الاتحاد الأوروبي يؤكد عشية لقاء لندن دعمه لليمن كدولة موحدة مستقرة وديمقراطية

وزير خارجية لوكسمبورغ لـ«الشرق الأوسط»: إرسال قوات لا يحل المشكلة ونركز على المساعدة اللوجيستية

TT

قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن: إن الاتحاد الأوروبي يرى أن إرسال قوات أوروبية إلى اليمن لن يساهم في حل أي مشكلة، فالجانب الأوروبي يركز جهوده حاليا على مساعدة اليمن بطرق أخرى، ومنها المساعدات اللوجيستية مثل تدريب القوات أو تقديم المساعدات المالية والمساندة اللازمة للحكومة اليمنية.

وأضاف أسيلبورن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أمس في بروكسل: إن الاجتماعات شكلت فرصة لنا للتشاور حول ما يمكن أن تفعله أوروبا، وظهر خلال الاجتماعات اتفاق الجميع على تأييد ما قاله بان كي مون (الأمين العام للأمم المتحدة)، بشأن ضرورة ألا تشعر الحكومات التي تواجه مثل هذه المشكلات أنها بمفردها، بل تجد المساندة والدعم من المجتمع الدولي، ونحن في الاتحاد الأوروبي نعمل من أجل ذلك، ومن أجل تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن، ولكن علينا أن نضع في الاعتبار كل الأمور، لأن ما تعانيه اليمن ليس مشكلة اجتماعية فقط، حسبما يرى البعض، بل إن للأمر بعدا دينيا، ونحن كأوروبيين نعمل من أجل تنسيق الجهود الرامية إلى مساعدة اليمن على إيجاد الحلول وتنفيذها.

من جانبه قال لويس أمادو وزير خارجية البرتغال في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»: إن الوضع صعب للغاية في اليمن ولا يشكل مشكلة للبلد نفسه أو للمنطقة فحسب، بل أيضا على الصعيد العالمي، ونحن في الاتحاد الأوروبي نحاول أن نساعد هذا البلد الذي يواجه مشكلات داخلية لكي يتحقق الاستقرار. واختتم مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي اجتماعا حضره وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة ومسؤولة الشؤون الخارجية بالتكتل الأوروبي كاثرين أشتون للمرة الأولى. وقالت أشتون في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: إن المناقشات تناولت أيضا الاجتماع المقرر عقده بالعاصمة البريطانية لندن بشأن اليمن.

وأوضحت أشتون أن «ما نرغب في فعله خلال اجتماع لندن هو الاستماع إلى وجهة نظر الحكومة اليمنية بشأن كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهها والكيفية التي يمكن من خلالها العمل معا». وأضافت «نرغب في القيام بالمزيد فيما يتعلق بالمساعدات ومكافحة الإرهاب، ولكننا نرغب في ضمان تحرك حكومة اليمن قدما أيضا في الإصلاحات والحوار الوطني». وقالت: «ولذا أتطلع إلى المحادثات مع اليمن ودول المنطقة خاصة السعودية ودول الخليج الأخرى عندما نجتمع في لندن الأربعاء». ويأتي ذلك بعد أن دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الدول المجاورة لليمن والشركاء الدوليين إلى مساعدة صنعاء، والتوصل إلى «مقاربة متكاملة» تضمن استقرار البلاد ومحاربة الإرهاب وإقامة الحوار السياسي وتحقيق التنمية.

وأعرب رؤساء الدبلوماسية الأوروبية في بيان لهن عن «الترحيب» بإعلان الرئيس علي عبد الله صالح «قبول حوار وطني» بالبلاد، ودعا الوزراء كل الأطراف المعنية بالوضع اليمني إلى العمل من أجل «التخفيف» من الاحتقانات ودعم العملية الديمقراطية في البلاد. وأبدى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «تفاؤلا» بلقاء لندن، وقالوا: «نأمل أن نستطيع التعاون مع اليمن ومع كل الشركاء الدوليين لتأمين استمرارية ما بعد لقاء لندن»، وفق بيان لهم بهذا الصدد ونوه الوزراء إلى «تمسك الاتحاد الأوروبي باليمن كدولة موحدة ومستقرة وديمقراطية ومزدهرة»، مؤكدين على دعمهم للحكومة اليمنية في جهدها الرامي إلى النهوض بالتحديات، خاصة على الصعيد الأمني.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان تبنى خلال شهر أكتوبر( تشرين الأول) الماضي استراتيجية موسعة حول اليمن تنص على رغبة أوروبا في المساهمة في رفع قدرات القوات الأمنية في اليمن والاستمرار في تقديم المساعدات التنموية لليمن ومساعدة الحكومة.