«جيروزاليم بوست»: الدويك أبدى استعداد حماس لإلغاء ميثاقها والاعتراف بإسرائيل

رئيس المجلس التشريعي ينفي.. والبردويل يقول إن الحركة لا تدعو أصلا لإبادة الدولة العبرية

TT

أثارت تصريحات منسوبة لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك، حول استعداد حماس لتغيير ميثاقها، والاعتراف بإسرائيل، جدلا واسعا، اضطرت معه الحركة لنفي الأمر سريعا، حتى قبل أن يقول الدويك نفسه كلمته في الأمر.

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، عن الدويك قوله إن حماس اعترفت بحق إسرائيل في الوجود وستكون مستعدة لإلغاء ميثاقها الذي يدعو إلى إبادة دولة إسرائيل. وقالت الصحيفة إن الدويك، الذي أفرج عنه مؤخرا من الأسر الإسرائيلي، أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماعه في الخليل أول من أمس، مع الثري البريطاني ديفيد مارتن أبرامز، الذي يقيم علاقات طيبة مع مسؤولين إسرائيليين وبريطانيين كبار. وأضافت الصحيفة أن المسؤول الحمساوي أشار خلال الاجتماع إلى أن ميثاق حماس قد وضع قبل أكثر من عشرين عاما، وأن «لا أحد الآن يريد أن يلقي أحدا في البحر». كما أكد الدويك رغبة حماس في إجراء حوار مع المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي.

وحسب «جيروزاليم بوست»، فإنه من المقرر أن يلتقي أبرامز في نهاية هذا الأسبوع بوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لإبلاغه بنتائج مباحثاته مع الدويك ومسؤولين آخرين في حماس.

وسارعت حماس إلى نفي الخبر، فورا، وقال صلاح البردويل القيادي في الحركة، والناطق باسم كتلتها البرلمانية، في تصريح مكتوب، إن «ما نسب إلى رئيس المجلس التشريعي غير صحيح، وموقف الحركة من الاعتراف بالكيان واضح». وأضاف أن «كل الضغوط التي مورست على الحركة أو ابتزازها للاعتراف، فشلت ولن تنجح».

لكن البردويل أوضح أنه لا يوجد ضمن بنود ميثاق حماس، فقرة تشير إلى «إبادة إسرائيل»، وأضاف: «ميثاق حماس ينص على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يذكر إبادة إسرائيل». وتابع البردويل: «هنالك فرق شاسع بين أن نطالب باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإبادة إسرائيل.. نحن لم نقل بإبادة إسرائيل، وإنما نعمل لاستعادة حقوق شعبنا وعودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي شردوا منها، أما الإسرائيليون فلهم أن يعودوا إلى الديار التي جاؤوا منه». وجدد البردويل، رفض حركته إجراء حوار مع إسرائيل، مطالبا «القوى الدولية التي زرعت هذا الكيان في منطقتنا بأن تعالج خطيئتها في حق الفلسطينيين».

واتصلت «الشرق الأوسط» بالدويك، الذي رفض الحديث، ثم قال مرافقه إنه بصدد إصدار بيان. ونفى الدويك في بيانه، ما نشرته «جيروزاليم بوست»، مؤكدا أنه «لا اعتراف بحق الكيان الصهيوني على أرضنا». وقال الدويك إن «ما تناقلته وكالات الأنباء عن ذلك اللقاء نقلا عن صحيفة (جيروزاليم بوست) الصهيونية غير دقيق، وإن وسائل الإعلام العبرية دأبت ومنذ الإفراج عن رئيس المجلس التشريعي من سجون الاحتلال على نقل تصريحات محرفه عنه وهذا ليس بالجديد».

وأوضح الدويك أن «لقاءه مع السيد أبراهامز جاء بناء على طلب الأخير، واندرج ذلك اللقاء ضمن سلسلة لقاءات عديدة تجريها هيئة مكتب رئاسة المجلس التشريعي والسادة أعضاء المجلس التشريعي مع مسؤولين دوليين ووفود ووسائل إعلام أجنبية وغير أجنبية».

وأشار بيان الدويك إلى أنه «أكد للسيد أبراهامز أن منظمة التحرير الفلسطينية ألغت ميثاقها سابقا، ومع هذا لم يحقق ذلك أي إنجاز للشعب الفلسطيني، وهذا الجواب هو رد أي مسؤول في حماس حول موضوع إلغاء الميثاق».

وهذه ليست أول مرة ينفي فيها الدويك تصريحات منسوبه له، حتى لوسائل إعلام عربية، وكشف محمود الرمحي، أمين سر المجلس التشريعي عن «وجود مساع من كثير من الدول الأوروبية لتغيير ميثاق حركة حماس، التي كان آخرها الضغط من قبل وفد بريطاني اجتمع مع وفد من التشريعي لتغيير ميثاق الحركة ولكن من دون جدوى»، وتابع قائلا إن «الميثاق تاريخي ولا يمكن أن يتغير بسهولة، خاصة الدعوة إلى عدم الاعتراف بإسرائيل».