صاروخية وينفذون عمليات إطلاق نار باتجاه المواقع الإسرائيلية.

واتهم المقدسي حماس بشن «حملة تستهدف منع السلفيين من إطلاق الصواريخ ومهاجمة المواقع الإسرائيلية»، وأضاف «لقد تعرضوا كثيرا لعمليات ملاحقة، وبعد مجزرة مسجد ابن تيمية اعتقل الشهيد حسن القطراوي وأفرج عنه خلال الإفراجات التي أعلنتها حكومة حماس في غزة مؤخرا»، حيث يعد القطراوي الذي تبنته السرايا، بحسب المقدسي، أحد مرافقي أبو النور المقدسي الذي أعلن إمارة إسلامية وقتلته حماس في أحداث رفح.

ويعتبر هذا الظهور القوي للجماعات السلفية أول ظهور من نوعه منذ نجاح مجموعة من قيادات هذا التيار في الهرب من سجون تابعة لحماس، وأبرزهم محمود طالب.