خزّان تحلية بوادي قوز يعيد أعمال الدفاع المدني في البحيرات للصفر

تم تسريب مياهه مساء أثناء القيام بصيانته

جانب من المياه التي تشكلت نتيجة الأمطار التي هطلت على منطقة تبوك هذا الأسبوع. («الشرق الأوسط»)
TT

أعاد خزان تابع للتحلية في وادي قوز يوم أمس في جدة أعمال الدفاع المدني إلى الصفر، بعد أن تم تسريب مياهه المحلاة للوادي على خلفية عمليات صيانة فيه، الأمر الذي تسبب في إعادة امتلاء إحدى البحيرات التي أوشكت فرق العمل على الانتهاء من تجفيفها.

وأوضح العميد عبد الله الجداوي مدير عام الدفاع المدني في جدة لـ«الشرق الأوسط»، أن البحيرة رقم 2 الواقعة شرق بحيرة الصواعد عاودت الامتلاء نتيجة تجمع مياه الخزان المحلاة بها، إذ بلغ ارتفاع منسوبها المائي نحو مترين بعد أن كان 10 سنتيمترات.

وقال في حديث خص به «الشرق الأوسط»: «تمت مخاطبة الجهة المعنية وصدور توجيه من الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة حول ضرورة وجود تنسيق بين الجهات، إلى جانب المطالبة بمشاركة التحلية في أعمال سحب المياه من البحيرة»، لافتا إلى أن تلك المشاركة ستبدأ غدا.

ونتيجة لعدم تحقيق عمليات سحب المياه بواسطة الصهاريج للنتائج المرجوة، أشار مدير عام الدفاع المدني في جدة إلى أنه تم إنشاء قناة يبلغ طولها نحو 200 متر من البحيرة رقم 2 إلى منطقة مكشوفة بهدف بدء تصريف مياهها ابتداء من غد.

وأضاف: أن «تلك المنطقة معروفة وتم الانتهاء من تمشيطها، إضافة إلى أننا أنشأنا بعض العقوم بهدف استخدامها في تصريف مياه البحيرة التي يتجاوز طولها 100 متر، عدا عن عدم وجود عرض منتظم لها نتيجة تعرجات أطرافها»، مؤكدا أن الثماني بحيرات كانت سببا في زيادة ضغط العمل على الدفاع المدني.

وفي سياق متصل، ينتظر ملاك ما يزيد عن 11.7 ألف عقار و10.9 ألف مركبة تضررت جراء كارثة جدة بدء مرحلة صرف الجهات المعنية للتعويضات عن تلك الأضرار، التي ستبدأ خلال الأسبوع القادم.

وبالعودة إلى العميد عبد الله الجداوي، فقد أبان بأن اللجان الفنية القائمة بالكشف على المساكن ستنتهي من أعمالها يوم الاثنين المقبل كحد أقصى، لتتضح بعد ذلك ملامح صرف التعويضات من قبل وزارة المالية، مؤكدا أن الدفاع المدني بدأ في رفع التقارير إلى الوزارة.

من جانبها، أنهت اللجان الفنية للكشف عن المساكن وقوفها على ما يقارب 2.2 ألف مسكن من بينها 1.7 ألف مسكن صالحة للسكن و518 مسكنا متضررة، إلى جانب انتهاء لجان تقدير الأضرار من تقدير ما يزيد عن 8 آلاف عقار.

إلى ذلك، أوقفت إدارة الدفاع المدني في منطقة تبوك عملياتها للبحث والإنقاذ بعد أن بدأت الأوضاع في عودتها إلى حالتها الطبيعية، وذلك بحسب ما أعلن عنه لـ«الشرق الأوسط» اللواء سليمان الحويطي مدير عام الدفاع المدني في تبوك.

وقال خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «توقفت عمليات البحث والإنقاذ منذ أول من أمس، غير أن دوريات السلامة وفرق الإنقاذ ما زالت موزعة في المواقع تحسبا لحدوث أي طارئ».

وأشار إلى أن جميع قوات الدفاع المدني في السعودية واقعة تحت تصرف الإدارة بمنطقة تبوك، إلى جانب وجود دعم من مستودعات مخزون الحج، مبينا أن المراقبة وجاهزية تلقي البلاغات هما أبرز ما تعمل عليهما فرق الدفاع المدني حاليا في المنطقة.

