تقنيات حديثة في معرض «دوم إفنت» في الدار البيضاء لمنظمي المؤتمرات في المغرب

استقطب 117 عارضا في دورته الثانية.. وإقبال قياسي وصفقات

TT

حظي معرض «دوم إفنت»، لمهن تنظيم اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات في المغرب في الدار البيضاء، بإقبال كثيف أمس الأحد، وفاق عدد زواره 20 ألف زائر. وقال المنظمون إن عدة صفقات عقدت خلال أيام المعرض التي تختتم غدا الثلاثاء، حيث شاركت 117 شركة تعرض على مساحة تصل إلى 5000 متر بقاعة القصر الكبير لمكتب معارض الدار البيضاء.

وتميزت هذه الدورة، التي تعتبر الثانية لهذا المعرض، باستقطاب مشاركين من أوروبا وأميركا جاءوا للمغرب بحثا عن فرص أعمال وعلاقات تجارية. كما تميزت الدورة بهيمنة الجوانب التكنولوجية، إذ تنافست الشركات العارضة في بناء فضاءات مؤتمرات وفق آخر الصيحات في مجال التصاميم والتجهيزات السمعية البصرية.

وتشكل سياحة الأعمال والمؤتمرات رافدا أساسيا للسياسة السياحية في المغرب. وعلى الرغم من الأزمة العالمية فإن المغرب عرف خلال الأشهر الأخيرة تنظيم الكثير من المؤتمرات العالمية الكبيرة، خاصة في مراكش التي كانت أكبر وجهة مغربية متضررة من تراجع النشاط السياحي في 2009، غير أنها استقطبت الكثير من المؤتمرات العالمية الكبيرة التي ساهمت كثيرا في التخفيف من حدة الأزمة.

ويقول عز الدين بن كشكشو، مدير عام شركة «ليفينمونسييل» المغربية، إن فرع سياحة الأعمال والمؤتمرات في المغرب حقق في السنة الماضية أداء قياسيا، سواء بالنسبة لعدد التظاهرات التي نظمت في المغرب، أو بالنسبة لرقم الأعمال والمداخيل. وعزا كشكشو هذا الإنجاز إلى كون قرار تنظيم المؤتمرات والتظاهرات والإعداد لها غالبا ما يتم بفارق 4 إلى 8 سنوات عن موعد انعقادها، لذلك يرى كشكشو أن الأزمة لم تؤثر بشكل مباشر على هذا الفرع السياحي. وقال «لا نحس بوقع الأزمة إلا بعد مدة». وأضاف كشكشو أن المغرب سيحتضن أيضا هذه السنة الكثير من المؤتمرات الكبير، كالمؤتمر العالمي للموثقين، والمؤتمر العالمي لعلماء الدماغ والأعصاب الذي يرتقب أن يشارك فيه 5 آلاف شخص. وقال كشكشو إن المغرب يتوفر على الكثير من المؤهلات في مجال سياحة الأعمال والمؤتمرات، خاصة لمناخه المعتدل وتوفره على بنيات استقبال مهمة في مراكش وفاس وأغادير، بالإضافة إلى قربه من العواصم الأوروبية.

غير أن كشكشو يلاحظ أن هناك الكثير من نقاط الضعف التي تعوق تنمية هذا الفرع السياحي بالمغرب. فالدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، ما زالت لا تتوفر على مركز لائق للمؤتمرات، باستثناء مركز مكتب الصرف، الذي بني في الأصل لإيواء «مكتب الصرف المغربي» وهو الهيئة المكلفة بمراقبة عمليات تحويل العملات في المغرب، وتم تحويله إلى مركز للمؤتمرات. غير أن قاعته الكبرى لا تتسع لأزيد من 2750 مقعدا. وكذلك الأمر بالنسبة للرباط العاصمة السياسية التي لا تتوفر أيضا على مركز لائق للمؤتمرات باستثناء فندق هيلتون. ويضيف كشكشو «في الرباط لدينا نحو 100 سفارة أجنبية، وكل سفارة تنظم على الأقل حدثا واحدا كبيرا في السنة، ومن المؤسف ألا توجد في الرباط بنيات قادرة على إيواء مثل هذه التظاهرات».

وفي مواجهة هذا العجز في البنيات التحتية تلجأ الشركات المغربية إلى حلول مؤقتة، عبر إقامة خيام كبيرة تصل مساحتها في بعض الأحيان إلى 100 ألف متر مربع.

محمد الحجام، وهو إعلامي أميركي من أصل مغربي، وصاحب شركة «أوديو فيديو أكشن» المتخصصة في تنظيم المؤتمرات في واشنطن، يرى في المعرض فرصة للتعرف على مستوى تطور المهنة في المغرب، والبحث عن فرص لمد الجسور عبر المحيط الأطلسي نحو السوق الأميركية الزاخرة. لكن أشياء كثيرة تجعل الحجام يشعر ببعض الخيبة، انطلاقا من رحلة القطار من مطار محمد الخامس إلى قلب العاصمة الاقتصادية للمغرب، والتي وصفها بالتجربة السيئة، مرورا بالتنقل بين الفندق والمعرض، وصولا إلى محيط المعرض الدولي في الدار البيضاء، حيث مناظر الخراب للأوراش المتوقفة مند سنين لمشروع بناء شارع المحج الملكي ومرأب السيارات التابع للمعرض، والتي تعطي صورة سلبية عن المغرب وشعورا بانعدام الأمن.

الحجام يعتقد أن السوق الأميركية واعدة بالنسبة لسياحة الأعمال والمؤتمرات في المغرب. ويقول «أنجزت شركتي دراسة في الموضوع، وفي المدة الأخيرة أصبحت أقوم بأربع زيارات في السنة للمغرب للاطلاع على المستجدات والتطورات، والتحولات الإيجابية والقوية التي يعرفها المغرب الجديد». ويرى الحجام أن بإمكان المغرب أن يستقطب الكثير من الشركات الأميركية لمواكبة هذه التطورات، وأن يصبح مركز إشعاع جهويا.

ويضيف الحجام «هناك تطور كبير لقطاع تنظيم اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات في المغرب، غير أن القطاع لا يزال محتكرا من طرف بعض العائلات. ما زلنا لم نر في المغرب انبثاق شركات عصرية بكل معنى الكلمة في هذا القطاع. كما أن هناك غيابا تاما للتكوين في هذا المجال، المعروف بارتباطه الوثيق بالتطور التكنولوجي والوتيرة الكبيرة للتحولات التي يعرفها». ويرى الحجام أن إنشاء مركز تكوين متخصص يمكن أن يشكل إحدى أبرز المساهمات التي يمكن أن يجلبها للمغرب، وأن يسهم من خلاله في نقل التكنولوجيا من أميركا إلى المغرب.