أصوات تطالب بـ«هيئة لإدارة الكوارث» في لبنان

ألف متطوع يضعون أنفسهم تحت تصرف الدولة للبحث عن ضحايا الطائرة

TT

بعد أن انتصف ظهر أمس، وكان قد مر ما يقارب 36 ساعة على سقوط الطائرة الإثيوبية، قبالة الشواطئ اللبنانية، فيما عمليات البحث عن المفقودين لا تزال بطيئة وفوضوية، ارتفع صوت الأهالي غضبا، ومعهم جمعيات أهلية لبنانية كثيرة، وجدت نفسها، على الرغم من قدراتها الكبيرة، مقصاة عن المساهمة في فعل أي شيء من أجل الضحايا. يسأل نقيب الغواصين المحترفين اللبنانيين محمد السارجي بغضب: «كيف لبلد مثل لبنان أن لا يكون له (هيئة لإدارة الكوارث) تنسق بين الدفاع المدني والجيش وبقية المؤسسات الأخرى، في حال وقوع كارثة. نحن ننتظر منذ يوم أمس أن نعطى الإشارة للغطس والبحث تحت الماء. رجالنا في جهوزية تامة مع مركبين لكننا لا نعرف مع من ننسق، أو حتى من يعطي التعليمات. نحن لا نستطيع أن نتحرك وحدنا. هناك مركب مجهز قدمته الدولة الإيطالية للمجلس الوطني للبحوث العلمية وعلوم البحار لم نلحظ له أي دور منذ بدأت عملية الإنقاذ».

صور عناصر الجيش بكامل عدتهم العسكرية التي نشرتها الصحف وهم يحملون أجزاء من الطائرة يجمعونها على الشاطئ استفزت كثيرين. النقيب السارجي يؤكد أن لبنان يفتقر، على الرغم من واجهته البحرية الكبيرة، إلى أدنى المعدات التي تمكنه من مواجهة كارثة كالتي شهدها أول من أمس. ويقول: «الجيش عنده طرادات كبيرة لكن الإنقاذ ليس تخصصه. لماذا ليس عندنا جهاز (سكانر) يستطيع تصوير الأعماق ويرسم التضاريس ويحدد أماكن الأشياء الغارقة؟ لسنا مجهزين أيضا بدليل اللاقط المغناطيسي الذي يستخدم عادة لانتشال الحطام ومزود بيد معدنية كالصاروخ. هناك أيضا آلات تصوير متطورة تستطيع أن تكشف الأعماق. نحن لا نتكلم عن تكاليف باهظة، وإنما معدات بالإمكان شراؤها وليست مرتفعة الثمن، ومع ذلك لا يسعى أحد للحصول عليها. ها نحن بعد يومين من الكارثة ننتظر أن يأتي الأميركيون ليحددوا لنا مكان وجود الطائرة ونحن نتفرج». زياد الحلبي المتخصص في السلامة البحرية يوافق في حديث لـ«الشرق الوسط» على ما قاله السارجي، ويقول إن «بعض الغطاسين اللبنانيين يمكنهم الوصول إلى عمق 150 مترا، في حال تم توفير غاز (ترينكس) لهم. وبواسطة مناطيد لا يتجاوز سعر الواحد منها ألفي دولار بمقدورهم رفع الطائرة من الأعماق». ويأسف الحلبي لأن العنصر البشري اللبناني لا يثمر على الرغم من توافره وبحثه عن دور يلعبه، «لكن كل هذا يحتاج لإطار تنظيمي لم يتوفر لنا». وأضاف إن المتطوعين في لبنان يبحثون عمن يستفيد من خبراتهم. يوجد نحو 1000 متطوع، على جهوزية عالية، يريدون منكم أن ترسموا خططكم كي يقوموا بدور لخدمة وطنهم. أرجو أن تكون هذه الكارثة فرصة لمعالجة كل هذه الأمور التي لا بد، إن استمرت، ستكون خطيرة، وتنذر بكوارث غير منظورة.