أخطاء الحكم الأجنبي.. «غير»!

عادل عصام الدين

TT

أهنئ، بداية، خبير التحكيم.. الخلوق الهادئ الرزين، عمر المهنا، بمناسبة اختياره رئيسا للجنة الحكام. وأدعو الله أن يعينه ويوفقه في أداء عمله.

أدخل في صلب الموضوع مباشرة وأقول إن كرة القدم السعودية تدفع «ثمن» التأسيس الهش الضعيف المتهرئ لقاعدة حكام كرة القدم.

البدايات أوصلتنا لهذه النهايات.

لم تكن البداية منذ أن عرفنا ما يسمى بلجنة الحكام موفقة قط، ولذلك كانت النتائج والتداعيات متوقعة، وبات من الصعب إيجاد الحلول إلا بعد مرور زمن طويل.

لازلت مقتنعا أن مشكلة التحكيم الأكبر في ملاعبنا تتمثل في كلمة واحدة، ألا وهي «الحسابات».

أتفق مع زميلي مساعد العصيمي. ثمة أخطاء واضحة للحكام الأجانب يستطيع أن يكتشفها الفودة وغيره، لكن المسألة لا تتعلق بوجود الأخطاء أو عدم وجودها بل بأسبابها.

أخطاء حكامنا تفسر على نحو مختلف عن أخطاء الحكام الأجانب.

لقد وصلنا إلى المرحلة الحالية:

أخطاء الحكام الأجانب غير مقصودة.. وأخطاء الحكام المحليين متعمدة و«محسوبة»، وهنا تكمن الكارثة وتصعب المعالجة.

عانينا في البدايات من الحكام المتعصبين، ومن الحكام الذين يرضخون للضغوط، ومن الحكام المحسوبين على أندية بعينها، ومن الاختيارات السيئة للحكام من قبل لجنة الحكام، استمر الوضع على ما هو عليه لسنوات طويلة، ولذلك بات التخلص من هذه الصورة الذهنية والواقع القديم صعبا للغاية مهما تحسن حال التحكيم السعودي.

لن يتحسن الوضع كثيرا بتغيير أسماء رؤساء أو أعضاء لجان التحكيم، لأن المشكلة ليست في الأسماء، بل في الأداء. في «حسابات» الحكام السعوديين، وفي الصورة الذهنية.

سألوني فور اختيار عمر المهنا رئيسا للجنة الحكام، ما ميوله؟!

ترى كيف نتطلع لتحسين المستوى ومعظم من تلقوا الخبر كان سؤالهم الأول: ما ميول الرئيس الجديد؟!

لا غرابة إذن عندما نتجاوز عن أخطاء الحكام الأجانب، لأن النظرة للأخطاء التي يرتكبونها تختلف كثيرا عن نظرتنا لأخطاء الحكام السعوديين.

لم تكن «البدايات» موفقة قط.. ولذلك وصلنا إلى ما نحن فيه من سوء حال.

وأختم بتقديم الشكر لأمير الشباب والرياضة الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد، لحرصهما وسعيهما الدؤوب على التغيير.. والتطوير وتقبل النقد والإصغاء للآخرين بكل رحابة صدر.

[email protected]