بن ناصر والنويصر والأميري يفتحون النار على الإعلام ويطالبونه بالتأهيل وعدم الشخصنة

الجدية تختلط بالدعابة في الجلسة الأولى بمنتدى الاحتراف والتمويل الرياضي بالنادي الأهلي

TT

لم تخل الجلسة الأولى في منتدى الاحتراف والتمويل الرياضي الذي نظمته هيئة دوري المحترفين السعودي في النادي الأهلي تحت عنوان (الإعلام الرياضي الفضائي الواقع والتحديات)، من الجدية والدعابة، مما أسهم في تلطيف حدة الحديث عن الإعلام الرياضي بوسائله كافة، خصوصا أن محامي الأندية الجدد أعلنوا مازحين بدء مهمتهم من هذه الجلسة خشية أن تتطاير التصريحات والانتقادات اللاذعة، وتحديدا عندما قال رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد النويصر إن «الإعلام خرج أحيانا عن انتقاده للجنة وراح يجرح في شخصي وبات الضوء الإعلامي مسلطا حدته غير مرة تجاهي»، وعلى صوت النويصر وهو يردد «ارحمونا من التجريح» تدخل بعض محامي الأندية وهم يرددون «نحن جاهزون للدفاع».

قاد راشد الأميري، مدير قناة «دبي الرياضية»، زمام الندوة في البداية، وتحدث بكل شفافية عن دور الإعلاميين موضحا أن «كثيرا منهم يعمل في الميدان، دون تخصص أو دورات كافية لتأهيله، خصوصا في التحليل الفني، وكثير منهم غير مؤهل لذلك، فالتحليل الفني يحتاج إلى إعداد جيد وتأهيل مناسب، ومن المفترض أن يكون المحلل الفني مدربا له خبرة كافية في هذا المجال حتى يمنحنا تصورا حقيقيا للمقابلة، وأنا أحمل الإعلام الرياضي المسؤولية في ذلك، خصوصا أننا نجده أحيانا يتجه للإداري ويمنحه مساحة كافية ليحلل وينتقد ويفند ويمنح نفسه فرصة كبيرة للحديث عن الأمور الفنية، وهذا من وجهة نظري خطأ من الإعلامي الذي منحه الوقت والمساحة»، وأضاف «في أوروبا وفي بطولات كأس العالم نجد المهنية والاحتراف الإعلامي الحقيقي، فالإداري لا يتجاوز مهامه الإدارية ويظل النقد والتحليل الفني للمختصين».

وتحدث الأميري عن الفرق بين القنوات الرياضية الرسمية والقنوات الفضائية الرياضية التجارية قائلا «القنوات الرسمية تابعة للحكومة ومن أهدافها أن تصل الرياضة للجميع وفق إطار سياسة معينة».

وتحدث عن تجربة قناة «دبي»، مشيرا إلى أنها «ذات طابع حكومي لكنها وسعت نطاقها ودخلت المحافل وباتت تملك تغطيات حصرية، وهي ترسم أهدافها لتغطية الرياضة المحلية بشمولية وبنقل فضائي احترافي، أي بمعنى أنها قناة حكومية لكنها تسعى للقمة»، ثم تحدث عن قناة «الجزيرة الرياضية» قائلا إنها «دخلت المجال الإعلامي والتغطيات ونقل الأحداث الرياضية بقوة، خصوصا أنها تجد دعما قويا ومفتوحا، وبصراحة جيل اليوم لا يستطيع أن يجاريها، وقد يفعل ذلك الجيل المقبل، لأن الدخول عليها في الوقت الراهن صعب، كونها رسمت سياستها من عشر لخمس عشرة سنة مقبلة، لذلك بات التفكير من قبل جيلنا الحالي في أن يقدم شيئا أمام قنوات (الجزيرة الرياضية) صعب جدا لأنها التهمت كل البطولات لمدة عشر سنوات مقبلة وستخدم قطر كثيرا»، كما تحدث عن تجربة قنوات (art) بقوله إنها «كانت محتكرة لفعاليات رياضية كثيرة»، متسائلا «من كان يفكر أنه سيحدث لها مثل ما حدث الآن بعد أن غابت تماما بعد أن اشترت (الجزيرة) تلك القنوات».

وتحدث مذيع قناة «الإخبارية» مشعل القحطاني عن الإثارة، وصنفها بأنها قادمة من خلال ثلاثة أبواب، أولها الإداريون، ثم الصحافة من خلال المانشيتات العريضة على صدر الصفحات، وثالثها أرجعه إلى عدم تقبل الجمهور لأن «الإعلام جعل من الجمهور هو المحرك له وليس العكس».. وهنا سجل النويصر مداخلة قائلا «الرياضة فيها حرية كبيرة وهذه الحرية الواسعة جعلت منها وسيلة لتشن هجوما على الأشخاص لدرجة الانتقاد والتجريح الشخصي، فعلى سبيل المثال الانتقاد لشخص محمد النويصر وليس للجنة»، وعاد ليقول «اليوم وبعد توقيع محامي الأندية بات رجل القانون موجودا في هيئة دوري المحترفين وفي الأندية، وهذا سيسهم كثيرا في حفظ الحقوق»، وأكد النويصر في مداخلته قوة الرياضة والإعلام الرياضي «تخيلوا أنه في فترة سابقة حدث انهيار في سوق الأسهم السعودية والناس خسرت أموالها، ومع ذلك وجدت الاتصالات تطاردني وأنا مسافر خارج السعودية تسأل عن نقل مباراة معينة خارج أرضه، وهذا يعني أن الرياضة ذات قوة كبيرة».

