أطباء دوليون يطالبون بمزيد من الاستثمارات في الرعاية الصحية

في جلسة «وصفة علاج القطاع الطبي».. شاركت فيها البرفسورة السعودية غادة المطيري

د. غادة المطيري خلال مشاركتها في الجلسة الرابعة «وصفة علاج القطاع الطبي» (تصوير: أحمد يسري)
TT

طالب أطباء دوليون، أمس، بزيادة الاستثمار في القطاع الطبي، وزيادة اعتماده على التقنيات الحديثة، إضافة إلى أهمية عناية البشر بالصحة العامة، وذلك نتيجة موت الكثيرين بسبب عادات سلبية، كالتدخين والسمنة وعدم الرعاية الصحية.

وجاءت مطالبات الأطباء خلال الجلسة الرابعة لمنتدى التنافسية الدولي الرابع في العاصمة السعودية الرياض أمس، والذي شهد مشاركة الدكتورة السعودية غادة المطيري، بروفسورة في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، والدكتور ديلوس كوسغروف، العضو المنتدب والمدير التنفيذي ورئيس مؤسسة كليفلاند كلينك فاونديشن، والدكتورة كريستي إلن دنكان، الحائزة على جائزة نوبل، وأستاذ الدراسات الصحية في جامعة تورنتو، وجيم إيستون المدير التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في جنوب وسط بريطانيا، والدكتور ميتشيو كاكو بروفسور الفيزياء النظرية.

وأكدت الدكتورة المطيري، أمس، خلال الجلسة الرابعة ضمن جلسات منتدى التنافسية الرابع 2010، والتي انطلقت بعنوان «وصفة علاج للقطاع الصحي»، أن خلق بيئة عمل مناسبة في القطاع الصحي، سيعود على مستوى الخدمات الصحية التي يتلقاها المريض، وبالتالي سيتحقق ما تنشده جميع دول العالم، من حيث توفير خدمات صحية لمواجهة الأمراض التي نشأت في العصر الحديث، معتبرة المملكة من كبرى دول العالم في مستوى وحجم الإنفاق على التعليم والقطاع الصحي.

وعَزت الدكتورة المطيري الزيادة في الأمراض خلال العقد الحادي والعشرين إلى الزيادة والنمو في البشر، خصوصا كبار السن، الذين يعتبرون الأكثر عرضة للأمراض، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالجوانب التوعوية، وهو ما يتطلب تبني برامج يتم تطبيقها في المراحل الأولى الدراسية تنصب على التوعية من المخاطر الصحية التي باتت هاجسا للأنظمة الصحية العالمية، كأمراض القلب، والسكر، والسمنة، فيما أدى انتشار الأمراض تلك وفقا للدكتورة غادة المطيري إلى ارتفاع ملموس في تكاليف العلاج على مستوى العالم.

وبين الدكتور ديلوس كوسغروف، العضو المنتدب والمدير التنفيذي ورئيس مؤسسة كليفلاند كلينك فاونديشن، أن تكلفة الرعاية الصحية تزيد أكثر من التضخم، وذلك يعود إلى نمو أعداد الناس، وبالتالي ازدياد أعداد كبار السن، وهم الأشخاص الأكثر عرضة للأمراض، مشيرا إلى أن تطبيق الممارسات الصحية الجيدة، وإضفاء المزيد من المسؤولية على الكوادر الصحية، سيسهم في تخفيف المشكلات الصحية على مستوى العالم.

وتطرق إلى اختلاف أشكال الرعاية الصحية عالميا، من خلال الاستثمار والاهتمام في القطاع الطبي، حيث تطبق بعض المستشفيات حول العالم اختراعات جديدة لا تطبقها مستشفيات أخرى، كذلك ينطبق الحال على امتلاك دول لتقنيات طبية عالية، مبينا أن عددا من الدول تهدف إلى تحقيق الجودة وأفضل رعاية صحية، وخفض التكلفة وخفض فواتير العلاج.

وقال كوسغروف إن 7 في المائة من المتوفين في الولايات المتحدة الأميركية يموتون بسبب التدخين، وآخرين بسبب عدم النشاط والبدانة، وكبر السن، مشيرا إلى أن قطاع الصحة له تأثير كبير على الإنتاجية، وأضاف أن الاهتمام بالرعاية الصحية سيوفر 50 في المائة من الناتج المحلي، وبالتالي يوفر أكثر من 50 في المائة من الدخل، بالإضافة إلى وجود تأثيرات إنسانية وتغيرات اقتصادية، تسهم في تغيرات القطاع.

