اشتباكات بسبب نزاع على مسجد بين «حركة الجهاد» وعائلة فلسطينية في مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت

أسفرت عن إصابة شخصين بجروح طفيفة

TT

لم يسلم مسجد «الفرقان» في مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت من النزاع الفلسطيني - الفلسطيني، فقد شهد محيط المسجد الذي يقع عند مدخل المخيم على الطريق الممتد من مطار بيروت الدولي إلى الضاحية الجنوبية، اشتباكات بين «حركة الجهاد الإسلامي» وأفراد من عائلة الأشوح، فجر أمس، أسفرت عن إصابة شخصين بجروح طفيفة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن التوتر الذي سبب الاشتباكات يعود إلى نحو أسبوعين، وذلك على خلفية رغبة «حركة الجهاد» في السيطرة على المسجد الذي بُني حديثا بأموال كانت قد جمعتها الحركة من التبرعات، وإبعاد غسان الأشوح، ومصادرة مسؤولياته بعد أن كان يديره انطلاقا من تراث العائلة في تولي رجال دين منها هذه المهمة، لا سيما أن المسجد بُني في محيط إقامة العائلة. وكانت المواجهات قد بدأت بنزاعات تفاقمت، وأدت إلى إقدام أفراد من عائلة الأشوح في منطقة جورة التراشحة (نسبة إلى اللاجئين من أهالي بلدة ترشيحا في فلسطين المحتلة) حيث يقيم عدد كبير منهم، على إحراق مكاتب تابعة لحركة الجهاد ومصادرتها. ولحسم المسألة عمد مسلحون مقنَّعون تابعون للحركة فجر أمس إلى الهجوم على المسجد وتطويقه وإطلاق النار ليُحكِموا السيطرة عليه، مما دفع المصلين إلى الهرب إلى مسجد صغير داخل المخيم ومعهم إمام مسجد الفرقان.

وبينما هدأ التوتر على جبهة محيط جامع الفرقان، انتقلت الإشكالات إلى جورة التراشحة، ليتبيّن أن أبناء عائلة الأشوح الذين خسروا موقعهم في جامع الفرقان، عادوا وهاجموا مكتبا للجهاد الإسلامي في الجورة. إلا أن الحركة أعادت سيطرتها على الوضع لتنتهي الإشكالات بعد نجاحها في وضع يدها على المسجد، ومن ثم استعادة مكاتبها.

وفي حين أوردت إحدى المحطات التلفزيونية أن معلومات تفيد عن وجود مستودع أسلحة تحت مسجد «الفرقان»، وأشارت إلى أن هذا المخزن هو سبب الاشتباكات، أكد أكثر من مصدر وأكثر من ناشط في مخيم برج البراجنة أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، خصوصا أن المخيم يقع على الطريق العام، الأمر الذي يجعل استخدام مخزن للأسلحة تحته أمرا غير عملي وغير منطقي، في حين يمكن إخفاء الأسلحة أينما كان داخل المخيم.

ويقول حسن نصار، أحد سكان المخيم، لـ«الشرق الأوسط» إن «المسألة لا تتجاوز الهيمنة بين أطراف يعتقد كل منهم أنه أحق من الآخر بإدارة المسجد. فالحركة هي التي جمعت التبرعات. وتركت آل الأشوح يديرونه فترة من الزمن، إلا أنها اكتشفت أن هناك سوء أمانة في استخدام الأموال الخاصة بصندوق الجامع، إضافة إلى وجود رغبة في استغلال المساحات المرفقة به لدواعٍ تجارية تتعلق بعمل من يديره».

ونفى نصار ما تردد عن أن «الوضع الأمني في مخيم برج البراجنة متوتر». وقال: «قياسا بباقي المخيمات يُعتبر برج البراجنة مخيما هادئا، ومضبوطة أوضاعه الأمنية. وأي مشكلة تنشب بين أفراده يتم حلها بسرعة حتى لا تتطور. وغالبية الحوادث القليلة أصلا فردية. كما أنه لا توجد حركات أصولية متطرفة في المخيم، كما هي الحال في مخيم عين الحلوة مثلا أو غيره».

وأضاف: «هناك لجنة أمنية تضبط الأمن، وتنسق مع حزب الله، إلا أن الحزب لا يتدخل في شؤون المخيم، لكنه يحرص على متابعة أي حادثة تقع في محيطه ليعمل على الإسهام في حلها».