الحريري في القاهرة: نتعامل مع التهديدات الإسرائيلية بشكل جدي

أكد أهمية وضع السلاح خارج المخيمات تحت سيطرة الدولة اللبنانية

الرئيس مبارك خلال مباحثاته مع الحريري، أمس، في القاهرة (إ.ب.أ)
TT

شملت مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في القاهرة، أمس، التهديدات الإسرائيلية للبنان. وأكد الحريري أن الحكومة اللبنانية تتعامل مع التهديدات الإسرائيلية بشكل جدي، مشددا على أن أي تهديد لأي جزء من الأراضي اللبنانية، سواء في الجنوب أو البقاع أو الضاحية أو أي نقطة في لبنان، هو تهديد لكل لبنان وللحكومة اللبنانية. ومن جانبها أعلنت الجامعة العربية عن تضامنها مع لبنان في وجه «التهديدات الإسرائيلية الفظة».

وقال الحريري في تصريحات صحافية عقب اللقاء مع مبارك إنه وضع الرئيس المصري في صورة التهديدات الإسرائيلية على لبنان، معتبرا أن أي عدوان إسرائيلي على الجنوب اعتداء على حكومة لبنان.

وأضاف الحريري أن «الرئيس حسني مبارك عبر عن رفضه التام لكل ما يهدد لبنان، كما عبر عن تضامنه والوقوف إلى جانب كل الشعب اللبناني»، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك، من موقعه، يشكل أساس التضامن العربي، لأن مصر قلب يتسع لكل العرب والرهان عليها كبير.

وردا على سؤال عن إن كان اللقاء مع الرئيس مبارك تطرق إلى المباحثات التي جرت بين الرئيس مبارك ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في شرم الشيخ، قال الحريري إن الرئيس مبارك كان واضحا وصريحا فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، وعبر عن رفضه لمثل هذه التهديدات مشيرا إلى أنه جرى التطرق إلى ما دار في الاجتماع بين الرئيس ووزير الدفاع الإسرائيلي، ولكن هذا الأمر ليس محلا للطرح إعلاميا.

وأوضح الحريري أن اللقاء مع الرئيس مبارك شمل العلاقات والأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه الأمة العربية وكذلك التضامن العربي.

وردا على سؤال حول بعض المظاهرات في لبنان ضد السفارة المصرية قال الحريري: «لن نقبل أو نتهاون مع أي تهديد لسفارة مصر في لبنان، ومن يرغب في التعبير عما يريد فليكن بالوسائل الديمقراطية وبغير ذلك سوف نقف في وجهه بشكل صارم».

وحول تنقية الأجواء العربية والمصالحات أوضح الحريري أن الموقف العربي موحد، وأن عدة مصالحات جرت في الآونة الأخيرة بين عدة دول، وسنرى مصالحات أخرى توحد الصف العربي قريبا.

وجدد الحريري التأكيد على التزام لبنان بالثوابت العربية فيما يتعلق بملف المفاوضات مع إسرائيل. وقال إن هناك مؤتمرا دعت إليه باريس، والموقف العربي واضح بالنسبة لعملية السلام، ولكن إسرائيل تتحدث عن السلام وممارساتها عدوانية وتقود إلى الحرب. وبالتالي فإن المؤتمر الدولي للسلام يضع إسرائيل أمام مسؤولياتها.

وأوضح الحريري في معرض رده على سؤال حول استخدام إسرائيل للسلاح الفلسطيني في لبنان كمبرر لشن عدوان جديد على الأراضي اللبنانية أن حوارا وطنيا قد أجري بالفعل حول هذا الملف مؤكدا أهمية وضع السلاح خارج المخيمات تحت يد الدولة اللبنانية.

وعن مشكلة حزب الله لدى المحاكم المصرية، قال الحريري: لن نتدخل في أي مشكلة معروضة على القضاء المصري. ونفى الحريري أي شبهة إرهابية في حادث سقوط الطائرة الإثيوبية، مشيرا إلى أن السلطات اللبنانية في انتظار نتائج تحليل الصندوق الأسود.

وعلى صعيد ذي صلة أعلنت جامعة الدول العربية تضامنها الكامل مع لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية التي وصفتها بـ«الفظة». وقال السفير هشام يوسف، رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، في بيان صدر أمس، إن هذه التهديدات سوف تؤخذ على محمل الجد وسيتم إجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف الفاعلة على المستوى الدولي لعدم السكوت عن مثل هذه التهديدات والتصريحات الإسرائيلية الخطيرة والمستفزة.

وطالب البيان الأمم المتحدة وأمينها العام بسرعة الإعلان عن الرفض الصريح لهذه التهديدات ومطالبة إسرائيل بالرجوع عنها، مشيرا إلى أن استمرار الحصانة الممنوحة لإسرائيل من القانون الدولي سوف تكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.