الزعيم الليبي يحذر من وقوع المزيد من الانقلابات العسكرية في أفريقيا

مساعي القذافي للاحتفاظ برئاسته للاتحاد الأفريقي تهيمن على جدول أعمال قمة أديس أبابا

TT

استبق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، القمة التي سيعقدها نحو 31 رئيس دولة وحكومة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم (الأحد)، بالتحذير من عودة ظاهرة الانقلابات العسكرية مجددا إلى القارة الأفريقية.

وقال القذافي في مقابلة مع وكالة أنباء عموم أفريقيا: «إن كل الدول الأفريقية ستشهد نفس الوضع الذي تعرفه الصومال اليوم ما لم يكن لأفريقيا وزير دفاع واحد وجيش أفريقي واحد وبحرية أفريقية واحدة وسيتم استعمار القارة الأفريقية من جديد وستنصب بعض القوى الكبرى في العالم نفسها كأولياء أمور للقارة وسنجد أنفسنا تحت الوصاية».

واعتبر أن الحكومات برهنت عاما بعد عام عن عجزها وبالتالي لا بد للمؤسسات الأخرى غير الحكومية أن تتحمل مسؤولياتها، محذرا من أنه إذا لم تتحرك الشرائح الثقافية والاجتماعية لتحمل مسؤولياتها أمام عجز الحكومات الواضح والمخجل فإنه يخشى بشدة أن تعود القارة للمبادرات العسكرية واصفا ذلك بالشيء الخطير.

ولفت إلى أن العسكريين يبحثون عن مبررات مثل فشل الحكومات، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يحسبون حسابا للاحتجاجات الدولية ولا لرفض التغيير بالقوة على اعتبار أن هذه الأمور لا تبعث فيهم الخوف، على حد قوله.

وجاءت تصريحات القذافى قبل ساعات من انطلاق القمة الـ14 للاتحاد الأفريقي صباح اليوم في أديس أبابا، حيث من المقرر أن يشارك نحو 31 رئيس دولة وحكومة لبحث موضوع «تقنيات الإعلام والاتصال في أفريقيا.. تحديات وآفاق التنمية».

وفى محاولة لوضع نهاية لوقوع العديد من الانقلابات العسكرية في أفريقيا، وافق وزراء الخارجية الأفارقة على خطة جديدة تمكن الاتحاد الأفريقي من اتخاذ إجراءات ضد الدول عندما يحدث تغيير غير دستوري للحكم فيها.

ووافق مجلس وزراء الخارجية الأفارقة على الخطة التي تعطي الاتحاد الأفريقي سلطات للعمل ضد التغييرات غير الدستورية للسلطة، حيث تدعو الإجراءات الجديدة مختلف المنظمات الدولية إلى تطبيق عقوبات تستهدف مدبري الانقلاب بمجرد وقوعه. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينغ «من المهم جدا أن يقوي الاتحاد الأفريقي استجاباته في حالة التغييرات غير الدستورية للحكم»، مشيرا إلى أن الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة بوسائل غير دستورية سيفكرون مرتين قبل أن ينفذوه إذا كانوا يعرفون أن الاتحاد الأفريقي سيرد بقوة على أي تغيير غير دستوري. وسيمكن الميثاق الاتحاد الأفريقي من تطبيق المزيد من العقوبات ضد مدبري الانقلابات وعلى أي حكومة أفريقية تقدم الاعتراف أو الدعم لمدبري الانقلابات، علما بأنه يلغي بصورة فعالة أي قوانين تضعها الأنظمة التي تستولي على السلطة بصورة غير دستورية ويدعو إلى عقوبات شاملة من جانب المصرف الدولي وصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتبنى مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي سلسلة إجراءات مشددة يأمل في أن تردع مدبري الانقلابات وتطالب بضرورة عدم التلاعب بالدستور من جانب السلطات التي تتولى السلطة من أجل البقاء فيها ضد إرادة الشعب، ردا على قيام الكثير من القادة الأفارقة في السابق بتعديل دساتير بلدانهم لتمديد فترة بقائهم في السلطة. ويهيمن سعى القذافي للاحتفاظ برئاسته للاتحاد الأفريقى لعام إضافي على جدول أعمال القمة، حيث يرغب الزعيم الليبي في البقاء في المنصب رغم اتفاق بين الزعماء الأفارقة على أنه ينبغي شغل المنصب بالتناوب سنويا. وقال دبلوماسي بالاتحاد الأفريقي: «نحن على علم بأنه قادم إلى هنا سعيا وراء ولاية كرئيس لعام آخر ونحن مستعدون لذلك»، مضيفا «لن تؤيد دول مثل جنوب أفريقيا وإثيوبيا وكينيا ذلك، لكنه يرسل دبلوماسيين إلى غرب أفريقيا ويعرض امتيازات مقابل التأييد». وعادة ما يتم تحديد منصب الرئيس على أساس إقليمي وبالتناوب، وهذا العام حان دور منطقة جنوب القارة التي اختارت رئيس مالاوي بينجو وا موثاريكا لخلافة القذافي. ويحجم الموفدون إلى القمة عن الحديث بشأن قضية يعتبرها الكثيرون حساسة للاتحاد لا سيما وأن ليبيا أحد أكثر المتبرعين سخاء لخزائنه الناضبة. لكن وزير خارجية كينيا موسى ويتانغولا أبلغ وكالة «رويترز» بأنه سيتعين وجود «مبررات جادة» لكي يوافق الزعماء على إمكانية استمرار أحدهم في الرئاسة لفترة أخرى. وأضاف «بالنسبة لكينيا.. لم يتم إبلاغنا أو مطالبتنا بدعم استمراره. عندما يوجه إلينا طلب سنعرف كيف نتعامل معه».

لكن مساعي القذافى تصطدم بمعارضة بعض الدول على رأسها جنوب أفريقيا التي تقول إن الخطة ليست عملية ومن شأنها أن تنتهك سيادة الدول الأعضاء وإن كانت كل الدول توافق على الفكرة من حيث المبدأ. وقال عضو بوفد مالاوي إنهم على ثقة من أنه عقب بعض المساومات سيتولى رئيسهم رئاسة الاتحاد، «يجب أن نتحدث بشأن هذا الاحتمال. لكنه سيكون مجرد حديث فقط». ومع ذلك فقد بدا القذافي طامحا إلى أكثر من الاحتفاظ برئاسة الاتحاد؛ حيث طالب بمنح الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي المحددة بسنة واحدة صلاحيات واسعة.

وقال القذافي بقاء الرئيس مدة قصيرة أو طويلة لا يغير أي شيء إذ ليست لدى الرئيس أي صلاحيات، مشيرا إلى أن الوضع سيكون مختلفا إذا أعطيت للرئيس الصلاحيات الفعلية والسلطة ليكون ممثل جمعية رؤساء الدول والحكومات. وقال فيما يخص فترة رئاسته إن دوره سواء كان رئيسا للاتحاد الأفريقي أم لا، سيستمر في التحريض على قيام الولايات المتحدة الأفريقية.

ويشارك في القمة الأفريقية إلى جانب القذافي 5 رؤساء عرب هم الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد والقمري عبد الله سامبي والسوداني عمر البشير والجيبوتي إسماعيل جيلة، فيما سيغيب عن القمة التي من المقرر أن تختتم أعمالها بعد غد (الثلاثاء) رؤساء كل من مصر (حسنى مبارك) والنيجر (مامادو طانجا) والكاميرون (بول بييا) وإريتريا (أسياس أفورقي).