أوباما: شريط بن لادن يظهر أن «القاعدة» ضعفت بشكل كبير

واشنطن تستهين برسالة زعيمها

TT

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة بثت أمس، إن الشريط الصوتي الذي أعلن فيه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن مسؤولية تنظيمه عن محاولة تفجير طائرة أميركية يوم عيد الميلاد، تظهر أن بن لادن «ضعف بشكل كبير». وأضاف في حديث تلفزيوني، بث أمس، أن «القاعدة» ضعف من جراء الحملة الأميركية على الإرهاب مشيرا إلى التسجيل الصوتي الذي نسب إلى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وتحدث فيه عن هجوم فاشل على طائرة أميركية يوم عيد الميلاد. وقال أوباما لبرنامج تبثه شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية الأميركية: «(القاعدة) نفسه ضعف بدرجة كبيرة مقارنة بما كان عليه عام 2000. بن لادن يرسل تسجيلا يحاول فيه نسبة الفضل لنفسه في محاولة التفجير الفاشلة التي قام بها طالب نيجيري، وذلك في حد ذاته إشارة إلى درجة الضعف التي وصل إليها، لأن هذا ليس بالضرورة شيئا من تدبيره».

إلى ذلك، قلل مسؤول أميركي من أهمية الرسالة الأخيرة التي حيا فيها أسامة بن لادن منفذ محاولة تفجير طائرة أميركية، مؤكدا أن زعيم تنظيم القاعدة غالبا ما ينسب لنفسه هجمات كهذه حول العالم.

وقال دانيال بنجامين، منسق وزارة الخارجية لمحاربة الإرهاب، إن قراءة متأنية للشريط لم تشر إلى أن بن لادن ادعى مباشرة أنه وراء محاولة التفجير الفاشلة يوم عيد الميلاد. وقال إن «بن لادن يسعى لأن يضع بصماته على كل شيء يحدث منذ سنوات، إنه يفعل ما يمثل، بالنسبة لبن لادن، الاستراتيجية الناجحة والمجربة في ربط نفسه به لكي يظفر، بتلك الطريقة، ببعض من المجد، إن صح قول ذلك». وقال بن لادن في تسجيل صوتي بثته قناة «الجزيرة» الفضائية الأحد، إن «الرسالة المراد أبلاغها لكم عبر طائرة عمر الفاروق هي تأكيد على رسالة سابقة بلغها لكم أبطال الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وكررت من قبل ومن بعد، وهي أنه لن تحلم أميركا بالأمن حتى نعيشه واقعا في فلسطين، وليس من الإنصاف أن تهنأوا بالعيش وإخواننا في غزة في أنكد عيش».

وكان زعيم تنظيم القاعدة قال هذه العبارة بعيد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر البنتاغون في واشنطن، وأوقعت نحو ثلاثة آلاف قتيل. وقال إن «غاراتنا عليكم ستتواصل ما دام دعمكم لإسرائيل مستمرا»، مشددا على أنه «ليس من الإنصاف أن تهنأوا بالعيش وإخواننا في أنكد عيش». وحاول الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب تفجير طائرة أميركية أثناء رحلة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد. من جهة أخرى، قال الكولونيل ريتشارد كيمب في مقال بصحيفة «التايمز» البريطانية أمس إن الرسالة الصوتية الأخيرة المنسوبة إلى بن لادن تؤكد على ضعفه وليس على قوته، هذا ما توصل إليه. ويرى كيمب، الرئيس السابق لمجموعة (كوبرا) الاستخبارية البريطانية، أن الهدف من هذه الرسالة الصوتية كان التأكيد على مواصلة الهجمات على الولايات المتحدة «على الرغم من مبادرات باراك أوباما للعالم الإسلامي». ويعتقد كيمب أن مقارنة بن لادن بين الهجوم الفاشل على طائرة ديترويت عشية أعياد الميلاد وبين هجمات الحادي عشر من سبتمبر «هي إشارة إلى وضع (القاعدة) الحالي المحفوف بالمخاطر». ويضيف أن التسجيل الصوتي الأخير يكشف عن نقطة ضعف أخرى هي أن «(القاعدة) يخشى من أنه يخسر المعركة من أجل القلوب والعقول». ويشرح الكاتب فكرته بالقول إن أوباما والعالم الغربي ليسوا هم الجمهور المستهدف من هذا التسجيل الصوتي، وإنه يستهدف المسلمين. ويرى كيمب أن رسالة بن لادن ركزت على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «وهي قضية لم تكن مهمة من قبل لزعيم تنظيم القاعدة»، ويخلص من ذلك إلى أن بن لادن حاول بذلك اكتساب بعض من «الشعبية لـ(القاعدة)، المتراجعة شعبيته بشدة». ويشير كيمب في هذا الصدد إلى أن مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة توصل إلى أن 15 في المائة فقط من الضحايا البالغ عددهم 3010 الذين قتلهم «القاعدة» بين عامي 2004 و2008 كانوا من الغربيين. لكن الكاتب يرى أن هناك سببا آخر لتنامي مخاوف «القاعدة»، وهو أنه صار «مقطوع الرأس». من جهة أخرى، طالب رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري جو ليبرمان، وزميلته سوزان كولينز، باعتبار النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة ديترويت مقاتلا عدوا، وتوجيه تهم عسكرية له ومحاكمته أمام محكمة عسكرية لا مدنية. كما طالبا بتسليم عبد المطلب إلى الجيش الأميركي لإجراء المزيد من التحقيقات معه وتوجيه تهم إضافية إليه. وجاء ذلك في رسالة وجهها النائبان ليبرمان وكولينز إلى وزير العدل الأميركي إيريك هولدر، شددا فيها على ضرورة حصول الجيش وأجهزة الاستخبارات على معلومات تتصل بالطريقة التي يعمل بها من يقفون وراء عبد المطلب، وذلك لوضع الاستراتيجيات المطلوبة للحيلولة دون وقوع هجمات مماثلة مستقبلا. وكان النيجيري عبد المطلب قد استجوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي لمدة ساعة تقريبا قبل تقديمه إلى محكمة جنائية أميركية رفض أمامها الشاب، البالغ من العمر 23 عاما، التهم المنسوبة إليه.

وأكد بن لادن: «لو أن رسائلنا تحملها كلمات لما حملناها بالطائرات»، متوعدا بهجمات جديدة ما لم تقف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل.

وقال إن «غاراتنا عليكم ستتواصل ما دام دعمكم لإسرائيل مستمرا»، مشددا على أنه «ليس من الإنصاف أن تهنأوا بالعيش وإخواننا في أنكد عيش».

وقال أوباما: «يمكنني أن أقول للأميركيين إننا منذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) طبقنا سلسلة من الإجراءات في الاستخبارات والدفاع والأمن القومي، عززت أمننا بالمقارنة مع ما كان عليه قبل 11 سبتمبر» 2001.

وأضاف أنه منذ الاعتداء الفاشل في 25 كانون الأول (ديسمبر) «وجدنا عدة ثغرات إضافية يجب سدها». وتابع: «الكثير من هذه الثغرات تم ردمه لكن بعضها مثل التأكد من أن المعلومات التي تحصل عليها وكالة تنقل إلى وكالات أخرى فورا، تشكل جزءا من الأمور التي يجب تحسينها باستمرار. نتعلم باستمرار أن نفعل الأفضل».