ودعا في ختام حديثه إلى تحديد احتياجات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الحاجة لفنيين وأطباء، وتدريب المزيد من الكوادر الفنية، خلال الفترة المقبلة.

من جهتها قالت الدكتورة كريستي إلن دنكان، الحائزة على جائزة نوبل، وأستاذ الدراسات الصحية في جامعة تورنتو، إن هناك تفاوتا بين المقدرة والعجز في تقديم الرعاية الصحية، وهناك انتشار للأمراض الوبائية، كما يوجد أطفال يعانون من الأمراض، وهناك خوف من تحول الأمراض إلى أوبئة، كما يشمل الخوف ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية.

وقالت إن شعار «الصحة للجميع»، تهتم به جميع الدول، والتي تسعى إلى الحفاظ على الصحة، وخفض التكلفة، داعية إلى زيادة الاستثمار في الرعاية الصحية، ورفع القيم في هذا المجال.

وكشفت أن العالم في الوقت الحالي يتوجه لأن يمول القطاع العام والخاص الرعاية الصحية في البلاد، وأن يتم التنسيق بين القطاعين على مجال جيد، وإزالة الحواجز التي بينهما واتباع المعلومات المشتركة، مشيرة إلى أنه يلاحظ أن عددا من البلدان يزيد الصرف وترتفع كلفة الرعاية الصحية، ومختلف القطاعات تتجاوب مع تغير منعطفات الرعاية الصحية.

وطالبت بالتشخيص المبكر للأمراض، بالإضافة إلى اعتماد المعالجة النووية للخلايا الجذعية، والعمليات الجراحية، مشيرة إلى أن فرص المعالجة للأمراض ستزداد في حال تم إدخال المجالات الرقمية في المعالجة، مؤكدة أن عن وجود تحديات كبرى تواجه العالم في الرعاية الصحية.

إلى ذلك، بين جيم إيستون، المدير التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في جنوب وسط بريطانيا، أن القطاع الطبي في بريطانيا يواجه ضغوطات مالية ضخمة، وانعكاسه على الناتج المحلي، مشيرا إلى أن الرعاية الصحية في بريطانيا هو جانب مضى، لكنه ينطوي على قوى متضادة في هذا المجال «وما الفائدة التي سنجنيها في قطاع الرعاية الصحية ومنه؟»، مؤكدا حاجة الرعاية الصحية إلى الأموال في العالم، بغض النظر عن مصدر التمويل.

وذكر أهمية وجود خدمة قياسية تخدم الجميع بمختلف القطاعات، وأن الرعاية الصحية يجب أن تتحرك في كل الجهات، ويجب الاهتمام بالتحول بالرعاية الصحية المتخصصة جدا، وذلك من خلال تطوير البيئة المناسبة في ذلك. وطالب بدخول تقنية معلومات متخصصة في الرعاية الصحية والطبية، بالإضافة إلى التغيير في الأشخاص ومجتمعهم، وأن يكون هناك تغيير مع المجتمع من خلال نظرة الناس إلى حياتهم بمنظور صحي، مع أوزانهم، نظرا إلى البدانة المتزايدة، مؤكدا أن دمج الشركات الطبية والتقنية، سيخدم القطاع بشكل كبير.

إلى ذلك، قدم الدكتور الياباني ميتشيو كاكو، بروفسور الفيزياء النظرية، والمؤلف الطبي، شرحا عن التحول التكنولوجي في القطاع الطبي، مشيرا إلى وجود تحول كبير في القطاع من خلال دخول الرجل الآلي وتقنية النانو.

وبين أنه يمكن الآن إجراء العمليات الجراحية عن طريق الرجل الآلي، إضافة إلى دخول أجهزة النانو في جسم الإنسان وهي أصغر من حبة الدواء، تدخل وتقتل الخلايا المريضة، وذلك عند مواجهة الخلايا السرطانية.

وأكد أن تلك التقنية قد تستطيع أن تقضي على السرطان، وقد تكون علاجا للسرطان، ويمكن اكتشاف مواطن السرطان التي قد تكون تجري في البول.