«الشبط» في السعودية.. ما بين مرحب بطالعها وخائف من عواقبها

أمطار منطقة القصيم تستدعي استنفار بعض الأهالي لحماية ممتلكاتهم

بعض السيارات الحكومية تعطلت جراء السيول التي اجتاحت المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

بمجرد أن تبدأ طوالع «الشبط» وهو القسم الرابع من فصل الشتاء، في الظهور، ينقسم سكان منطقة القصيم شمال وسط السعودية ما بين مرحب بها يفكر في استغلال أمطارها، وآخر يطرح الأفكار ويعيد جمعها في محاولة للوصول إلى خطة لحماية ما يملك من ممتلكات. أهالي منطقة القصيم يذهبون في توقعاتهم خلال هذه الأيام، إلى وجود احتمالية كبيرة في ازدياد منسوب السيول، خلال الأيام المقبلة، نظرا لدخول موسم «الشبط» الذي تكثر فيه الأمطار الرعدية حيث كانت بداياتها حين نزلت الأمطار بكثافة خلال يوم أول من أمس على كافة مدن ومحافظات المنطقة.

وعلى عادتهم في كل موسم ممطر، ينقسم سكان القصيم لقسمين؛ الأول يستغل الأمطار للتنزه والبعض الآخر يفكر بحماية ما يملك من خطر الأمطار، إذ اعتاد القسم الأول تجهيز لوازم وأغراض الرحلات البرية، والاتجاه للبر للتنزه والاستمتاع بالأجواء الربيعية والأمطار، أما القسم الثاني فهو بعيد عن ذلك تماما، وذلك نظرا للحالة التي هو عليها وخاصة في بعض الأحياء التي تعاني من مشكلات تصريف للسيول، التي دفعت سكانها للخوف من هطول الأمطار خاصة مع تناقل أخبار وصور كارثة جدة الماضية وأخبار مدينة تبوك الأخيرة.

الصورة التي عرفت عن منطقة القصيم وأهاليها الذين ما إن تبدأ الأمطار بالتساقط حتى تراهم يتوزعون في متنزهات عدة مثل الطرفية وعسيلان في بريدة والعوشقية في عنيزة وأم حزم وغيرها من المناطق التي امتلأت بالمخيمات، تعطي انعكاسا آخر داخل بعض الأحياء تخوفا من تجدد المأساة السنوية التي تصادف السكان كل عام من غرق في منازلهم وحدوث مآس لهم منذ عدة سنوات.

محمد العلي، أحد سكان مدينة بريدة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مدينته وبعض المدن المجاورة لها في القصيم تعاني منذ عدة أعوام من خلل في البنية التحتية لتصريف السيول مما يجعلها مهددة بالخطر حال سقوط أمطار كثيفة، مؤكدا أن مدينته باتت على هذه الحال منذ سنين عدة دون أي تحرك من المسؤولين أو أمانة منطقة القصيم لإيجاد حلول مناسبة، حيث يعاني أهالي حي الإسكان ببريدة وحي مستشفى الملك فهد التخصصي وكذلك الأحياء التي تقع في منخفضات داخل المدينة، مثل أحياء المطار القديم والعجيبة والسادة، معاناة سنوية مع هطول الأمطار.

وأضاف العلي أن تضرر السكان من تصريف السيول جاء بسبب سوء التخطيط من قبل الجهات المسؤولة في عمليات الصرف وكذلك عمل الاحتياطات اللازمة لمواجهة خطر السيول والتي تكبد منها أهالي حي الإسكان خسائر كبيرة كما حدث العام الماضي، كون الحي يقع في مجرى واد ينخفض عن مستوى باقي الأحياء في المدينة والتي عانت سنين طويلة من التقصير والإهمال من صناع القرار بالمنطقة، رغم كل النداءات والمطالبات من المواطنين لإيجاد حلول لتلك المعضلة في الحي ولكن دون جدوى.

المواطن العلي يصف حالة السكان قائلا «سوء تصريف السيول جعل السكان يعيشون مع أصوات الرعد والبرق على أعصابهم من كل عام وخاصة هذا العام مع حدوث كارثة جدة التي كانت جرس إنذار بالنسبة لهم وللحي بالكامل مما جعل أغلبية أهالي الحي يعزمون على الرحيل عن الحي لأحياء أخرى، كون الجهات المختصة لم تتجاوب مع مطالبهم في إيجاد حل لهذه المشكلة».

وزاد «إن السكان لم يجدوا أي صدى لمقترحاتهم التي تم رفعها عن طريق المجلس البلدي بمدينة بريدة حيث قام بعض أعضاء المجلس بالوقوف معهم في مطالبهم مثل حمد السلمان، وعبد الرحمن الفراج، ولكن دون جدوى لإيجاد حلول لمشكلتهم التي تنتظر قرارات جريئة لحمايتهم.