كرزاي: نسعى للوصول إلى «أعلى مستوى» في محادثات السلام مع طالبان

قال إن المجتمع الدولي لن يوافق على المصالحة مع الملا عمر أو من على شاكلته

الرئيس كرزاي خلال حديثه الى مجموعة من الصحافيين في العاصمة كابل امس
TT

صرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أمس، بأنه سيبذل قصارى جهده من أجل الوصول إلى قيادة طالبان «على أعلى مستوى ممكن» بموجب خطة سلام جديدة تستهدف إغراء طالبان للتخلي عن العنف. وتأتي دعوة الرئيس للسلام مع كبار قادة طالبان بعد 3 أيام من مؤتمر عقد في لندن بشأن أفغانستان حيث صدق مسؤولون من نحو 70 بلدا على خطة السلام الأفغانية لتوفير وظائف وحماية وتدريب مهني للمستويات الدنيا والمتوسطة من طالبان المستعدين لنبذ العنف والانضمام للتيار الرئيسي في الحياة. وكان كرزاي قد دعا قادة طالبان في الماضي ومن بينهم قائدهم الأعلى الملا محمد عمر للانضمام إلى عملية السلام، لكن قادة غربيين لمحوا إلى أن اتفاقا مثل هذا غير ممكن لأن الملا عمر ضمن قائمة الأمم المتحدة للإرهابيين المشتبه بهم وهناك مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار مقابل ضبطه.

واعترف كرزاي، الذي كان يتحدث إلى المراسلين في القصر الرئاسي أمس، لأول مرة منذ عودته من لندن، بأن المجتمع الدولي لن يوافق على المصالحة مع عمر أو من على شاكلته. وقال «نحن كأفغان نحاول قدر الطاقة الوصول إلى أعلى مستوى ممكن لتحقيق السلام والأمن في أفغانستان لكن لهذا أبعاد دولية أيضا. وهذا الأمر يبدو أكثر صعوبة». ورفضت طالبان بشدة دعوة السلام الجديدة الصادرة عن كرزاي وتعهدت بمواصلة طريق الحرب ضد الحكومة وأكثر من 110 آلاف جندي تقودهم الولايات المتحدة في البلاد حتى الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية. وقال كرزاي، ردا على طالبان، إن دعوة السلام موجهة فقط لعناصر طالبان الذين لا علاقة لهم بـ«القاعدة» وغيرها من المنظمات الإرهابية، مضيفا أن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» ستبقى في البلاد حتى هزيمة الإرهابيين والمتطرفين. وأضاف الرئيس أن المبلغ المبدئي وقدره 140 مليون دولار الذي تم التعهد به في مؤتمر لندن لصندوق المصالحة الجديد سينفق على عملية تسهيل إعادة دمج مقاتلي طالبان في المجتمع المدني وليس دفع الأموال لرشوتهم من أجل إلقاء أسلحتهم. وعرض كرزاي تقديم الأموال والوظائف والتعليم والحماية لعناصر طالبان الذين يلقون السلاح.

وقال إن هذه المبادرة الجديدة هي «فرصة جيدة لإحلال السلام في البلاد». وتعاني أفغانستان من تمرد إسلامي يشنه مقاتلو طالبان وحلفاؤهم الذين يقاتلون من أجل استعادة السيطرة على البلاد والإطاحة بحكومة كرزاي. وقال أيضا إن حكومته ستشكل مجلسا أعلى للسلام والمصالحة لقيادة البرنامج الجديد وتقديم شيوخ العشائر في الربيع لمناقشة فرص إحلال السلام في أفغانستان.

وقال كرزاي «إن الدور الذي نتطلع إليه ليس فقط لإجراء محادثات مع طالبان. إنه رؤية واسعة ودور أوسع» مضيفا أنه سيطلب من العاهل السعودي لعب دور في تحسين علاقة باكستان مع جاراتها أيضا». من جهة أخرى في برلين توقع قائد القوات الألمانية في أفغانستان، فرانك لايدنبرغر، زيادة مؤقتة في درجة المخاطر في أفغانستان، مع بدء تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للمهمة. وقال لايدنبرغر في تصريحات نشرتها صحيفة «بيلد آم زونتاغ» في عددها أمس «سيتم في المرحلة الأولى التعاون مع قوات الأمن الأفغانية في المناطق الخطرة، والتعامل مع الخصم هناك، مما يعني أنه من الممكن وقوع اشتباكات». بيد أنه أوضح أن الوضع في منطقة عمل القوات الألمانية شمالي أفغانستان سيهدأ بعد ذلك، حيث من المتوقع تراجع درجة المخاطر بشكل كبير، وأضاف «هذا لأننا سنواصل وجودنا». من ناحية أخرى، رحب الجنرال الألماني بخطط بلاده بشأن زيادة عدد قواتها في أفغانستان وقال «سنضيف 500 جندي إضافي للمهمة، وبهذا يمكننا التعاون مع الأفغان بشكل أوثق» مشيرا إلى أن بلاده ستشكل كتيبة تدريب وأخرى للحماية.

وأوضح لايدنبرغر: «سيكون بوسعهما المشاركة في العمليات الكبيرة بالتعاون مع الأفغان وبهذا يمكننا العمل على حماية المواطنين». كما نفى صحة التقارير التي تقول إن الجنود الألمان ليس تلهم صلة قوية بالمدنيين في أفغانستان. وأوضح: «جنودي يخرجون كل ليلة في المناطق المضطربة، وأحيانا على أقدامهم». وفي معرض تعليقه على تعاونه المقبل مع القوات الأميركية التي ستصل وحدات منها إلى الشمال الأفغاني، قال لايدنبرغر «سيصل الأميركيون بقواتهم إلى شمال أفغانستان اعتبارا من أبريل (نيسان) المقبل بقوة قوامها حوالي أربعة إلى خمسة آلاف جندي ومدرب شرطة.