وحول عودة الأسر التي تم إخلاؤها منذ يومين أفاد مدير عام الدفاع المدني في منطقة تبوك بأنها ستعود خلال فترة وجيزة بعد الانتهاء من تجهيز منازلها، موضحا في الوقت نفسه أن تلك المنازل لم تشهد أي انهيارات بقدر ما تعرضت إلى دخول مياه الأمطار عليها، بحسب قوله.

من جهته أعلن لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة عن مشاركة نحو 20 فرقة إنقاذ تابعة لمخزون الحج في أحداث منطقة تبوك بعد الأمطار التي تعرضت لها مؤخرا.

وقال المصدر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «أثناء وقوع كارثة جدة شاركت فرق دعم تابعة للدفاع المدني من جميع المديريات، إلا أنها عادت إلى مناطقها بعد أمطار تبوك».

إلى ذلك، أكد الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك أن الإجراءات الاحترازية التي سبقت هطول الأمطار صباح يوم الاثنين الماضي كان لها الفضل بعد الله أولا وأخيرا في عدم تسجيل أي خسائر.

وامتدح جهود كافة الجهات الحكومية التي أدت مهامها بشكل فعال قبل وأثناء وبعد هطول الأمطار الغزيرة جدا التي عمت كافة أنحاء المنطقة دون استثناء.

وأشاد بالتفاعل السريع والتنسيق الإيجابي اللذين كانا سمة الجهود المشتركة بين هذه الجهات، على الرغم من شدة وغزارة الأمطار وسعة رقعتها.

ونفى أن تكون الأمطار التي هطلت على منطقة تبوك، قد خلفت أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وقال إنه بحمد الله لم تسجل أي وفيات أو إصابات أو حوادث غير عادية خلال ذلك، مطمئنا أن الدراسة كانت منتظمة بشكل طبيعي، إلا يوم هطول الأمطار.

ولفت أمير تبوك إلى أن شبكة الطرق لم تشهد أي انقطاع رئيسي يعيق حركة المرور والسفر، وقد تم التعامل الفوري مع أي أجزاء من الطرق تعرضت لأي أضرار جراء كثافة السيول.

وأبان الأمير فهد بن سلطان، أن شبكة الكهرباء قد عملت بكفاءة وتم إصلاح الانقطاعات المحدودة التي حصلت في بعض المحافظات في وقت قياسي بالنسبة لظروف مثل هذه الأحوال الجوية.

ووصف بشكل عام الأمور الحياتية بأنها تسير بصورة طبيعية لا سيما في ظروف مثل هذه الأمطار الغزيرة.

وأكد أن منطقة تبوك لم تشهد أضرارا خلال السيول التي اجتاحتها، خاصة وأن معظم مناطقها أشبه ما تكون صحراوية ومكشوفة على عكس مدينة جدة التي تتميز بكثافتها السكانية المرتفعة.

وفي سياق آخر بين لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في أمانة منطقة تبوك أن العمل قائم على تقرير يحوي صورا للأعمال في الميدان قبل وبعد إنجازها، وسيتم رفعه إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية بهدف مناقشته والاطلاع على ما قامت به الأمانة والبلديات الفرعية التابعة لها.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تعمل أمانة المنطقة على معالجة المياه والأتربة التي جرفتها السيول، إذ تم رفع جزء كبير منها، عدا عن تقسيم أعمال النظافة بين ثلاث شركات للمقاولات تسلمت أربع مناطق».

إلى ذلك توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة اليوم تأثر مناطق شمال وأجزاء من وسط وشرق السعودية بالعوالق الترابية والأتربة المثارة، التي قد تحد من مدى الرؤية الأفقية.

وأشارت إلى احتمالية ظهور تشكيلات من السحب على أجزاء من شمال شرقي ووسط السعودية في حين تكون ركامية رعدية مع فرصة لهطول أمطار على المرتفعات الجنوبية الغربية، وازدياد نسبة الرطوبة خلال الليل والصباح الباكر على شمال المملكة والمرتفعات الجنوبية الغربية مع فرصة لتكون الضباب.