وتطرق النويصر إلى الإحراج الذي يواجهه من بعض القنوات الفضــــائية التي تبث برامجها المباشرة في وقت متأخر «لك أن تتخيل أن موعد نومي المعتاد الساعة 12 ليلا، وتجد من يتصل عليك في الثانية عشــــــــــرة والنصف، وفي ذلك إحراج كبير، لذلك أرى أن المسألة تحتاج إلى احترافيــــــــة في العمل الإعلامي»، وأضاف «الإعلام بوسائله كافة مسلط عيونه علينا، وتأتي مبيعاته وبثه على حسابنا، وكل ما أتمناه من الجميع عدم التجريح لشخصي ولزملائي في اللجان كافة»، وهنا يقاطعه راشد الأميري ضاحكا «أنتم المادة الدسمة، وبالمناسبة أحيانا بعض المسؤولين يبحثون عن الإعلام بأنفســـــــهم، وهنا أطالب بالتحقيق في بعض التصريحات.. للأسف في الخليج، الإداري يتحدث عن كل شيء»، واستطرد «النقطة الثانية.. الإعلام الخليجي يتحمل كثيرا من الإثارة لأنه بات هناك كم كبير من الصحف والملاحق الرياضية، على عكس الإعلام المحترف في أوروبا، فالمســألة مقننة عندهم، فالإعلامي الأوروبي أخذ دورات في التدريـــــب والتحليل والنقد»، وهنا يتدخل المذيع في قناة «الإخبارية» مشعل القحطاني ويدلو بدلوه في قضايا التشــــــهير ليقول «يجب عليكم كمســــــؤولين ألا تتـــــــــأثروا بالإثارة الإعلامية، وللأسف أحيانا نجد بعض المسؤولين يتحدث خلال الحـــــــلقة الواحدة غير مرة بأكثر من اتصال على البرنامج».

وتدخل رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر الذي أكد قائلا «هناك من يتحدث في الصحافة أو الإعلام المرئي عن القوانين وهو للأسف غير ملم بها، وفي ذلك تأثير إعلامي سلبي على المتلقي، ولكم أن تتخيلوا وجود 85 صفحة رياضية يومية في الصحف السعودية، وأي مجال آخر غير الرياضة لا يحوي هذا الكم، وفي مباريات الديربي وفي اليومين التاليين للمباراة تصل الصفحات الرياضية إلى 110 صفحات»، وأردف «الإثارة تساعد على التسويق ولكن ليس على حساب مصلحة شباب الوطن، خصوصا الصغار كون التأثير قويا جدا، كما يجب أن يكون ضيوف الحلقات الرياضية من ذوي القوة في معرفة القوانين».

وختم المحامي ماجد قاروب، الذي أدار دفة الحوار، مؤكدا أن اليوم الأول لمنتدى الاحتراف والتمويل الرياضي شهد توقيع 12 ناديا مع 12 محاميا «ليست لهم صلة بالأندية من قبل وليسوا أعضاء في مجالس إدارات الأندية أو أعضاء شرف، وخدمتهم في المهنة لا تقل عن 10 سنوات، إلى جانب إتقانهم اللغة الانجليزية واشتراطات أخرى في سبيل المساهمة في حفظ حقوق الأندية».

* اجتماع مشترك بين لجنتي المحامين والاستئناف

* وفي شأن آخر، عقدت لجنة المحامين بهيئة دوري المحترفين السعودي في جدة اجتماعها الأول برئاسة الدكتور ماجد محمد قاروب، المستشار القانوني للاتحاد السعودي لكرة القدم، وبحضور المدير التنفيذي للهيئة محمد النويصر.. وتم خلال الاجتماع شرح الهيكل القانوني للمنظومة الرياضية المتمثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، بما فيها اتحاد كرة القدم وعلاقته بالاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم ودوري زين للمحترفين السعودي وفرق الدوري المحترفة، بالإضافة لتعريف محامي الأندية بمهامهم والأدوار المكلفين بها.

كما عقدت لجنة الاستئناف بالاتحاد العربي السعودي لكرة القدم اجتماعا مشتركا مع لجنة محامي الأندية، وذلك على هامش فعاليات منتدى الاحتراف والتمويل الرياضي برئاسة رئيس لجنة الاستئناف اللواء شعبان بانه، وبحضور بقية أعضاء اللجنة، وأوضح الدكتور قاروب أنه تم خلال الاجتماع التعريف بلجنة الاستئناف ودورها في رياضة كرة القدم وما فيها من بنود، وتأكيد العدل والمساواة في الحقوق والواجبات تجاه الأندية وكل من له صفة ومصلحة في الرياضة الســـــــــعودية وفق المادة رقم 3 من لائحة الانضباط التي تطبق بحق الأنديـــــــة، والمنتمين للأندية من الإداريين والفنيين والعاملين بها واللاعبين، وحكام المباريات والمقيمين والمراقبيـــــن، وجمهور المباريات أو المتفرجين عليها بالملعب، أو أي فئة تراها اللجنة، وأضاف أن «اللجنة أكدت لجميع المحامين أنها ستقوم بدورها المناط بها في خدمة الرياضة السعودية في ظل ما تجده من اهتمام ودعم من الأمير سلطان بن فهـــــــد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائبه الأمير نواف بن فيصل».