غيتس يحث إسلام آباد على استئصال المتشددين

أنباء عن تراجع التمويل البريطاني لعمليات مكافحة الإرهاب في باكستان

TT

وصل روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي إلى باكستان أمس في زيارة لم يعلن عنها من قبل أملا في تعزيز العلاقات وإقناع إسلام آباد بالقضاء على كل المتشددين بمن فيهم فصائل حركة طالبان الأفغانية. وصرح غيتس للصحافيين في أول زيارة يقوم بها إلى باكستان منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه في العام الماضي، بأنه سيحاول أيضا إقناع باكستان بأن واشنطن تهدف لأن تكون حليفة لها للمدى الطويل. وشنت إسلام آباد حملة كبيرة ضد فصائل طالبان الباكستانية التي تهاجم الدولة لكنها قاومت الضغوط الأميركية لمهاجمة طالبان الأفغانية في الجيوب الحدودية لأنها لا تشن هجمات داخل باكستان بل تعبر الحدود لتقاتل القوات الأميركية داخل أفغانستان. وتقول باكستان إن جيشها محمل بمهمة قتال طالبان الباكستانية ولا يستطيع فتح عدة جبهات في الوقت نفسه. لكن محللين يرون أن باكستان تستخدم طالبان الأفغانية كأداة للتصدي للنفوذ المتزايد للهند غريمتها القديمة في أفغانستان وأيضا كحليفة محتملة إذا انسحبت القوات الأميركية من أفغانستان وتركت البلاد في حالة من الفوضى. وقال غيتس للصحافيين المرافقين له في طريقه قادما من الهند «ما آمل في التحدث عنه مع من سأتحاور معهم هو فكرة وحقيقة أنه لا يمكن تجاهل جزء واحد من هذا السرطان والتظاهر بأنه لن يكون له بعض التأثير القريب على البلاد». وقال غيتس في الهند، أول من أمس، إن نيودلهي ربما تفقد ضبط النفس الدبلوماسي الذي تتحلى به مع باكستان في حالة تكرار هجوم مماثل لهجمات مومباي، وإن المتشددين في المنطقة ربما يستغلون هذا لإشعال الحرب بين البلدين. وباكستان المسلحة بأسلحة نووية متحالفة مع الولايات المتحدة منذ سنوات لكن العلاقات توترت بمطالبة واشنطن المستمرة لإسلام آباد ببذل المزيد من الجهد لمنع المتشددين من عبور الحدود من منطقة البشتون القبلية الحدودية التي يغيب عنها القانون للقتال داخل أفغانستان. إلى ذلك تعرضت الحكومة البريطانية أمس لانتقادات بسبب أنباء عن تراجع تمويل البلاد لعمليات مكافحة الإرهاب في باكستان بصورة كبيرة، على خلفية تراجع قيمة الجنيه الإسترليني. وكشفت جلينيز كينوك، النائبة بمجلس اللوردات عن حزب العمال، أن وزارة الخارجية البريطانية تحاول التعامل مع التراجع الذي بلغ 110 ملايين جنيه استرليني (178 مليون دولار) في العام المالي 2009/2010، بسبب عدم استقرار سعر الجنيه أمام الدولار. وتسبب بيان النائبة أمام المجلس في حدوث ارتباك لرئيس الوزراء غوردن براون الذي أعلن أمس إجراءات إضافية لإحكام السيطرة على الحدود الباكستانية الأفغانية واصفا إياها بأنها «بوتقة للإرهاب».