نيجيريا: مظاهرات ونقاش برلماني بشأن غياب الرئيس العليل

عمر يارادوا من مشفاه: أتماثل للشفاء وأتمنى العودة قريبا

نيجيريون قلقون على صحة الرئيس عمر يارادوا تظاهروا قرب البرلمان في أبوجا أمس بعد أول حديث له من المستشفى الذي يعالج فيه في السعودية (أ.ب)
TT

تظاهر مئات النيجيريين القلقين على صحة الرئيس عمر يارادوا الذي يخضع للعلاج في مستشفى بالمملكة العربية السعودية منذ أسابيع، أمس، بعد أن أدلى الرئيس العليل بأول تصريح علني له وقال فيه إنه يتماثل للشفاء.

وسببت الشكوك حول حالة يارادوا الصحية واحتفاظه بجميع الصلاحيات رغم صمته حالة من الاضطراب المتزايد في البلاد التي تضم 140 مليون نسمة وأبطأت من الإجراءات الرسمية وعرضت للخطر معاهدة في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن المئات تظاهروا أمام مقر البرلمان، حيث كان مقررا أن يناقش المشرعون أمس الغياب الطويل للرئيس. ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها «عمر أين أنت؟». وجاء هذا بعد أن ذكر يارادوا، 58 سنة، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عبر الهاتف: «في الوقت الحالي أتناول العلاج وإنني أتحسن مع العلاج. أرجو أن يحدث في القريب العاجل تقدم ملموس يسمح لي بالعودة إلى الوطن». وأضاف قائلا «أرجو في هذه المرحلة أن أشكر كل النيجيريين على دعواتهم من أجل شفائي ومن أجل الأمة». وكان يارادوا يتحدث بصوت واهن ولم يقدم إشارة واضحة حول موعد عودته لبلاده.

وأدى رفض يارادوا نقل سلطاته إلى نائب الرئيس جودلاك جوناثان إلى قيام نقابة المحامين النيجيرية برفع دعوى قضائية تقول إن الرئيس ينتهك الدستور فضلا عما سببه ذلك من حالة قلق متزايد. وقاد الكاتب النيجيري وولي سوينكا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، مسيرة لقيادات دينية وسياسيين معارضين نحو البرلمان للمطالبة بقرار يطالب بإصدار بيان بشأن حالة يارادوا الصحية. وقال سوينكا للمئات من المحتجين الذين كانوا يرتدون قمصانا بيضاء «أبلغنا أن شيئا لم يتوقف. كيف يمكن لأشخاص أن يبلغونا مثل هذه الكذبة». وتابع «الإصلاح الانتخابي والإصلاح الدستوري توقفا».

وفيما عاد البرلمان من عطلته أمس وشرع في مناقشة موضوع الغياب الطويل للرئيس، أقر المشرعون قرارات تطالب بمزيد من التوضيح حول الحالة الصحية ليارادوا. وكان ضمن اقتراحاتهم توجه وفد إلى السعودية للوقوف على الحالة الصحية للرئيس. وقال منتقدون إن الإجراءات التي أقدم عليها البرلمان كانت دون مطالب المحتجين التي من غير المرجح أن تلبى، لأن الحزب الديمقراطي الشعبي الذي يتزعمه يارادوا يسيطر على مجلسي البرلمان. وقال فيمي بايابياميلا، وهو من زعماء حزب مؤتمر العمل المعارض: «نصرّ ونعتقد أنه يتعين على الرئيس أن يبعث بخطاب إلى مجلس النواب كي يؤدي نائب الرئيس اليمين كقائم بأعمال الرئيس».

ويعتقد أن نقل السلطة من يارادوا، وهو مسلم من الشمال، إلى جوناثان وهو من الجنوب الذي تسكنه أغلبية مسيحية، سيكون موضوعا شديد الحساسية في البلاد، حيث تحافظ الجماعات المتصارعة على توازن دقيق منذ العودة إلى الحكم المدني. وقال جونجون أوييتفي، وهو ناشط بارز ورئيس سابق لجمعية حقوقية تدعى «مجلس شباب أيوا»، إن «تولي نائب الرئيس المسؤولية في حالة عجز الرئيس حق دستوري. يفعلون ذلك لأنه من دلتا النيجر. لو كان من الشمال ما كان الأمر ليصبح هكذا». وحذر محللون من احتمال تأثر قضايا مهمة في البلاد في حال طالت مدة غياب الرئيس يارادوا. وقال أيوديلي طومسون المدير التنفيذي بمبادرة تحليل السياسة العامة ومقرها لاغوس: «لغياب الرئيس تداعيات واسعة على السياسة العامة بالنسبة لنيجيريا في ما يتعلق بالتنمية وفي ما يتعلق بالعدالة. نمط الحكم لدينا يتمحور حول الرئيس». ويهدد غياب يارادوا بإخراج برنامج عفو عام يحظى بتأييد واسع النطاق حقق هدوءا نسبيا في دلتا النيجر بعد أن سلم آلاف المتمردين أسلحتهم مقابل الرأفة وراتب شهر وفرص في التعليم والعمل.

وكان مقررا أن يقرر قادة تمرد سابقون ونشطاء محليون أمس بعد اجتماع دام ثلاثة أيام ما إذا كانوا سيستمرون في برنامج العفو الذي تعثر منذئذ. وقال المتحدث باسم يارادوا أول من أمس إن الرئيس «في كامل وعيه» وإن صحته تتحسن. لكن العديد من النيجيريين لديهم الحد الأدنى من القناعة بالتأكيدات الحكومية. وذكرت تقارير إعلامية محلية أخيرا أن حالته الصحية ازدادت سوءا.

وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية نيجيرية إن مسلحين مجهولين اختطفوا ثلاثة عمال بريطانيين وآخر كولومبيًا أمس في هجوم على قافلتهم بالقرب من بلدة بورت هاركورت المركز النفطي في البلاد. وقتل ضابط أمن نيجيري في الحادث الذي وقع في وقت مبكر أمس فيما كان الأجانب في طريقهم للعمل. ولم تعلن أي جهة المسؤولية. وتنتشر حوادث الخطف بهدف الحصول على فدية في دلتا النيجر المنتجة للنفط، إذ يعلن عن مئات الحوادث سنويا، ويفرج عادة عن الضحايا سالمين بعد يومين.