بكين تستعمل لغة متحفظة حول نزاع الصحراء رغبة منها في تعزيز علاقات الشراكة مع الرباط والجزائر

توقيع اتفاقية تمنح الصين «وضعية اقتصاد السوق» في المغرب

وزير خارجية الصين في حديث باسم مع نظيره المغربي ، وبدا في الوسط محمد أوزين ، الوزير في وزارة الخارجية المغربية ( تصوير :عبد اللطيف الصيباري )
TT

استعمل يانغ جيتشي، وزير خارجية الصين، لغة دبلوماسية متحفظة بشأن موقف بلاده من نزاع الصحراء. وقال الليلة قبل الماضية في الرباط «إنها مشكلة تاريخية، ونعلم أن المغرب يوليها أهمية قصوى، ونتمنى أن تعمل الأطراف المعنية بمرونة، وتتجاوز خلافاتها للتوصل لحل عادل ودائم ومقبول يرضي جميع الأطراف طبقا لقرارات الأمم المتحدة، ويضمن مصالح شعوب المنطقة، ويساهم في تحقيق ازدهارها».

وزاد قائلا: «الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن مهتمة بحل هذا النزاع الذي يعد من مخلفات التاريخ».

يشار إلى أن المسؤول الصيني استعمل لغة مماثلة عند زيارته الجزائر قبل أن يصل إلى الرباط، حيث تأمل بكين في تعزيز علاقة الشراكة مع البلدين.

وقال جيتشي، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي عقب محادثات أجراها مع الطيب الفاسي الفهري، وزير خارجية المغرب، إن زيارته للمغرب تأتي في إطار تعزيز العلاقات والشراكة مع المغرب من أجل المساهمة في تحقيق تقدم الشعبين الصيني والمغربي. ونوه جيتشي باهتمام العاهل المغربي الملك محمد السادس بتطوير العلاقات بين البلدين. وقال إن زيارات العاهل المغربي للصين ساهمت في توطيد هذه العلاقات. وأشاد أيضا بمواقف المغرب إزاء وحدة تراب الصين الشعبية. وأضاف جيتشي أن الطرفين قررا تعميق التعاون بينهما على المستوى السياسي الاقتصادي والاجتماعي والتجاري والتكنولوجي. وأشاد جيتشي بمساهمة المغرب في القضايا الدولية، ودوره في مجموعة منها. وقال إنه يتمتع باستقرار سياسي تحت قيادة العاهل المغربي.

وأكد الوزير الصيني على اهتمام بلاده منذ مدة طويلة بإقامة شراكات مع الدول الأفريقية، وهو ما يفسر انفتاحها وعقدها لعدد من الاتفاقيات مع دول القارة السمراء. وأضاف: «بلغت قيمة القروض التي منحتها الصين لدول أفريقية 10 ملايين يورو». وزاد قائلا: «في هذا الإطار عرف التعاون الصيني مع المغرب منذ 2007 تطورا خاصة في المجال التكنولوجي».

واعترفت الحكومة المغربية رسميا عبر اتفاقية وقعت بين الجانبين «بوضعية اقتصاد السوق» للصين في المغرب.

وقال جيتشي، الذي يقوم بزيارة عمل لمجموعة من الدول الأفريقية، إن بلاده قررت تقديم منحة لدعم الأكاديمية الدبلوماسية المغربية التي هي قيد الإنشاء حاليا بقيمة مليون ونصف يوان (نحو 220 ألف دولار).

وقال إن الصين تعمل على الرفع من المبادلات التجارية، وتسعى للمساهمة في تمكين الصينيين من الحصول على المنتوجات المغربية التي تستجيب لاحتياجاتهم من خلال تشجيع دخولها إلى السوق الصينية. وزاد قائلا: «صحيح أننا نتوفر على شراكة تجارية مهمة، لكنها تحتاج إلى توسيع وديناميكية».

وأكد الطرفان متانة العلاقات بين الصين والمغرب، وسعي كل منهما على العمل معا من أجل تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين البلدين على مستوى جميع المجالات.

وقال الفاسي إن الطرفين اتفقا على إنشاء مكتب مشترك للسياحة ودراسة سبل تطوير الاستثمارات الصينية في المغرب. وفي هذا السياق، قال جيتشي إن الصين تعطي أهمية كبيرة للقطاع السياحي في مجال التعاون مع المغرب وتشجع الصينيين على زيارة المغرب. وأضاف أن هذا الأخير يشكل سوقا مهمة للاستثمار بالنسبة للصينيين، حيث قال إن الصين تشجع قطاع المقاولات فيها على الاستثمار في المغرب، خاصة في مجال الصيد والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية. وأضاف قائلا: «نولي أهمية كبرى للمكانة الاستراتيجية المهمة التي يحتلها المغرب».