خامنئي يؤكد أن إيران لن ترضخ «للابتزاز».. وميركل تحذر: الوقت ينفد لتجنب عقوبات

إسرائيل تكثف الضغوط على ألمانيا لإلغاء صفقات اقتصادية ضخمة مع طهران

TT

قال المرشد الأعلى لإيران آية الله على خامنئي: إن إيران لن ترضخ «للابتزاز» من قبل الدول الكبرى، وذلك قبل أيام من المهلة النهائية التي حددتها طهران بشأن اتفاق حول الوقود النووي. ويأتي ذلك فيما تزايدت الضغوط الغربية على طهران إذ أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن «الوقت ينفد أمام إيران لتجنب مزيد من العقوبات».

وحول التحذيرات الغربية لإيران قال خامنئي أمس: إن الإيرانيين سيواصلون التمسك بحقوقهم، مضيفا في كلمة بثها التلفزيون الحكومي «لن نرضخ للابتزاز». وتابع «سيتمسك شعبنا بحقوقه بقوة، ولن نتراجع عن ذلك» فيما رفع أنصاره أيديهم وهتفوا «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، الموت لبريطانيا». وتأتي تصريحات خامنئي قبل أيام من المهلة التي حددتها إيران بنهاية يناير (كانون الثاني) لدول العالم لقبول اقتراحها بشأن الوقود النووي. وفي برلين طالبت ميركل إيران بالوفاء بالتزاماتها الدولية. وقالت عقب لقاء مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في برلين أمس: «الوقت ينفد أمام إيران لتجنب عقوبات جديدة». وأشارت ميركل إلى أن جهود المجتمع الدولي لم تسفر عن نتائج حتى الآن في هذا الشأن. وتعقيبا على إمكانية فرض عقوبات محتملة ضد إيران أشارت ميركل إلى الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن التي تبدأ في فبراير (شباط) المقبل. يذكر أن الحكومة الفرنسية تتخذ موقفا متشددا إزاء التباطؤ الإيراني في الرد على عرض الحوافز ومن أبرز المؤيدين لفرض عقوبات على طهران. إلى ذلك أفادت تقارير إخبارية إسرائيلية أن إسرائيل تكثف الضغوط الممارسة على ألمانيا لإلغاء صفقات اقتصادية ضخمة بين شركات ألمانية وإيران في مجال البنى التحتية، وخاصة في مجالات استخراج الغاز والنفط. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن ألمانيا ألغت قبل أيام صفقة ضخمة كان مقررا أن تعقدها شركة ملاحة من هامبورغ لترميم رصيف الشحن في ميناء بندر عباس الذي يعتبر أكبر ميناء في إيران، وذلك رضوخا لضغوط مارستها إسرائيل والجالية اليهودية في ألمانيا.وأضافت أن إسرائيل تسعى حاليا إلى إلغاء صفقة غاز ضخمة بقيمة مليار يورو تنوي شركة ألمانية إبرامها مع إيران.

ونقلت الإذاعة عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي أوردت النبأ في صدر صفحتها الأولى أن إسرائيل امتنعت حتى الآن عن كشف نشاطها من وراء الكواليس لتقليص حجم التبادل التجاري بين ألمانيا وإيران، وهي تحث الحكومة الألمانية على أن تضغط بدورها على الشركات الألمانية المرتبطة تجاريا مع إيران لتتوقف عن تعاملها مع إيران خاصة في مجال استخراج الغاز والنفط. وعلى النقيض من الموقف الغربي المتحمس لفرض عقوبات على إيران، رأت الصين، أمس، أنه ما زال من الممكن التحاور حول الملف النووي الإيراني، وذلك بعدما دعت فرنسا أيضا إلى فرض عقوبات جديدة على طهران. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ما جاوتشو: إن «المفاوضات والحوار هي أفضل طريقة لتسوية المسألة النووية الإيرانية». وأضاف: «إن الأطراف المعنيين ما زالوا يبذلون جهودا دبلوماسية وما زال هناك هامش».

وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيار لولوش دعا أول من أمس شركاءه في الاتحاد الأوروبي إلى إعداد عقوبات جديدة بحق إيران، معتبرا أنه لا مفر من هذا الأمر في ضوء موقف طهران في شأن برنامجها النووي. وقال لولوش: «نأمل أن يعمل الأوروبيون معا لإعداد عقوبات لأننا نعتقد أن علينا مواكبة آلية العقوبات.. بالنظر إلى رفض إيران كل اقتراحات الحلول» التي طُرحت.

إلى ذلك أرجأ كبير المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي سعيد جليلي زيارته المقررة أمس إلى موسكو، كما أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وأوضحت الوكالة أنه «لمزيد من التنسيق أُرجئت هذه الزيارة إلى موعد لاحق»، وذلك نقلا عن بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي يشرف خصوصا على الملف النووي، الذي يشغل جليلي فيه منصب الأمين العام. وكان مقررا أن يلتقي جليلي خلال تلك الزيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.

وكانت هذه الزيارة ستجري قبيل أيام من موعد انتهاء المهلة التي حددتها طهران للدول الكبرى للرد على مقترحها بشأن اتفاق تبادل اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بوقود نووي لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران. ويعتقد أن زيارة جليلي مرتبطة بالأساس بالإشارات القوية التي أعطتها موسكو حول أنها تدعم عقوبات على طهران إذا ظلت حالة الجمود النووي. وتريد طهران أن تمارس ضغوطا على موسكو من أجل أن تقف روسيا موقفا أقرب إلى الصين التي ترى أن الطريق ما زال مفتوحا أمام المسار الدبلوماسي وأن فرض أي عقوبات جديدة سيعقد الموقف.